جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

عام للتحدي.. وللأمل

جلال عارف

الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 06:04 م

عام جديد يستقبله العالم كله وهو يحاول استيعاب صدمة الهجمة الجديدة الشرسة لفيروس «كورونا» وتجىء الصدمة من أن العالم كان على مدى شهور يستعد لأن يكون العام الجديد هو عام التعافى من الفيروس الشرس بعد عامين من المعاناة، لكن المتحور الجديد «أوميكرون» جاء قبل نهاية العام ليذكر الجميع بأن المعركة لم تنته، وبأن «كورونا»، باقية معهم لفترة أخرى وربما تتحول بعد ذلك إلى ضيف دائم بشراسة أقل كما هو الحال فى «الانفلونزا» التى تجىء كل عام بمتحور جديد يلاحقه العلم بصورة دائمة.

كان العالم قبل الهجمة الأخيرة يستعد لما بعد «كورونا»، بعض علامات التعافى كانت قد ظهرت. عادت الحياة الطبيعية بصورة كبيرة ومعها عاد النشاط الاقتصادى ليبدأ التعافى، وخطت السياحة والطيران خطوات نحو استعادة الحياة.. وفى نفس الوقت كانت البرامج توضع للتعامل مع الآثار السلبية التى نتجت عن «كورونا» خلال عامين فقد فيهما الاقتصاد العالمى الكثير.

الآن، وبعد أن فرضت «كورونا» وجودها فى العام الجديد، أصبح على العالم أن يواجه الموقف وهو يحمل على كتفيه آثار عامين من الخسائر الفادحة التى سببها فيروس «كورونا» على اقتصاديات الدول وعلى أحوال المواطنين. ومن هنا تزداد صعوبة المعركة الآن حتى وإن بدت سلالة «أوميكرون» أخف وطأة، وحتى وإن كانت حصانة المجتمعات أكبر مع اللقاحات ومع استعدادات أكبر لمواجهة أى «ظروف طارئة».

قبل هجمة «أوميكرون» كان العالم وهو يبحث عن التعافى الاقتصادى السريع يواجه مشاكلاً خطيرة فى توفير مستلزمات الإنتاج، ويواجه خطر الركود الاقتصادى مع ارتفاع الأسعار. من هنا كان واضحا أن العالم لا يتحمل المزيد من الاغلاقات، وأن الجهود كلها ينبغى أن تتركز على تحقيق المعادلة الصعبة: أن يتم التصدى لهجمة متحور «أوميكرون» بأفضل الطرق وأقل الخسائر مع الاحتفاظ -فى نفس الوقت- بالنشاط الاقتصادى، وعدم اللجوء إلى الإغلاق إلا فى أشد حالات الخطر.

موقفنا فى مصر، والحمد لله- جيد فى هذه المواجهة الصعبة. كنا من الدول القليلة التى استطاعت تحقيق معدل نمو إيجابى في ظل هجمة «كورونا»، أى أننا استطعنا أن نواصل الإنتاج ونتحمل تبعات مكافحة الوباء بكفاءة استثنائية. وكنا نتوقع معدل نمو فى العام الجديد يصل إلى ٥٫٦٪ وهو معدل جيد فى ظل الظروف الصعبة التى يواجهها العالم كله. والأمل كبير أن نحافظ على هذه المعدلات المتوقعة رغم الهجمة الشرسة للمتحور «أوميكرون» وآثارها السلبية على العالم كله.

واضح أننا انتبهنا للفرصة المتاحة حتى فى ظل الجائحة. وأن الجهد تضاعف فى المسار الصعب نحو توطين الصناعة لسد الاحتياجات المحلية ثم التصدير. أرقام الصادرات فى العام الماضى تؤكد ذلك وبعضها شديد الإيجابية مثل أن تنمو الصادرات من الصناعات الهندسية بنحو ٤٠٪ وأن تنمو الصادرات فى الملابس الجاهزة بأرقام مماثلة. وهو اتجاه يتصاعد مع التركيز على الصناعة كأولوية فى الاستثمار الجديد، ومع استكمال البنية الأساسية لتحويل مصر إلى قلعة صناعية تقف فى المقدمة بين الاقتصاديات فى المنطقة والعالم.

هذا كله يضع خطوطا أساسية أمامنا لمواجهة التحديات فى العام الجديد. لدينا خطوط دفاع جديدة لمواجهة هجمة «أوميكرون» كما واجهنا السلالات السابقة. ولدينا الفرصة للمضى فى برامجنا الاقتصادية إذا أحسنا المواجهة، وإذا حافظنا على قوة الدفع وحققنا معدلات النمو المتوقعة رغم الجائحة، وإذا أدرك كل مواطن أن ثمن التراخى فى مواجهة «أوميكرون» سيكون فادحا، وأن التزامه بكل إجراءات الوقاية وأولها اللقاح والكمامة هو فقط الذى سيحمى حياته، وهو أيضا الذى سيحافظ على مصدر رزقه.

هذا عام للتحدى وعام للأمل. كلنا ثقة فى أننا- بعون الله - سنعبره بسلام وسنخرج منه ونحن أقوى. كل سنة وأنتم بخير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة