أطفال سراديب موتى إيطاليا المحنطين
أطفال سراديب موتى إيطاليا المحنطين


«روزاليا».. أخر أطفال سراديب موتى إيطاليا المحنطين

هناء حمدي

الجمعة، 14 يناير 2022 - 02:47 م

كانت في يوما من الأيام مليئة بالحياة وسبب وحيد لسعادة كل من يراها فكانت الابنة الأولى والوحيدة لعائلة ظلت تسعى جاهدة لحمايتها فهي كالأميرات بشعرها الأشقر وابتسامتها الملائكية التي لم تفارق وجهها يوما ولكن هذه السعادة لم تستمر طويلا فتحولت الابتسامة إلى علامات تعب وألم تعاني منها في اغلب اوقاتها ومع مرضها اختفت الحياة من المنزل ورغم كل المساعي لمساعدتها في التخلص من ألمها ودعت الحياة ولم تترك سوى ذكريات غير مكتملة فلم يسعفها الوقت لإكمال سعادة ناقصة.

«روزاليا لومباردو» هي تلك الملاك النائم التي زينت سراديب موتى أطفال إيطاليا كأخر طفل يتم تحنيطه وينضم إلى مئات الأطفال في سراديب تحت الأرض مخصصة للأطفال ففي عام 1918 ولدت روزاليا أبنة «ماريو لومباردو» المسئول المحلي في مدينة «باليرمو» الإيطالية و«ماريا دي كارو» لتملأ حياة والديها بالسعادة الغامرة ولكن لم تستمر الأحوال هكذا طويلا فبعد مرور عامان أصيبت روزاليا بالالتهاب الرئوي الناتج عن الإنفلونزا الإسبانية بحسب موقع «allthatsinteresting».

اقرأ أيضا| 3 جزر اشتهرت بماضي مأساوي.. أبرزها «روزفلت»

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقبل أسبوع من الاحتفال بعيد ميلادها الثاني وفي 6 ديسمبر 1920 ودعت روزاليا الحياة تاركة حزن شديد لدى والديها واحلام دائما ما رسموها لها لم تكتمل وأماني محطمة لدرجة ان والدها لم يتقبل فكرة رحيلها ولهذا قرر أن يحنطها لتنضم إلى أكثر من 8 آلاف جثة طفل محنطة داخل سراديب الموتى الغامضة الواقعة أسفل كنيسة "سانتا روزاليا" في "باليرمو".

وبالفعل تواصل والدها مع "ألفريدو سلفيا" أحد أشهر المحنطين في ذلك الوقت ليتولى مهمة الحفاظ عليها بتحنيط جسدها وبفضل تقنياته التي ظلت سر احتفظ به حتى وفاته تمكن من الحفاظ على جسد الفتاة وكأنها مازالت على قيد الحياة وكأنها نائمة فقط لذلك أطلق عليها "الجميلة النائمة".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لدرجة أن الزائرين للسراديب ظنوا أنها تقوم بفتح عينيها بين الحين والأخر لتكون "روزاليا" آخر الأشخاص الذين تم دفنهم في مقبرة الرهبان الكبوشيين بصقلية حيث حازت هذه السراديب على شهرة سياحية واسعة والذي طالما ارتبط بلغز ما السبب وراء تحنيط كل هؤلاء الأطفال والاحتفاظ بهم على هذه الحالة.

فبمجرد دخولك لإحدى هذه السراديب ستجد عشرات الجثث لأطفال يرتدون ملابسهم كاملة محتفظون بهيئتهم بعضهم داخل توابيت خاصة بهم والأخر معلق على جدران الممرات في مشهد مرعب ولذلك وبحسب موقع "CNN" قرر مجموعة من الباحثين في جامعة "ستافوردشاير" في بريطانيا القيام بأول دراسة شاملة للأطفال المحنطين في سراديب الموت التابعة لدير الكبوشيين في باليرمو شمال صقلية.

وذلك من خلال تحليل بقايا 41 طفل للوقوف على حياة هؤلاء الأفراد وصحتهم ونموهم وما إذا كانوا تعرضوا لمرض ما مع تحليل معنى القطع الاثرية المستخدمة والتي يعتقد بأنها طريقة للتفريق بين الفئات الاجتماعية المختلفة فتجد بعض الأطفال على أسرتهم وآخرين على كراسي فيما يأخذ البعض الآخر وضعية الوقوف بمساعدة عصا.

كما قرر القائمون على الدراسة بالتأكيد من حقيقة أن جميعهم ينتمون إلى عائلات الطبقة الوسطى وذلك باعتبار ان طقوس التحنيط كانت تمارس لدى الفئات الأكثر ثراء مثل النبلاء والطبقة المتوسطة ورجال الدين حيث تعود تاريخيا فكرة ممارسة التحنيط في سراديب الموت إلى العام 1599 واستمرت حتى أوائل القرن الـ 20 باعتبارها طريقة للحفاظ على الشخصية الاجتماعية حية بعد الموت.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة