فيلم ‏Matrix 4
فيلم ‏Matrix 4


فيلم ‏Matrix 4.. ‏محبط بقدر ما هو مثير

أخبار النجوم

الأحد، 09 يناير 2022 - 01:09 م

إنچى ماجد

منذ عام 1999 وتبقى كلمة Matrix علامة سينمائية معتمدة، ففي هذا العام عرض الجزء الأول من واحدة من أفضل وأنجح السلاسل السينمائية في التاريخ، ومع صدور كل جزء كان الجمهور يتأكد أنه سيكون رائع ومميز، وهذا ما كان ينتظره الجمهور من الجزء الرابع، لكن النسخة الجديدة كانت محيرة بحق، فهي تمنحك مشاعر مذهلة ومثيرة ومحبطة أحيانا، لنجد أنفسنا أمام نسخة تحاول أن تكون مرضية وجديرة بالمشاهدة، فإنه لأمر رائع أن نشهد عودة النجم كيانو ريفز في شخصية “نيو”، مع الجميلة التي بدت عليها ملامح الكبر، كاري آن موس في دور “ترينيتي”، فى الجزء الجديد - الذي يحمل إسم “إعادة إحياء المنظومة” - وهو الجزء الذي يذكرنا بشكل متقطع بـ”لماذا تركت ثلاثية ماتريكس بصمة عميقة على الثقافة الشعبية الأمريكية منذ حوالي الـ20 عاما؟”، - لكن المؤسف حقا أن الخط الدرامي في The Matrix Resurrections يضعف في الواقع بعض القوة الدرامية للثلاثية الأصلية، من خلال إخبارنا بأنه لا ينبغي لنا أن نصدق كل شيء مررنا به في ذلك الوقت.


إذا كنت من عشاق السلسلة بأجزاءها الثلاثة السابقة، ستشعر بالتأكيد بوجود خلل ما في الحبكة الدرامية للجزء الجديد، وكأن الأحداث تحتاج إلى تبريرات دائمة من جانب الأبطال لسبب وقوعها، وقد ينتابك شعور بأن مبتكرة السلسلة لانا واتشوسكي، قررت فحسب تقديم جزء رابع لكي تعيد “نيو” و”ترنيتي” على الشاشة، وهذا أقصى ما توصلت إليه.


وإذا أردت أن تتذكر ما حدث في نهاية الجزء الثالث “Matrix Revolutions”، لقت “ترينتي” حتفها في قمرة القيادة بمركبتها القتالية، بينما مات “نيو” متأثرا بجروح أصيب بها في معركته النهائية الملحمية مع الوكيل “سميث”، وكان آخر ما نراه من “نيو” جسده الذي نقلته بعيدا الآلات، وهذان البطلان العظيمان قاما بتقديم التضحية القصوى من أجل الإنسانية.


ورغم إعتقادنا مع نهاية الجزء الثالث أن هذه نهاية الملحمة، إلا أنها لم تكن النهاية بالفعل، وتبدأ أحداث الجزء الرابع بعد حوالي 20 عاما بعد أحداث “Matrix Revolutions”، حيث يعيش توماس أندرسون – “ريفز” - في سان فرانسيسكو، ويبدو أنه غافل عن كل ما حدث في الأفلام الثلاثة الأولى، ثم نشاهد النجم الكوميدي نيل باتريك هاريس الذي تألق بأداءه لشخصية المحلل النفسي، حيث يعقد جلسات منتظمة مع “توماس” يساعده فيها على فك رموز أحلامه، ويقدم له نظام علاج ثابت من الحبوب الزرقاء المصممة لمساعدته على التمييز بين الواقع والخيال، ومع ذلك فإن “توماس” لديه هذا الشعور المزعج، بأن هناك شيئا غريبا يحدث في عالمه هذا.


تتزايد هذه الشكوك عندما يلتقي “توماس” بأم متزوجة تدعى “تيفاني” في مقهى مجاور، وتسأله وهم يتصافحون هل تقابلنا من قبل؟، الإجابة هي “نعم”، لأن هذه هي كاري آن موس في دور “تيفاني”. 


يتولى الممثل يحيى عبد المتين زمام شخصية “مورفيوس” في هذا الجزء، بدلا من لورانس فيشبورن، التي لعبها في الأفلام الثلاثة الأولى، فهو بمثابة نسخة بديلة أصغر سنا، ولا يزال “مورفيوس” يؤمن بـ”نيو”، ويقدم له “حبة حمراء”، وهو يخبره قائلا: “لقد حان وقت الطيران”. 


الآن صرنا نعلم أن “توماس” و”تيفاني” على قيد الحياة في هذا العالم، لكن ماذا عن “نيو” و”ترينيتي”؟، هل مازال ميتان؟، أنا لا أريد إفساد متعة التشويق لمن لم يشاهد الفيلم بعد، ولكن دعونا نتكلم بحق، هذه ليست كوميديا رومانسية من التسعينيات عن زوجين مصابين بفقدان الذاكرة، يلتقيان ببعضهما البعض في أحد المقاهي، ويشتبهان في أنهما كانا يعرفان بعضهما البعض ذات مرة، وهذا لا يصح أن يكون الخط الدرامي لأحد حلقات سلسلة “Matrix”، والتي جعلت العالم يقف على أصابعه من الحالة الدرامية المذهلة التي أحدثتها على مستوى العالم، لكن في النهاية يشرح فيلم “The Matrix Resurrections” ما حدث بالفعل لـ”نيو” و”ترينيتي” خلال كل تلك السنوات الماضية، وحتى قبل دخولنا في عوالم حيث لا تبدو الصور التي نراها في المرآة كما نراها.جاءت مشاهد الأكشن بالفيلم من تبادل إطلاق النار أو القتال اليدوي مسلية، وإن لم تكن على مستوى التميز، وكان لافتا للنظر استخدام مخرجة العمل لانا واتشوسكي - والتي تعمل بمفردها هذه المرة دون أختها الصغرى ليلى – استخدام رد النداء إلى الشخصيات والسيناريوهات بالأجزاء السابقة، في محاولة لربط الماضي بالحاضر وربما المستقبل أيضا، في حالة التفكير بإنتاج جزء خامس.


‏Matrix Resurrections”” فيلم رائع المظهر، وفيه ذكرنا ريفز وموس بالفريق المبدع الذي صنعوه سويا في الثلاثية السابقة، لكن الموضوعات على شاكلة العثور على هوية المرء، والإرادة الحرة واتخاذ قفزات الإيمان من أجل خدمة الصالح العام، وصراع البشر ضد الآلات، لم تعد جديرة بالمناقشة في فيلم منتظر منذ 18 عاما، لنجد أنفسنا أمام إشادة دافئة بالماضي أكثر من جزء جديد جريء ومكمل للثلاثية.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة