يوسف القعيد
يوسف القعيد


ميلاد جديد للصعيد وتوشكى

يوسف القعيد

الخميس، 30 ديسمبر 2021 - 05:22 م

تابعت جولات الرئيس عبد الفتاح السيسى بجنوب مصر والتى شملت أماكن كثيرة سواء توشكى التى نسيناها واكتشفنا أن العمل فيها يجرى على قدم وساق وأنها قد تُقدم حلاً لمشكلة مصر الزراعية وتجعل منا سلة غذاء الوطن العربى. أما زياراته لقرى أسوان وتناوله الإفطار على "طبلية" أسرة من أبنائها وتبادله الكلام والاستماع إليهم بدون بروتوكول ولا حراسة تصرَّف باعتباره واحدا منهم جاء للاطمئنان عليهم وحل مشاكلهم ووضعهم على طريق الإنتاج.

الإنتاج كان كلمة السر فى جولات الرئيس، سواء استزراع آلاف الأفدنة الجديدة التى كانت أرضاً مهملة أو صحراء قاحلة لأن مصر السيسى آن الأوان لها أن تكتفى مما نزرعه.

فمن لا يملك قوته لا يملك حرية قراره. والقوت ليس مسألة أكل فقط. لكنه إعلاء للإرادة المصرية وحرية الاختيار والقرار.. أعترف أننى كنت نسيت مشروع توشكى رغم حضورى افتتاحه. لكن الأيام تجعل الإنسان ينسى ربما أعز وأهم الأشياء. وعند زيارة الرئيس لتوشكى اكتشفت أنها مزروعة. أرض خضراء. يأتى منها الخير لأن مسألة أن يُنتج المصريون طعامهم وأن يُصنِّعوا ما يحتاجونه وأن نُقلل إلى أكبر حد ممكن أى استيراد من الخارج هو قرار قدر ومصير.. وحقيقة الاستقلال عن العالم ليست تصوراً سياسياً. لكنها تبدأ بالاقتصاد.

وجهد الرئيس السيسى الذى نراه كل يوم يتجه إلى جوهر هذه الفكرة العميقة. أن نعتمد على أنفسنا فى كل ما نحتاجه. وأن نُقلل الاعتماد على الخارج. وأنا عن نفسى أحلم بيوم تختفى كلمة استيراد من قاموس حياتنا. لتحل محلها كلمة تصدير. أن نُصدِّر كل ما يفيض منا للآخرين.. وعندما يقال إن توشكى عبارة عن أكبر مشروع استصلاح زراعى فى الشرق الأوسط.

فهذه ليست مبالغات لغوية لأن معطيات الواقع تسندها. ومن غير المعقول أن تستمر مصر على ما كانت عليه من قبل السبع سنوات الأخيرة. حيث كان اعتمادنا بشكل جوهرى على ما نستورده من الخارج. من مأكل وملبس ومشرب. الآن نعيش على ما ننتجه. ولدينا عائد اقتصادى ضخم. ويجب ألا ننسى أبداً أن هذا يخلق فرص العمل ويحارب البطالة. وقد لفت نظرى ما قاله اللواء أركان حرب إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن مصر خلال السنوات السبع الماضية نفذت العديد من المشروعات من أهمها مشروعات التنمية الزراعية. وهى بذلك تواجه التعدى على الأراضى الزراعية فى الوادى والدلتا الذى خلق مناطق عشوائية كثيرة. هل يُعقل أن 95% من سكان مصر يعيشون على ضفتى النيل ومنطقة الدلتا؟ أى على 4% من إجمالى مساحة مصر.

وتُعد من أكثر المناطق كثافة سكانية فى العالم. أكتب، إن ما يجرى فى الجنوب ثورة متكاملة لخلق واقع جديد والبدء من الجنوب كان قراراً صائباً. فطالما أهملنا الجنوب وتوجهت اهتماماتنا إلى الشمال. وكثيراً ما نسينا القرى والتوابع والكفور واتجهنا إلى المدن الكبيرة بدءاً من القاهرة ومدن أخرى كثيرة. لكن ما يجرى فى صعيد مصر الآن هو ثورة متكاملة الأركان. رأيناها على الطبيعة من خلال زيارات الرئيس السيسى لهذه المناطق وحواراته مع الذين يعيشون فيها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة