الأربعاء، 29 ديسمبر 2021 - 07:58 م

هي ظاهرة نادرة تخطف القلوب من شدة جمالها وتحبس الأنفاس من إصرارها على العيش والتواجد، فما هو معروف أن الأشجار تتعرض إلى اصفرار أوراقها وتعفن جذورها ومن ثم إعاقة نموها وبالتالي موتها في حالة ما إذا ازدادت نسبة المياه في تربتها ولكن على عكس ما هو مألوف تجد ظاهرة غريبة تحول إلى مقصد سياحي يجذب الآلاف وهو انتشار الغابات تحت الماء.

فهناك الكثير من الغابات الغارقة تحت الماء نتيجة ارتفاع مستويات المياه وتحولت بعدها من موطن للحيوانات والطيور البرية إلى مركز لعيش الكثير من الحيوانات البحرية فقد تمكنت من الاستمرار بالعيش بالرغم من أنها غمرت بالمياه وما ساعدها في ذلك هو وجود أنواع أشجار تتميز بأن جذورها تتيح لها استنشاق الهواء والبقاء على قيد الحياة حتى تحت المياه مثل أشجار السرو والمنجروف.

وتعد من أشهر هذه الروائع الطبيعية وأجمل الغابات الغارقة تحت الماء في العالم:

- بحيرة كادو

تعد هذه البحيرة الواقعة في أمريكا على الحدود بين ولاية تكساس ولويزيانا أكبر موطن لغابات السرو في العالم حيث تصل مساحتها إلى 106 كيلومتر وقد تشكلت هذه البحيرة والتي يتواجد فيها أحد أجمل الغابات الغارقة منذ أكثر من ألف عام عندما تم بناء السد في النهر الأحمر والذي أدى إلى غمر المنطقة المنخفضة بالمياه فتكونت البحيرة وغمرت الغابة بالمياه.

وتبدو اليوم البحيرة ضحلة غير عميقة ومملوءة بأشجار السرو المغطاة بالطحالب الاسبانية والتي بقيت حية رغم الغرق مع ظهور أجزاء منها فوق الماء لالتقاط الأكسجين في مشهد رائع الجمال يستحق التأمل.

- بحيرة كايندي

هي البحيرة صاحبة الجمال الاستثنائي، والتي تكونت نتيجة تعرض كازاخستان لزلزال ضخم عام 1911، أسفر عنه انهيار جزء من الأرض بلغت مساحته 400 متر والذي امتلأ بعدها بمياه الأمطار مكونة البحيرة بعمق 30 مترًا الأمر الذي أدى إلى غمر الغابات الكثيفة التي كانت تلف جبال "تيان شان" لينتج عنها منتزه بحيرات كولساي الوطني ذو المشهد المميز.

تظهر جذوع الأشجار الصنبورية التي تعلو سطح مياه البحيرة بعد غرق الغابة كرماح الجيوش المستعدة أو صواري السفن الضخمة أما أوراقها وسيقانها فتبدو وكأنها تستمتع بالحياة أسفل المياه حيث ساعدت درجات حرارة المياه المتجمدة للبحيرة في الحفاظ على الغابة تحت سطح الماء حيث تغطي الطحالب الخضراء الشاحبة جذوع وفروع الأشجار مكونة حياة بحرية في غاية الجمال يمكنك الغوص لاكتشافها.

- الغابة البحرية الأفريقية الكبرى

من أشهر الغابات الغارقة تحت المياه فاحتلت هذه الغابة مكانة كبيرة بعد نجاح الفيلم الوثائقي " تعلمت من الاخطبوط" والذي يدور حول هذه الغابة الغارقة ومما تتعرض له من تهديدات سواء التلوث أو عمليات الإفراط في الصيد أو تغير المناخ وتقع غابة عشب البحر المورقة الغارقة هذه والتي تعد ملاذا للحياة البرية والوحيدة التي تتكون من أشجار الخيزران العملاق في العالم في جنوب أفريقيا حيث تمتد من شواطئ كيب تاون إلى ناميبيا لتكون غنية بالحياة البحرية وموطن لأكثر من 14 ألف نوع من النباتات والحيوانات المختلفة