الصحفية أمينة السعيد
الصحفية أمينة السعيد


«شوال» من الأرز.. هدية زوج لصحفية أعادت له زوجته

نسمة علاء

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021 - 06:22 م

حياتها الصحفية كانت عبارة عن سؤال وجواب، الناس والقراء يسألونها وهي تجيب على ما يسألون، لم تبخل عليهم بكلمة الحق التي تعتقدها، رغم أنها تعلم أن لكلمة الحق حلاوة في فم قائلها، وأن لها مرارة العلقم في فم آكلها.

 

واستطاعت بدبلوماسية الكلمة التي تملك كل نواصيها أن تجعل من مرارة الحياة حلاوة، وأن تملك بآرائها الصريحة قلوب قرائها، هي أول صحفية في تاريخ الصحافة المصرية أمينة السعيد، وكانت ترد على أسئلة القراء  ومشاكلهم في باب يتم نشره في مجلة المصور بعنوان «اسأليني».

 

ونشرت مجلة آخر ساعة في 20 ديسمبر عام 1970 أحد هذه المشاكل؛ حيث أرسل لها أحد التجار خطابًا به مشكلته مع زوجته، أنها فتاة تصغره بعشرين عامًا، رزق منها بثلاث أولاد، وكان يشعر بحبها له ولكنه شعر فجأة بتغيير عواطفها نحوه، وبدأت تختلق أسباب الغضب وتهمل في أولادها، وكثرة خروجها من البيت بدون إذنه.

 

كما أنها كانت تطل من نافذة غرفتها ساعات أطول من ساعات نومها، وكانت تعتني بزينتها في أوقات محددة من اليوم وتنفر من الجلوس إليه، وتصادف ذلك مع قدوم جار جديد في العمارة المجاورة.

 

وكان من السهل على أمينة أن تكتب للرجل تنصحه بالصبر وتبعده عن الظن السيء، أو أن تأخذها قسوة الغيرة على شرف الزوج الذي هزته خيانة زوجته وتدعوه إلى الطلاق.

لم تفعل أمينة هذا ولكنها اتصلت بالزوجة واكتشفت أنها بريئة، وأنها مازالت تحب زوجها وأولادها، وبأن شكوك زوجها هي التي غيرت أسلوب حياتها معه، وأن اتهام زوجها بعلاقتها مع جار جديد لهما اتهام ظالم جعلها تحبس عاطفتها عنه حتى يشعر بالخطأ الذي وقع فيه.

اقرأ ايضا||في 1950.. مصر تجهز 6 كنائس تاريخية لـ«حجاج إيطاليا»

ولم تكتف أمينة بصراحة الزوجة وذهبت تستقصي حكاية الجار الجديد وتأكد لها صدق الزوجة، وبعدها كتبت إلى الزوج تدعوه أن يعود إلى زوجته، وأن يخلع عنه أثواب الشك التي يعيش بداخلها، وعاد الرجل إلى زوجته وإلى حياته الهادئة، وعاد إلى أمينة مرة أخرى ولكن هذه المرة لم يكن يحمل شكوى ولكنه كان يحمل «شوالا» من الأرز هدية للسيدة التي أعادت له الحياة مرة أخرى.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة