الأربعاء، 05 يناير 2022 - 04:46 م

أطلق الشاعر الكبير كامل الشناوى على عدد من الكتاب فى بلاط صاحبة الجلالة الصحافة لقب فرقة «البلابل الصحفية»، واقتبس منه هذا العنوان الكاتب الساخر أحمد رجب ليكتب به مقالا بنفس العنوان فى مجلة «الجيل» عام 1960 ونقتبس من المقال ما يقول فيه الساخر الكبير أحمد رجب: «حدد الموسيقار محمد عبد الوهاب قائمة سوداء لأصدقائه الذين يخاف أن يعرفوا أخباره وإنتاجه أولا بأول، وتضم قائمة عبد الوهاب السوداء مجموعة من أسماء المطربين غير المشتغلين بالطرب وإنما مشتغلون بالصحافة، وإذا كان الكاتب الكبير كامل الشناوى أطلق على هذه القائمة «فرقة البلابل الصحفية»، إلا أن الموسيقار محمد عبد الوهاب كان يسميها «فرقة ناقلى الميكروبات الموسيقية».

وقد وضع الساخر أحمد رجب فى قائمة المغنين والمطربين المشتغلين فى الوسط الصحفى الكاتب الأديب الفنان إحسان عبد القدوس، ويقول أحمد رجب عنه: «إحسان عبد القدوس يحب الغناء، ويغنى دائما ولكن بطريقة «الدندنة»، بصوت منخفض للمحافظة على سلامة اللحن والغناء والأداء، وهو لا يغنى بصوت مرتفع إلا فى الحمام، إذ تسول له النفس الأمارة بالسوء، أن صوته فى الحمام ينافس صوت عبد الحليم حافظ فى العذوبة والرنين، لهذا ينطلق على سجيته، وإحسان عبد القدوس يؤمن بأن من حق كل إنسان أن يغنى، وأنه يجب أن يغنى، ويرى أن الفرق الوحيد بين الإنسان المطرب والإنسان غير المطرب، هو أن المطرب صوته جميل، أما الثانى فلا يمتلك جمال الصوت بل يمتلك القبح.

إقرأ أيضاً | كنوز| الذكرى 56 لشاعر «لا تكذبي».. صاحب القلب المعذب دائمًا

وضمن قائمة فرقة «البلابل الصحفية» يتناول الساخر أحمد رجب الكاتب الكبير أنيس منصور الذى يعتبر من كبار المطربين المتقاعدين فى الوسط الصحفى، لأن أنيس منصور كاد أن يحترف الطرب ذات يوم، لكن الله سلم رحمة بالناس والذوق الفنى، وكان أنيس هو مطرب مدرسة المنصورة الثانوية، وكان أيضا من نجوم الأفراح والليالى الملاح، وأعترف أنيس أنه كان يغنى فى الفرح مقابل ريـال واحد «عشرين قرشا» كأجر رمزى يتقاسمه مع العواد الذى يعزف له، وقد صار هذا العواد فيما بعد قاضيا، وصار أنيس منصور كاتبا صحفيا شهيرا، وأشار أحمد رجب فى المقال إلى أن أنيس منصور كان يحفظ عن ظهر قلب كل الأغانى الجديدة لكل المطربين ويرددها له فى صوت يصر هو على وصفه بأنه صوت بلبلى، وأصر أنا على أن أقول له الحكمة المأثورة: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت» !
أحمد رجب

مجلة «الجيل» - 1960