أغرب حادث تعرضت له أم
كنوز الأميرة| أغرب حادث تعرضت له أم عام 1955
السبت، 08 يناير 2022 - 03:19 م
أحمد الجمَّال
من الوقائع الغريبة والطريفة فى نفس الوقت ما نشرته آخرساعة عام 1955 عن قصة الرجل الذى كانت زوجته حاملاً فى توأم، وبعد خروج الطفل الأول (بنت) تم نقل الأم للمستشفى، ولما أفاقت من البنج اكتشفت أنها أنجبت الطفل الآخر أنثى أيضاً. وهنا غضب الزوج وحرر محضراً فى قسم الشرطة، اتهم فيه المستشفى باستبدال نوع المولود الثانى رغم أن الممرضة أبلغتهم أن المولود الثانى ذكر.. التفاصيل نعيد نشرها فى السطور التالية:-
لقد رزقنى الله بولد.. وأعطانى المستشفى بنتاً، بهذا البلاغ تقدّم السيد إبراهيم مرسال إلى مأمور قسم الظاهر، وقدّم إليه كمستند على صحة أقواله، ورقة رسمية صادرة من مستشفى العباسية وكانت الورقة تقول: انوع المولود ذكر واسمه محمودب، ثم بدأ يروى قصته.. كانت زوجته تضع فى المنزل بمعونة إحدى حكيمات المستشفى، وبعد أن رُزقت ببنت شعرت الحكيمة أن هناك مولوداً آخر، ولكن حالة الأم كانت تستدعى نقلها إلى المستشفى، لإكمال العملية هناك، وتم نقلها فعلاً وأُعطيت بنجاً كاملاً ولم تشعر بنفسها، وفى الصباح الباكر كانت إحدى ممرضات المستشفى تحمل المولود وأخذت تداعب الأم بكلمات غامضة لتفهمها أن المولود ذكر، وكانت أول كلمة سمعتها الأم منها: اخذى البرص بتاعك علشان ترضعيهب، ثم سألتها: ناوية تسميه إيه؟.
ونطقت الأم وهى تكاد تطير فرحاً: محمود؟ لقد أيقنت أن الله الذى أخذ منها مولودها الأول، أراد أن يعوضها عنه.. وفى خارج المستشفى كان الزوج ينتظر قلقاً بشأن نوع المولود، أكثر من قلقه على الأم، وجاءه من يبشره بأن المولود ذكر، وعاد الرجل إلى بيته، وفى الصباح ذهب لرؤية مولوده وأخذ القسيمة التى سيحرر بمقتضاها شهادة الميلاد.
سرقة الولد!
وحينما بدأت الزوجة تبدِّل ثياب المولود المبتلة، صُدمت من الدهشة وصُعق الأب.. لقد كان المولود الذى سلموه لها بنتاً وليس ولداً كما تقول القسيمة التى يمسكها الأب، وقبل أن يفيق الوالد إلى نفسه وجد قدميه تسوقانه إلى قسم شرطة الظاهر ليوجه الاتهام إلى المستشفى الذى أعطاه ابنة ثانية وأخذ منه الولد.
وأمام النيابة قال الطبيب إن مواليد مدة الليلة كانوا جميعا من الإناث، وأنه شخصيا الذى تولى عملية الولادة وحرر فى الدفتر الخاص به أن المولود بنت، وأن الحكيمة لابد قد أخطأت فى القيد.. وقال الأب: إن أكثر من مصدر قد أخبره بأن المولود ذكر.. لذلك فهو يظن أن هناك من استبدل به بنتاً.. وهكذا ستنظر المحاكم قريباً أول قضية من هذا النوع.
ومشكلة الولد والبنت، تحتل جانباً كبيراً من الحياة الاجتماعية فى مصر، فالسؤال التقليدى الذى تسأله الأم عقب ولادتها، مهما قاست الأم من آلام الوضع: اولد أم بنتب، وليست الأم والأب هما اللذان ينتظران فقط بقلق نوع المولود، بل إن الطبيب المولِّد نفسه يكون أشد قلقاً منهما.
تقاليد الصعيد
على سبيل المثال، الدكتور على إبراهيم مشهور عنه أنه يغضب إذا كان المولود بنتاً، ويقول إنه مضطر إلى مجاملة الأهل باصطناع هذا الغضب، ولكنه يكون غضباً حقيقياً عندما يكون الوالد من أهل الصعيد، لأنهم لا يزالون يعتبرون البنت نكبة، ولذلك إذا قال للوالد: احمداً لله على سلامة الست، أخذها على أنها تريقة وليست مجاملة، وقد شاهد بنفسه أكثر من حادث طلاق وقع بعد الولادة مباشرة، ولذا فهو يضع يده على قلبه أثناء عملية الوضع إذا كان الأهل من هذا النوع.
ممنوع الهدايا
وتقول الدكتورة حنيفة صادق، إن غضب الطبيب من المولِّد غالباً مستمد من ظروف الوالدة نفسها، فليس هناك غضب بالنسبة للبنت الأولى، ولكنه يبدأ فى البنت الثانية، ويستمر فى الازدياد بعد ذلك، وقد شهدت بنفسها زوجاً خاصم زوجته بعد الوضع لأنه مكسوف من مواجهة أهله، وتتعرض الأم لمضاعفات بعد الولادة، كالنزيف والتشنجات العصبية، والزوج لا يهتم بها ما دامت قد جلبت له بنتاً.. وآخر ما شاهدته أن أحد تجَّار الجواهر أحضر لزوجته هدية قبل الوضع لإهدائها لها بعد قيامها بالسلامة، ثم سحبها مباشرة عندما رأى أن المولود بنت.. والطبيب نفسه لا يتأثر مادياً، فالأتعاب لا تقل، ولكن الهدايا هى التى تُمنع على الإطلاق، بالنسبة للطبيب وبالنسبة للوالدة نفسها، حتى احتفال السبوع يُستغنى عنه.