جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

فى عام الصراعات المؤجلة.. هل ينتهى الغياب العربى؟!

جلال عارف

الجمعة، 07 يناير 2022 - 06:21 م

تدخل المنطقة من حولنا العام الجديد وهى تواجه أوضاعاً صعبة، ترث من العام السابق كل الملفات المعقدة. جبهات التقاتل ما زالت مشتعلة فى سوريا واليمن، والأخطار تحيط بدول أخرى مثل لبنان، ووعود تجاوز الفترات الانتقالية تواجه المصاعب فى ليبيا والسودان، ومحاولات القوى الإقليمية لمد النفوذ على الأرض العربية مستمرة والارتباك فى المشهد الدولى ومنافسات القوى الكبرى تترك آثارها على منطقة كانت على الدوام فى قلب الصراع على قيادة العالم، وكانت على الدوام تدفع الثمن الباهظ لهذه الصراعات.

مصر بالطبع ليست بعيدة عن هذه الأوضاع التى ترتبط أشد الارتباط بأمنها القومي. ولا شك أن تجربة السنوات الماضية قد أوضحت للجميع أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها بالنسبة لمصر، وأن مصر الحريصة دائما على ألا تتدخل فى الشئون الداخلية لدول أخرى لا تقبل تهديداً لأمنها، وأن أمنها لا يمكن أن ينفصل عن أمن أشقائها الذين يعرفون جيداً أنها حصن الأمان والاستقرار لعالمها العربي، وأن صمودها للتآمر وإسقاطها للحكم الإخوانى العميل هو الذى منع استكمال المؤامرة ومنع سقوط العالم العربى كله فى قبضة الإرهاب وفى طريق التخلف.

لم تسقط مصر حكم الإرهاب فقط، لكنها قاتلت كل فلوله داخل أرضها وأيضاً حيث اتخذوا مواقعهم خارج الحدود ليقوموا بجرائمهم ضد الشعب الذى أسقطهم ثم كان الأهم.. حين أكدت مصر فى ظل أصعب الظروف أن الدولة الوطنية هى الحامى الأكبر، وأن القرار المستقل هو طريق الأمان ثم حين انطلقت لتعيد بناء قواها الذاتية فى عصر لا يتسع إلا للأقوياء، تحملت مصر الكثير لتملك كل عنان القوة الاقتصادية والمعرفية، ولتبنى القوة العسكرية التى تحمل ما تبنيه والتى تردع كل عدو.

وللأسف الشديد، ورغم كل التجارب الأليمة التى أكدت أن المتغطى بطرف خارجى يظل عرياناً، فإن الكثيرين فى عالمنا العربى ما زالوا يبحثون عن الأمان الخارجى بدلاً من بناء القوة الذاتية. لهذا رأينا مسئولين إيرانيين يتباهون بأن أربع عواصم عربية فى قبضتهم، ومسئولين أتراك يتفقدون قواعدهم أو ميليشياتهم على أراضٍ عربية، ورأينا من يتصورون أن الكيان الصهيونى هو الحليف الاستراتيجي!!

فى عام الصراعات المؤجلة ستسعى كل القوى العالمية والإقليمية لحسم الأوضاع فى المنطقة لصالحها. الكل يسعى لتأمين مصالحه بينما القرار العربى ما زال غائباً أو معطلاً بفعل فاعل ليس مجهولاً!! وطريق السلامة واضح: أن يدرك الجميع أن الخطر واحد، وأن «المتغطي»، بأى قوة خارجية سيظل عرياناً، وأنه إذا توحدت الإمكانيات العربية، فإنها قادرة على إنهاء سنوات دفع الفواتير الباهظة لكل صراعات الآخرين على أرضنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة