المخرج محمد أمين
فيلم « المحكمة ».. سقطة محمد أمين
السبت، 15 يناير 2022 - 02:25 م
أحمد سيد
يعتمد فيلم “المحكمة” على طرح 8 قضايا اجتماعية، وتدور الأحداث فى حيز زمنى محدود وهو”يوم واحد” داخل أروقة المحكمة، إذ يستعرض العمل فى المشاهد الأولى القضايا المهمة التى يتم مناقشتها والحكم فيها داخل المحكمة، ونتعرف فيها على المتهمين والمجنى عليهم، وتدفع بداية العمل المشهد إلى نوع من التشويق والتوقع لرؤية فيلم مختلف، ويليق باسم مؤلفه أحمد عبد الله ومخرجه محمد أمين الذى اتسمت أعماله بالرمزية أو الاسقطات السياسية، إلا أن اعتماد الفيلم على المباشرة جعله أقرب إلى حصص التربية الوطنية.
ويعد فيلم “المحكمة” ومن قبله فيلم “200 جنيه” أقل أعمال محمد أمين فنيا، وربما اعترف نفسه بهذا الأمر بشكل ضمنى، مؤكدا فى عدد من تصريحاته أن العملين أقرب الى تسلية الجمهور رغم القضايا الاجتماعية التى يتم طرحها، وهو أمر غريب من مخرج يتمتع بقدرات وإمكانيات فنية هائلة، وشاهدها الجمهور فى أفلام “فيلم ثقافى” و”بنتين من مصر” و”ليلة سقوط بغداد”.
حاول المؤلف أحمد عبد الله أن يقدم فيلما على شاكلة أفلامه السابقة، والتى تعتمد على كم كبير من النجوم، وفى نفس الوقت تدور أحداثها فى يوم واحد أو ليلة واحدة، كما قدم من قبل فى أفلام “الكباريه والفرح والليلة الكبيرة” مع المخرج سامح عبد العزيز، ولكن جاء سيناريو فيلم “المحكمة” به قصور، على الرغم من أن القضايا التى تطرق إليها مثيرة، ويمكن أن تقدم كل قضية فى عمل مستقل بذاته، وهذه هى الأزمة الأساسية التى عانى منها السيناريو، حيث كانت هناك بعض الخطوط الدرامية المتماسكة، ولكن بسبب وجود زخم فى الأحداث، تشعر أنها مبتورة مثل قصة اغتصاب الشاب القاصر، والذى قدم شخصيته “أحمد داش” للفتاه التى قدمت دورها “مايان السيد” والأب “صلاح عبد الله” الذى يأمل فى وقوع القصاص على الشاب القاصر، إلا أن القانون يمنع ذلك نظراً لأنه يعفى المجرم من العقوبة المناسبة فى قضايا هتك العرض باعتباره قاصرا لم يبلغ بعد سن الرشد.
فى المقابل هناك خطوط درامية كان من الأفضل الاستغناء عنها وحذفها من السيناريو أو من الفيلم مثل الخط الدرامى لشخصية المحامى، والتى قدمها “كريم عفيفى”، من الأمور التى تؤخذ على الفيلم أيضا مرافعة بعض المتهمين أو المجنى عليه أمام القاضى، لتتحول مشاهد المرافعة الى مونولوج طويل، وهو ما قدمته نجلاء بدر فتاة الفيديو كليب التى تتهم بنشر الفسق والفجور، وأيضا شخصية “المتحولة جنسيا” “جميلة عوض”، والتى تدافع عن نفسها ليتعاطف معها الحضور ووالديها بعد أن كانا رافضين لها فى مشهد عبثى أقرب الى “اكلاشيه”، وهو نفسه الذى عان منه قصتى “غادة عادل” التى قتلت والدتها رغم حبهما لبعضهما البعض، إلا أن تقبل الفناة على قتل أمها بعد إلحاح منها لتنهى آلامها، وبعدها تقدم الى المحاكمة بتهمة القتل، فهى لم تعلم الأم أنها تعرض ابنتها الى الإعدام قبل أن تقدم على هذا الطلب والتوسل بخلاصها، وأخيرا قصة “فتحى عبد الوهاب” الرجل المتحرش، برغم من نمطيتها، إلا أنه بأدائه السلس أن يقدم لنا شخصية مختلفة، حيث قدم شخصية رجل سورى متقنا اللهجة لينقذ بعض المشاهد من النمطية.
القصة والإخراج والدرجات
القصة
تنتمى نوعية فيلم “المحكمة” إلى الأفلام التى تدور أحداثها فى يوم واحد، وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من القضايا التي تقع أحداثها داخل المحكمة، وكيف يحاول أبطالها التعايش معها، وحل مشاكلهم، ولعل من أبرز هذه القضايا الميراث والاغتصاب والتحول الجنسى وقضايا القتل وفتيات التيك توك. .
التأليف
الفيلم تأليف السيناريست أحمد عبد الله، والذى يعود الى السينما بعد غياب ثلاث سنوات حيث خاض العام الماضى السينما بفيلمين بدأها بـ “200 جنيه” وبعدها عرض له “المحكمة”، وكانت له فى فترة غيابه عن السينما بعض التجارب فى التليفزيون، ولعل من أبرزها مسلسل “أرض النفاق” مع محمد هنيدى، وبدأ العمل للمسرح بعد تخرجه مباشرة، وقدم “عالم قطط”، ثم “الابندا”، ثم “حكيم عيون”، قبل أن ينطلق فى مشواره السينمائى بمشاركة نجوم الكوميديا فى العقد الأول من القرن العشرين بداية من “عبود على الحدود” حتى “غبى منه فيه”، مرورا بأفلام مثل “كركر” و”يا أنا يا خالتى”، قبل أن يلتقى عام 2008 بشريكه فى النجاح المخرج سامح عبدالعزيز، ليبدأ معه نوعا جديدا تماما من الكتابة السينمائية، ليقدم معه أفلام “كباريه، الفرح، الليلة الكبيرة” ومسلسل “الحارة”.
الإخراج
الفيلم من إخراج محمد أمين، والذى يعود الى السينما بعد غياب 7 سنوات، منذ آخر أفلامه “فبراير الأسود”، وتأتى عودة محمد أمين هذا العام بفيلمين دفعة واحدة، حيث عرض له أيضا فيلم “200 جنيه”، وهى المرة الأولى التى يقدم فيها عملين بالسينما، فكانت بدايته الحقيقية فى السينما من فيلم “فيلم ثقافى”، والذى حقق نجاحا كبيرا، والذى يعد من أشهر أفلام السينما فى الألفية، وكان من تأليفه أيضا، وقدم بعدها بخمسة أعوام فيلم “ليلة سقوط بغداد” والذى تحمل أيضا مسئولية تأليفه وإخراجه، وحقق الفيلم أيضا نجاحا كبيرا، وقدم بعد خمسة أعوام أخرى فيلم “بنتين من مصر”، والذى قدم فيه زينة وصبا مبارك بشكل مختلف وجديد على الجمهور، وفى عام 2013 قدم فيلم “فبراير الأسود”، والذى كان آخر أعماله قبل أن يعرض له فيلمى “200 جنيه والمحكمة”.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة