الإثنين، 03 يناير 2022 - 03:09 م

البداية كانت صعبة فقد ولدت مريم محسن كفيفة وعند بلوغها العام الثامن من عمرها لاحظ والدها موهبتها الموسيقية فقررا تشجيعها والاهتمام بهذه الموهبة لتشارك بعد فترة في العديد من المسابقات والحفلات الفنية،وتعلمت قراءت النوتة الموسيقية بطريقة برايل.

مريم عازفة بيانو ومتفوقة دراسيا وتتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، وتعكف علي الانتهاء من الدراسات الحرة بكلية التربية الموسيقية بالزمالك،كما التحقت بدراسة البيانو بجامعة ترينتي بلندن وتحب القراءة ومهتمة بالتكنولوجيا .

وخلال شهر رمضان الماضي قدمت مريم محسن برنامج "هنبتدي منين الحكاية" وهو عملا إذاعيا تم بثه عبر صفحات السوشال ميديا والقناة الرسمية لرابطة مكفوفي مصر وهو عن عالم الموسيقي ،وفي كل حلقة قدمت مريم لمستمعيها حكاية عن آلة موسيقية مختلفة.

ومريم هي صاحبة أول نوتة موسيقية بطريقة برايل للمكفوفين، ولذلك جاء اختيارها بقائمة Egypt of women ضمن 50 شخصية من أكثر السيدات والفتيات إلهاما لعام 2021 لجهودها في تعليم النوتة الموسيقية بطريقة برايل لفاقدي وضعاف البصر. وتم اختيارها لتمثل أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة في اليوم العالمي للفتاة.

درست مريم البيانو في لندن ودرست نوتة موسيقية بطريقة برايل في كلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان، وهي من عشاق موسيقى عمر خيرت، وبطلة رياضية في السباحة وحصلت على ميدالية ذهبية في أحد البطولات، وتحلم بأن تصبح مذيعة.

شاركت مريم في احتفالية قادرون باختلاف وعرضت علي الرئيس فكرة إصدار بطاقة رقم قومى والأوراق الرسمية بطريقة برايل وهو ما استجاب له الرئيس ورد قائلا  "حالاً يامريم" ،لافتة إلي سعادتها بدعم الدولة و تنفيذ وزارة السياحة والآثار مشروع مسار المتحف المصري الذي يعرض لوحات مكتوبة بطريقة برايل بجوار كل المعروضات في المتحف وشرح تفاصيلها.

اقرأ أيضا |حكايات| أشهر جرائم الاختطاف في التاريخ.. «شراء الأسهم» كلمة السر

يحتفل العالم يوم 4 يناير 2021 بذكرى ميلاد لويس برايل مخترع الكتابة لفاقدي البصر وهو ما يعرف بطريقة برايل، وواهب النور للمكفوفين الذي لم يرض بواقعه المؤلم عندما عجز عن الرؤية إثر إصابته في حادث لكنه تفوق على ألمه لنفسه ولغيره واخترع نظام كتابة بريل الذي أفاد منذ اختراعه ملايين البشر على مستوى العالم أجمع.

وولد لويس برايل عام 1852 في كوبفراي بفرنسا، وكان متفوقًا في دراسته بالرغم من الاعاقة التي حدثت له في الصغر والتي أدت الى فقدان بصره إلى الأبد، فعندما كان لويس مع أبيه في مكان عمله تعرض الى حادث مؤلم وهو دخول عصا بها مثقبان في عينه ما تسبب في فقدان إحدى عينيه، ولم تجر له عمليه جراحية تعيد له بصره.

فقد لويس بريل بصره في سن الثالثة من عمره، ودفعه ذلك إلى اختراع طريقة للكتابة وهي الطريقة المعروفة بطريقة برايل، وتعتمد هذه الطريقة على تحويل الحروف الأبجدية والأرقام إلى نقاط بارزة يمكن قراءتها عن طريق اللمس، ويعتبر اختراعه من أعظم الاسهامات التي ساعدت المكفوفين على مواصلة دراستهم وتنمية ثقافتهم.

وعندما بلغ لويس سن العاشرة، وبعد دراسته في إحدى المدارس الفرنسية حصل على بعثة في باريس بأحد معاهد للمكفوفين الخاصة بالمتفوقين، وتعرض للكثير من سوء المعاملة من قبل زملائه بالمعهد وبالرغم من ذلك لم ييأس وأتم دراسته وكان متفوقًا في مادة الموسيقى بالأخص.

وقبل اختراع طريقة برايل، كانت هناك بعض الطرق البسيطة التي تساعد المكفوفين على القراءة، وذلك ما ساعد لويس في المعهد، ولكن لتلك الطرق والأدوات بعض العيوب والمشكلات الفنية التي اكتشفها لويس بعد ذلك، والتي كانت عبارة عن آلة تطبع الكلمات على الورق فتصبح بارزة.

وكانت تلك الطريقة بمثابة الإلهام الذي استوحى منه لويس فكرة طريقة برايل، ولم يكن هذا فقط وإنما اعتمد على بعض الطرق والأساليب التي يستعملها الجيش الفرنسي في المراسلة كنوع من الشفرات، وقام برايل ببعض التعديلات لكي يبتكر في النهاية طريقة كتابة برايل.

وكان الجيش الفرنسي يعتمد على النقاط البارزة كأداة مخاطبة، بحيث لا تزيد الحروف عن 12حرفا لكل منها معنى، ولكن لويس قرر تبسيط الطريقة وجعلها عبارة عن 6 نقط، كحد أقصى لتعبير عن الحروف ثم بعد ذلك عمل على تحويل علوم الرياضيات والموسيقى لتصبح نقاط لها معنى أيضًا.

نُشرت طريقة برايل في عام 1839، ولم تستخدم بشكل رسمي إلا بعد وفاة صاحبها الفرنسي لويس برايل،  بـ 14 عاما  في فرنسا، وهناك العديد من الدول لم تقبل الطريقة إلا بعد عدة سنوات من اختراعها مثل انجلترا التي استخدمتها بعد مرور 30 عامًا من ابتكارها، والولايات المتحدة الامريكية التي لم تعتمدها إلا  بعد مرور 21 عاما من اختراعها.

ولم تُعتمد بشكل رسمي في حياته بل بعد وفاة برايل بعامين تقريبًا، والجدير بالذكر أن برايل توفى عام 1852 عن عمر يناهز 43 عامًا، بسبب سوء حالته الصحية.