ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

درع وربما سيف

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 14 يناير 2022 - 05:41 م

عندما زار وزير الخارجية الصينى وانج يى إريتريا وكينيا وجزر القمر أوائل هذا الشهر، كان يقوم بطقوس تتبعها بكين منذ 32 عامًا بزيارة إفريقيا بداية كل عام. لكن زيارة هذا العام كانت مختلفة لأن وانج أعلن خلالها قيام الصين لأول مرة بتعيين مبعوث خاص لمنطقة القرن الأفريقى التى تضم إريتريا وإثيوبيا والصومال وجيبوتى وكينيا.

هذا الإعلان الذى مر على «الميديا» مرور الكرام، ليس فقط نقطة تحول فى علاقة الصين بالقارة السوداء الغنية بالموارد والامكانيات، ولكنه ينقل صراع النفوذ بين بكين وواشنطن فى القارة لمنطقة جديدة، وذلك لأن بوصلة التنين الصينى التى كانت موجهة بشكل تقليدى للتجارة والتنمية الاقتصادية بدأت تتجه للسياسة والدبلوماسية وهو جزء من خطتها الطموحة للعب دور اكبر فى سياسة وأمن المنطقة.

ولأفريقيا فى العموم، والقرن الافريقى بالخصوص، أهمية استراتيجية للصين. فالصين هى أكبر شريك تجارى لأفريقيا على مدار 12 عامًا. كما ان لها مئات المشاريع هناك ما يضعها فى اعلى قائمة مستثمرى القارة. اما مصالح بكين فى القرن الأفريقى فتشمل قاعدة بحرية فى جيبوتى المطلة على طريق شحن عالمى رئيسى وقروض ضخمة قدمتها لإثيوبيا إلى جانب استثمارات كبيرة فى قطاع النفط بجنوب السودان. هذا بالاضافة لخطوط السكك الحديدية ومشاريع البنية التحتية التى تنشأها فى القارة فى إطار مبادرتها المعروفة باسم «الحزام والطريق».

وبغض النظر عن ادراك الصين ان الوقت قد حان لتغيير طابع انشطتها فى القارة الاستراتيجية تدرك بكين ان الصراعات التى تفتك بالقرن الافريقى بداية من حرب تيجراى المنخرطة فيها الحكومة الإثيوبية وإريتريا والحرب الأخرى فى الصومال بين حركة «الشباب» والحكومة والتى تطال نيرانها كينيا المجاورة والأزمة السياسية فى الصومال الناجمة عن تأجيل الانتخابات، كلها تشكّل تهديد حقيقى للاستثماراتها ومصالحها.ومع فشل المساعى الغربية والامريكية فى انهاء تلك الصراعات بات لزاما على بكين الآن رفع «درعها» وربما سيفها لاحقاً لحماية مصالحها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة