عبدالعزيز العدس
عبدالعزيز العدس


عقل ومنطق

رسالة الفن والرياضة

عبدالعزيز العدس

الأحد، 16 يناير 2022 - 07:31 م

ثمة رابط من الفجاجة أصبحت عليه الساحة الفنية سواء من ناحية الأغانى أو المادة الدرامية فى التليفزيون والسينما، فبينما كانت الأغانى تسمو بالروح معبرة عن مشاعر وأحاسيس انسانية تنتاب الإنسان فى مراحله المختلفة باختلاف الغث الذى يقدم الآن المسمى بالمهرجانات فلا تطلع منها بمعنى يثبت لديك ولو لفترة قصيرة.


الآن صار الهبوط والتدنى فى معظم الأشكال الفنية، الأغانى أصبحت سريعة الأداء بدون ترابط فى الكلمات خاصة فى اللون الشعبى وصارت الدراما تفتقد إلى كتاب مبدعين يبصرون مشاكل المجتمع بحق ويقدمونها دون ابتذال أو تهوين ولا تهويل إلا أن الأمر بات مختلفا الآن، فورش الكتابة صارت تناقش أمورا بعيدة عن حقيقة المجتمع بشكل مبالغ فيه ويقدم العمل الفنى فى أوقات كثيرة بدون الانتهاء منه كتابة.
فى حين عكف عدد لا بأس على متابعة السينما القديمة التى خرجت عدستها من الشعب وصورت ومثلت وعبرت عن حياة الأغلبية منه، أشاهد السيد ابو العلا البشرى والحاج عبد الغفور البرعي، والمال والبنون ولا سيما الضوء الشارد وذئاب الجبل وسينما الصعيد حيث عمالة التشخيص والفن .. حيث الشوارع التى نسير فيها والعربات التى نراها والبيوت والغرف والمدارس والجامعات واللغة واللهجة التى فُطرنا عليها.. لا أكذب ولا أتجمل لكننى لا أرى نفسى ومعيشتى فى عيون السينما الفارهة التى تعلن اليوم عن نفسها!


هل غادر الأدب مقاهى وسط البلد واسطحه ولم يعد يسكن بيننا! وهل جفت أقلام من خرجوا من طبقاتنا المتوسطة والفقيرة والكادحة.. أم رقى الأدب نفسه وغادر هو الآخر إلى الجمهورية الجديدة؟
على كل.. مازالت هناك كرة القدم.. وكلى ثقة أن الساحرة المستديرة ستطرد وستلفظ كل ما هو غريب عن طبيعتها وسجيتها، لن تقبل أن تنسلخ وتغادر أرض نشأتها وأرض من مثلوها وقدموها على مدار تاريخها، ستظل دوما هى ملاذنا ووجهتنا حتى لو تغير كل شىء من حولنا.. والتفاف الملايين حول الشاشات خلال مباريات المنتخب الوطنى لهو خير تجسيد لتلك الحالة فهى ترى نفسها تفرح فى حالة فوزه ويكسوها الألم والأسى فور وقوع الإخفاق لكنها لا تتخلى عن تشجيعه فى جميع المحافل.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة