ناورو جزيرة المحرمات
ناورو جزيرة المحرمات


«ناورو».. جزيرة المحرمات التي دمرتها مناجم الفوسفات

سارة شعبان

الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 03:25 م

«جزيرة ناورو أو جزيره المحرمات».. كان يعيش فيها شعب ناورو الذين عرفوا بقناعتهم وطيبه قلوبهم رغم الفقر الشديد حتي جاء اليوم الذي زارهم فيه رجل غريب حينها بدأت اللعنة.

ففي سنة 1900م كان يسكن جزيرة ناورو التي تقع بين هاواي وإستراليا 10000 شخص فقط حيث تبلغ مساحته الجزيرة 21 ألف كيلو متر مربع فقط وكان سكانها يعيشون علي صيد الأسماك حتى زارهم العالم «البرت مولر» حاملًا لهم خبرًا سيغير حياتهم.

وأكتشف البرت مولر أن الجزيره تحمل كنزا من الفوسفات وككل بلد ضعيفه لم تستثمر ناورو هذا الكنز فقد إستعمرتها بريطانيا وظلت تنهب ثرواتها حتي قرر سكانها طرد المستعمر وتمكنوا من ذلك بالفعل سنة 1968م بقيادة «بيروجر» وهنا بدأت اللعنة.

اقرأ ايضا:«نيسي بيريز».. عاشت 24 ساعة حية داخل مقبرة وتوفيت مختنقة

وأصبحت جزيرة ناورو جزيرة ثرية من نتاج بيع الفوسفات وصارت جميع الخدمات بها مجانية وأصبح السكان ليسوا في حاجة إلى العمل حيث كانوا يحصلون علي أرباح شهرية من بيع الفوسفات وقاموا باستيراد عماله من الخارج لتقوم بالتنقيب عن الفوسفات وألغت الحكومه جميع الضرائب، وتحولت الجزيرة الفقيرة بين ليله وضحاها إلى دولة أحلام ملايين البشر.

وقامت الدولة بجلب عاملات آسيويات للعمل في كل منزل ومنحت لكل مواطن جميع الأجهزة الكهربائية وسيارات أيضا بالمجان، وأدمن سكان الجزيرة الاحتفالات حتى أصبحوا يسهرون كل ليلة ويبذرون أموالهم على الخمور والمخدرات والنساء المستوردات.

ورغم هذه النفقات الباهظه لم تنتهي ثروه الجزيرة وأنتهج أهلها نمطا استهلاكيا متوحشًا لدرجة أن تعطل سيارة كان يجعل صاحبها يلقيها في البحر ويتوجه إلى إستراليا ليشتري غيرها كل ذلك تحت قياده حاكم الجزيره «الفركوش البارون واكا» الذي يضحك دائما بدون سبب ويقضي أوقاته في الاحتفال مع سكان الجزيرة.

وانفقت الدولة مبالغ طائلة على مشروعات فاشلة حققت خسائر فادحة، وتناسى السكان إن حجم الجزيرة صغير وأن الفوسفات لابد أن ينتهي، وهذا ما حدث بالضبط فقد بدأ الفوسفات يقل حتى انتهى تمامًا وبدأت الجزيرة في الاستدانه من الخارج وبدأت أحوال سكان جزيرة ناورو في التدهور حتى باعوا جوازات سفرهم لعصابات المافيا والعمل في غسل الأموال حتى اكتشفت السلطات الروسية إن زعماء المافيا هربوا 70 مليار دولار إلى هذه الجزيرة.

ولم يستمر الأمر على ماهو عليه فقد تبدلت صحة السكان وأصبحوا جميعهم مصابون بالبدانه وأصبح 97% من سكانها مصابون بالسكر الذي تسبب في موت الكثيرين وارتفعت معدلات البطالة بنسبة 90%، وأصبحت المتاجر فارغة بعد الثراء والمخدرات والزنا والقمار والسكر والرقص وغسيل الأموال وحياة اللهو.

وعاد الفقر إلي الجزيرة واضطر سكانها إلى العودة للصيد حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم وأختفت تماما مظاهر الترف والبذخ من المدينه التي أصابتها لعنة المال الذي أنفقوه في الحرام وأصبحت ظروف البلدة سيئة جدًا وقلت مياه الشرب وتدهورت كافه الخدمات وأصبح سكان الجزيرة يعيشون متسولين على المعونات الخارجية التي تتلقاها الجزيرة من بعض الدول المجاورة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة