الأحد، 09 يناير 2022 - 07:30 م

كانت آخر كلمات كتبتها والدة توأم الصحافة المصرية العملاقين، علي ومصطفى أمين، وهي على فراش الموت وهي في أحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس عام ١٩٤٦.

ويحمل الخطاب وصيتها لهما التي نشرتها مجلة آخر ساعة عام 1958 قائلة:

إن سروري بنجاح أخبار اليوم عظيم جدا، ولا أستطيع أن أصف لكما شعوري وأنا أمسك جريدتكما بيدي، يكفي أن تعلما أن جميع محاولات الأطباء لاتستطيع أن تخفف آلامي كما يخففها أن أمسك بيدي جريدتكما، وأحس وأنا أقرأها بأنفاسكما وأحلامكما وتنهداتكما وضحكاتكما.

إن أخبار اليوم هي تسليتي في مرضي ووحدتي وغربتي، ولا يسعد الأم أكثر من أن ترى أولادها يشقون الطريق بأيديهم، وقد كنت أكره الصحافة لإنني أحبكما، وأخشى عليكما مخاطرها ومتاعبها، وعذابها واليوم أصبحت أحبها لأنكما تحبونها، ولأنكما أعطيتما لها حياتكما، وأشعر بأن صحفكم هي أشبه بخطابات أسبوعية تصل إلى منكما تحمل أخباركما وتطمئنني عليكما.

إنني أقرأ في سطورها أكثر مما يقرأ الناس كأنها رسائل خاصة من ولدين لأمهما، وهذا فضل من الله علي، لا أظن أن هناك أم في الدنيا تتلقى خطابات أسبوعية من ولديها بحجم جريدة أخبار اليوم، ومجلة آخر ساعة.

لا تفكرا في مرضي، يجب أن تلتفتا إلى عملكما، انكما تداويانني وانتما في مكتبكما أكثر الف مرة  لو كنتما بجوار فراشي في المستشفى، لإنني أجد في نجاحكما الدواء الذي عجز عن العثور عليه الأطباء، وأجد في كفا عزاء، وهناء وراحة، وإذا كان جسمي يتألم فإن روحي سعيدة لأن ولدي يعيشان قصة كفاح فيها الضنى، والعذاب، ولكن فيها تحقيق حلمها بالتفوق والنجاح.

أرجو من الله أن يمد في عمركما ويقدر جهدكما، والله لا ينسى العاملين، وأن يمتعكما بالصحة والهناء والسعادة، وأعلم بأن هناء العامل، صحته، وسعادته في نجاح عمله، والله يعطيكم القوة أن تتلغبوا على كل صعب، ويعطيكم الصبر لتنتصروا على متاعب النجاح التي لا تقل خطورة عن متاعب الفشل أو قد يزيد، وأن يبقي عليكما نعمة الإيمان فإن الإيمان هو ثلاثة أرباع النجاح، وأن يملأ قلبكما بالحب، فحبوا من يعمل معكم، ومن لا يعمل معكم، ومن تعرفون ومن لاتعرفون، وكلما أحببتم الناس أحبكم الناس.

أقبلكم آلاف القبلات

 أقرأ المزيد :- جنة فى بيت العملاقين.. مقال لـ«محمود أبو حبيب»

من أمكما التي تفكر فيكما دائما