أحمد سيد
أحمد سيد يكتب .. « باب الحديد » .. رائعة شاهين الخالدة
السبت، 15 يناير 2022 - 02:08 م
برع يوسف شاهين في تقديم عدد من الأعمال الفنية التي ظلت علامات في تاريخ السينما المصرية، لكن يبقى فيلم «باب الحديد» نقطة فارقة في مسيرته، العمل إنتاج 1958، وكان أول فيلم مصري يعالج قضية الباعة الجائلين وتأسيس النقابات لأول مرة، وركز الفيلم على المهمشين وجعلهم أبطالا، وفي تلك الفترة كان شاهين مهتما ببعض القضايا الإجتماعية الخاصة بالمهمشين إلى جانب إهتمامه بالوضع السياسي بعد ثورة 1952.
استطاع شاهين أن يلقي الضوء في الفيلم على هذه الفئة من المجتمع، ويطرح أزماتهم ومشاكلهم دون تجميل، وذلك في إطار قصة جذابة وحبكة درامية شديدة التماسك، تدفع المشاهد للتوحد والتعاطف مع شخصة بعينها، وهي شخصية «قناوي»، التي جسدها شاهين بنفسه، وهو بائع الجرائد الذي يعاني من «عرج» في قدمه، ويحب «هنومة» التي قدمت دورها هند رستم، والتي تحضر للزواج من «أبو سريع – فريد شوقي».. برع شاهين في أداء هذه الشخصية المركبة التي ترغب في الزواج من «هنومة»، وفي نفس الوقت لا يستطيع التعامل مع المجتمع المحيط به لشعوره بالنقص بسبب علته «العرج».
كما برع شاهين بلغة عينيه وحركات جسده أن يعبر عن شخصية «قناوي»، ومهارته في المزج بين شخصية يقودها غرائزه والغيرة، إلى مجرم قاتل، كل ذلك إلى جانب إنساني يجعلك كثيرا ما تتعاطف معه. ، حيث جسد شاهين الدور بنفسه لأنه «مخرج غاوي تمثيل» كما وصف نفسه، ولأنه أكثر صناع الفيلم شبها بـ «قناوي» سواء في ضحكته المتقطعة، ونظراته الحادة، وحركته العصبية، وبرع في تقديم هذه الشخصية كونه حافظ على التوازن بين نفسه كممثل، وبين نفسه الأخرى كمخرج.
ورغم براعة أبطال الفيلم في هذا العمل، وقدرة شاهين على تقديم عمل متماسك، سواء من حيث السيناريو أو الإخراج، إلا أن عند عرضه في السينما فشل فشلا ذريعا، حيث يحمل الفيلم روح المغامرة التي لم يألفها الناس، فقد كانت قصة وحبكة الفيلم مختلفة عما إعتاده الجمهور في أكليشيهات الأفلام التي كانت تعرض في ذلك الوقت، خصوصا مع وجود «وحش الشاشة»، فريد شوقي، فتوقع الجميع أنهم يجدون ما أعتادوا عليه في أفلامه من وجود الخير والشر وانتصار «الفتوة» أو «البطل»، وهو ما لم يجدوه في «باب الحديد»، وظهر شاهين ممثلا في الفيلم لأول مرة، إلى جانب إخراجه للعمل، وجاء ترتيب إسمه بعد فريد شوقي وهند رستم، لكن سيطرة شخصية «قناوي» على معظم الأحداث، واستطاع هو أن يسيطر على الشخصية ويقدم أداء رائعا، ولم يتقبل الجمهور وقتها ذلك، وعندما عرض الفيلم بالتليفزيون بعد سنوات نجح نجاحا كبيرا، وتم ترشيحه لعدة مهرجانات ومسابقات.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة