الزعيم الراحل جمال عبدالناصر
الزعيم الراحل جمال عبدالناصر


مأدبة الموتى .. عندما يقضي الأحياء أوقات تنزههم في القبور

هناء حمدي

السبت، 15 يناير 2022 - 01:55 م

يجدون متعتهم في التنزه في المقابر فهي خيارهم الوحيد المتاح لتقضية الوقت والتمتع فكل ما يحتاجون إليه هو أماكن مفتوحة وأشجار وهي مطالب ليست بالكثير ولكن يضاف إليها الصحبة والتجمع فما أجمل أن تقضي وقت ممتع مع من تحبهم من أصدقاء وأفراد العائلة ولكن هناك ما لن يستطيع الانضمام لهذا التجمع ليس لكونه مشغول ولكنه فارق الحياة فكان الحل هو أن الأحياء هم من يتجمعوا عنده في ملكيته الخاصة.

فلا تتعجب من هذا الأمر فقضاء الوقت والتنزه في المقابر وسط الأموات لتناول الطعام والاسترخاء تحت ظلال أشجار البلوط وشبه الظلال الرصينة للمقابر ومع شعار "يرقد بسلام" هي هواية وطنية ظلت لدى الأمريكيين حتى أواخر القرن الـ 19 في إعداد وجبات الطعام الخفيفة والتوجه إلى المقابر لتناول الطعام وسط تجمع عائلي يجمع الأموات والأحياء في سلام هو كان المتنفس الوحيد لهم فيما عرف بـ "مأدبة الموتى" حسب موقع " obscura".

اقرأ أيضا| أبرزها الكسندريت بـ 70 ألف دولار للقيراط.. أغلى الأحجار الكريمة في العالم

فكانت هذه المأدبة ليست مجرد تناول أشياء بسيطة مثل الفاكهة بجانب القبور ولكنها كانت مأدبة كاملة بها كل ما تفكر فيه من متعة ففي "دايتون" بولاية أوهايو خاصة خلال العصر الفيكتوري كانت العائلات تتجول بين الشواهد في مقبرة "ودلاند سيمينتري" وكانت النساء يستخدمن المظلات أثناء تجولهن عبر التجمعات الجماعية في المقابر في طريقهن إلى مأدبة الغداء أما سكان نيويورك كانوا يتجولون في ساحة كنيسة القديس بولس في مانهاتن السفلى حاملين سلال الغذاء.

وعادة ما تتكون هذه المأدبة من الفاكهة والزنجبيل وشرائح من اللحم البقري مع الخبز ومصباح روحاني لغلي القهوة واحيانا ما يضاف لها علب السردين وكان السبب في هذه المأدبة ليس فقط لمشاركة الموتى من العائلة لحظات السعادة خاصة مع ارتفاع أعداد الموتى نتيجة انتشار الأوبئة في جميع أنحاء البلاد مثل الحمى الصفراء والكوليرا ما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة من الأطفال قبل بلوغهم العاشرة من العمر كما توفيت النساء أثناء الولادة فكان الموت زائر دائم للعديد من العائلات.

كما أن في هذا التوقيت كان العديد من البلديات لا تزال تفتقر إلى مناطق ترفيهية مناسبة فقد كان لدى العديد من الناس نزهات كاملة في مقابرهم المحلية فكانت الحقول المليئة بشواهد القبور هي أقرب الأشياء إلى الحدائق العامة الحديثة ما أدى إلى اتجاه السكان للتنزه والاسترخاء في المقابر وعلى الرغم من كون كافة الظروف المحيطة غير مشجعة إلا أنهم كانوا سعداء

ولكن مع الزيارات المستمرة والمتكررة أصبحت المقابر مليئة بالقمامة وبقايا الطعام ما اعتبره البعض أنه إهانة لقدسية الموت وفي أوائل القرن العشرين بدأت شعبية هذه المأدبة تتضاءل وساعد في ذلك التطورات الطبية ما قلل من نسب الوفيات المبكرة كما انتشرت الحدائق العامة في جميع أنحاء البلاد حتى أن بعض المقابر مثل مقبرة جرين وود في بروكلين وضعت قاعدة صريحة لعدم التنزه بها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة