أحمد عزت
أحمد عزت


من القاهرة

العلم أم الدين؟

أخبار اليوم

الجمعة، 14 يناير 2022 - 05:43 م

بقلم: أحمد عزت

الأسبوع الماضى، نجح جراحون أمريكيون فى زرع قلب خنزير معدل وراثيا داخل جسم إنسان فى سابقة عالمية أعلنت عنها كلية الطب فى جامعة ميريلاند الأمريكية.

ربما سيقود هذا الاكتشاف - بالرغم من أهميته العلمية - إلى جدل أخلاقى ودينى حول جواز الاستفادة منه، إذا نجح تماما وبدأ تعميم تطبيقه. ومرد هذا الجدل حول زرع قلب خنزير فى جسم إنسان، ومن قبله محاولة زرع كلية هو أن الخنزير يحرم أكل لحمه فى الديانتين الإسلامية واليهودية، وسيكون من الصعب التعامل مع هذا الاكتشاف بإيجابية والتشجيع على تعميمه فى حال نجحت التجربة.
وربما سيكون من الصعب أيضا إقناع رجال الدين بإصدار فتاوى داعمة لفكرة اللجوء إلى زرع عضو من الخنزير لإنقاذ نفس بشرية، فما بالك بإقناع عامة الناس التى تتعامل مع الفتاوى وكأنّها نصوص دينية منزلة!

أيضا ربما يتذكر البعض حالة الجدل التى رافقت دعوات لاستنساخ أعضاء بشرية لغايات طبية بعد نجاح تجربة استنساخ النعجة دوللى، وكان عدد الرافضين أكبر بكثير ممن قبلوا مبدأ الفكرة، ومبرر الرفض هو أن استنساخ البشر سيفضى إلى الحصول على إنسان مشوه وممسوخ على عكس الإنسان العادى المكرم دينيا.

وإذا كان قد تم رفض فكرة استنساخ الإنسان والتعامل معه كقطع غيار واعتبارها تتناقض مع سنة الحياة ونواميس الخلق، فمن الصعب التعاطى بإيجابية مع فكرة نقل قطع غيار من الخنزير وزرعها فى جسم الإنسان.
الأيام المقبلة وحدها هى التى ستحدد إلى أين ستمضى الأمور؛ الانتصار للعلم أم الانحياز للدين!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة