جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

هكذا عبرت مصر «سنوات الخماسين»!

جلال عارف

الأربعاء، 12 يناير 2022 - 05:58 م

من موقعه القريب من الأحداث، يقدم الزميل العزيز ياسر رزق فى كتابه الجديد «سنوات الخماسين» شهادته الحية عن تلك المرحلة الصعبة التى مرت بها مصر فى فترة حاسمة من تاريخها «بين يناير الغضب ويونيو الخلاص»، كما يشير عنوان الكتاب الهام.

يعرف ياسر رزق أنه لا يقدم تأريخا لهذه الفترة الصعبة والحاسمة فى تاريخ مصر، لكنه يقدم شهادته عن واقع عايشه، وأحداث حاسمة تابعها عن قرب. يكتب عما رأى وسمع وعن وقائع مازال صناعها أحياء يملكون الرد والإيضاح. لا يدعى أنه كان محايدا فى صراع الوطن المصيرى، لكنه يؤكد سعيه إلى الموضوعية بقدر المستطاع.

ينطلق الكتاب من تتابع الأحداث قبل ثورة يناير حتى انفجر بركان الغضب، ثم كيف استغل «الإخوان»، الموقف مدعومين من قوى خارجية لم تعد مجهولة لكى يسرقوا الثورة، ثم لكى يستولوا على الحكم لتمر مصر بأخطر عام فى تاريخها الحديث تحت حكم الإرهاب الإخوانى، ليأتى الخلاص مع ثورة الشعب فى ٣٠ يونيو ومع وقوف جيش مصر وراء شعبها، كما كان موقفه على الدوام.

العناوين الكبيرة للأحداث معروفة، لكن ما يقدمه الكتاب هنا هو ما وراء هذه العناوين من تفاصيل المشهد وأبعاده، ومن مواقف وقرارات حاسمة استطاعت مصر من خلالها أن تسقط حكم الإخوان الإرهابى الذى كان شياطينه يهددون بأنهم سيحكمون ٥٠٠ سنة«!!» كما استطاعت أن تنقذ المنطقة كلها من مخططات إعادة رسم خريطتها بعد إغراق دولها فى بحور من الدم والدمار.

فى «سنوات الخماسين» كان الخطر داعما. كان الوطن يواجه ميراث سنوات الفساد، ويواجه حكم الإرهاب الدموى الذى كان يحتمى- للأسف الشديد- بدعم أعتى القوى الدولية. لكن مصر - رغم كل هذه التحديات- لم تفقد البوصلة يوما. الشعب كان يعرف طريقه، وجيشه الوطنى لا يمنح ولاءه إلا للشعب والوطن. يسقط الإرهاب والحكم الإخوانى العميل، وتعبر مصر السنوات الصعبة «أو سنوات الخماسين» إلى حيث تواصل معركتها الكبرى التى تبنى فيها مصر وتعرف كيف تحمى البناء.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة