د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

المنصات الإعلامية.. حرة

محمد حسن البنا

الأربعاء، 19 يناير 2022 - 06:58 م

المحكمة تهيب بعلماء الأمة ديناً واجتماعاً وإعلاماً وثقافةً وفناً أن خذوا بأيدى الناس إلى أحكام الدين الحنيف وقيم ومبادئ هذا المجتمع الأصيلة القويمة

من المؤكد أن نظريات الإعلام اختلفت بعد أن أصبح المواطن مشاركاً فى الرسالة الإعلامية، ليس مشاركاً فقط بل صاحب منصة إعلامية حرة على الإنترنت، يستخدمها فى توجيه وإرشاد الناس بما يراه، وأيضاً إبلاغهم بما يحدث أمامه وبالصور، ويدلى برأيه فى مختلف القضايا، وينشر أفراحه وأتراحه، وصوره وعائلته فى المناسبات وغيرها، أى أنه يقوم بكل الوظائف العلمية للإعلام والصحافة، كما ظهرت صحافة المواطن فى نظريات الإعلام، ولم تعد النظرية الأصلية للإعلام «مرسل ورسالة ومستقبل» كما درسناها زمان فى كلية الإعلام .

لهذا أتعجب من إدعاءات الغرب لنا بتقييد حرية الإعلام وحقوق الإنسان، لأنى وغيرى يقرأون ويشاهدون ويسمعون من مختلف وسائل الإعلام والصحافة والسوشيال ميديا نقداً موضوعياً وغير موضوعى، من منصات إعلامية للرئيس والحكومة والقوات المسلحة وغيرها من الوزارات والهيئات والمؤسسات المختلفة، أنا شخصياً انتقد الحكومة وأنشر آراء ومشكلات الناس يومياً فى مقالاتى بـ«الأخبار»، وأقرأ لغيرى مقالات تحمل انتقاداً شديداً للحكومة والرئيس، ولم تتم مساءلة أحد على رأيه، وفى كل بلاد العالم يتم التحقيق مع الذين يروجون الأكاذيب وينشرون الفتن ويشجعون على العنف والتطرف والإرهاب، هل هذا حلال على أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، حرام على مصر؟!.

إذا كانت المنظمات الحقوقية تكيل بمكاييل مختلفة فهذا شأنها، ولسنا ملزمين به، وكما قال الرئيس السيسى «هو أنتم تخافون على شعبنا أكتر مننا ؟!» عيب والله هذا التفكير الغريب الذى يصل بكم إلى حد المؤامرة على مصر وشعبها، كما أن معلوماتكم مصدرها مغرضين، وإن كانت هناك حالات فردية فالقضاء المصرى المستقل يفصل فيها، وبالتالى لا يجب تعميم تقارير الاعتقال والسجن والاضطهاد للناس ، خاصة أنها مزيفة وغير موضوعية .
أعجبتنى ردود الدكتور مصطفى مدبولى فى حواره مع  مذيعة الـ بى بى سى البريطانية، وقد تميزت بالوضوح والصراحة والدقة والموضوعية، وقد أجابها عن كل أسئلتها عن الديون والقوات المسلحة وحقوق الإنسان، هى نفس النغمة التى يركز عليها الغرب، بسبب الدعايات المغرضة التى يروجها جماعة الإخوان الإرهابية ضد مصر، وتلقى قبولاً لدى بعض الدول، من المعلوم أنها تستهدف ضرب استقرار مصر وتعويق تنميتها وتطورها، ولن يهدأ لهم بال إلا بتقليب الدول على مصر، وهيهات هيهات هيهات لما يوعدون، كل ما أتمناه أن يوسع الرئيس ورئيس الحكومة وكبار المسئولين لقاءاتهم مع الإعلام والصحافة الوطنية، وأن تتم إتاحة المعلومات المختلفة لها حتى يتمكنوا من القيام بدورهم فى توعية المواطنين.

رسالة القاضى
 أعجبتنى نصيحة القاضى الجليل المستشار بهاء المري رئيس محكمة استئناف المنصورة للناس أجمعين وهو يقضى على المتهم بتعرية أخته وهتك عرضها بسبب الميراث ، وهى إهداء للصحبة الطيبة، لأن السيــرة الطيبة هي أجمـــل ما يتركه الإنسان فى قلوب الآخرين، إذَا مَاتَ القَلْبُ ذَهَبَتِ الرًحمَة ، وَإذَا مَاتَ العقْلُ ذَهَبَتِ الحكْمَة،  وَإذَا مَاتَ الضًميرُ ذَهبَ كُلُ شَيء، قال: يا محمود، ألقت بك المقادير فى يم الحياة طفلا يتيم الأبوين، فقيض الله لك اختا ما كانت امرأة سوء ولا بغيا، بصرت بك عن قرب وأنت لا تشعر، ومشت بك فى دروب الحياة على استحياء حتى بلغت رشدك ، ولما شببت عن الطوق ما شددت عضدها بل عريتها لغريب ينهش لحمها لتأكل ميراثها ظلما، آمنتك فى سربك فروعتها على الملأ، دثرتك فى ظلمة الليل فعريتها نهارا، لم ترع فيها - يا أخاها -  إلا ولا ذمة ، ولم ترع لحرمة الدم والرحم حرمة، لقد جئت شيئا فرياً ، فإذا الملح يقى اللحم الفساد، فمن يصلح الملح إذا الملح فسد ، ان هذه القضية فى صورتها ليست فى صورتها الحقيقية مجرد واقعة خطف وهتك عرض، إنما هى على النظرة بعيدة المدى إمارة يقينية على خلل اجتماعى وبيل يضرب بقيم المجتمع ومبادئه عرض الحائط .

لذلك فإن المحكمة تهيب بعلماء الأمة ديناً واجتماعاً وإعلاماً وثقافةً وفناً أن خذوا بأيدى الناس إلى أحكام الدين الحنيف وقيم ومبادئ هذا المجتمع الأصيلة القويمة ، ولن يتأتى ذلك إلا بتكاتف يكون فيه صالح هذا الوطن نصب الأعين وفى مهجة القلوب.

جلال الحمامصى
أستاذى وأستاذ أجيال عديدة، قبلى وبعدى، اليوم تحل ذكرى وفاته فى مثل هذا اليوم 20 يناير من عام 1988 فقدنا الأستاذ والمعلم، تعلمنا على يديه الكريمتين أصول ومبادىء مهنة الصحافة، صاحب مدرسة الصحافة المثالية، ذكراه عزيزة على تلامذته ، كنا نحرص على اللقاء سنوياً فى منزله مع أسرته ، لكن منذ وباء كورونا وأصبح اللقاء متعذراً، واليوم فى ذكراه اكتفى بنبذة صغيرة عسى أن يستفيد منها الأجيال الجديدة،  ولد الحمامصى عام 1913 لأسرة ثرية فى دمياط، وعمل بالصحافة منذ كان طالباً بالمدارس الثانوية عام 1929 بجريدة كوكب الشرق ثم دار الهلال وجريدة المصرى عام 1936، درس الهندسة بجامعة فؤاد الأول واجتمع فى تخصصه بصديق عمره الصحفى على أمين الذى درس الهندسة فى بريطانيا ، فطبق الحمامصى ما تعلمه من الهندسة فى تنظيم صفحات الصحف المصرية فكان أول من وضع نظام الأعمدة الثمانية مثلما كان فى صحف العالم، بدأ الاحتراف الصحفى فى مجلة روز اليوسف فى الفترة التى تولى فيها الأستاذ محمد التابعى تحريرها، ورغم أنه كان طالباً فقد مثل المجلة عام 1936 فى احتفال لندن بتوقيع معاهدة 1936 ، وكانت أول مهمة عمل لى بالخارج، ثم تولى رئاسة تحرير جريدة الزمان عام 1947، وانتقل مع موسى صبرى وعلى حمدى الجمال إلى دار أخبار اليوم، وكان أحد رؤساء تحريرها عام 1952..انتخب نائباً فى البرلمان عام 1942 وبسبب تأييده لمكرم عبيد ضد الوفد وخلافه مع النحاس فصل من المجلس. أوكل إليه جمال عبدالناصر تأسيس وكالة أنباء الشرق الأوسط عام 1959 فتولى رئاسة تحريرها، منع من الكتابة طيلة 14 سنة ثم عاد إليها من جديد رئيساً لتحرير جريدة الأخبار 1974 ليكتب عموده الشهير دخان فى الهواء الذى ناقش فيه كل قضايا الوطن وهمومه. ويعتبر صاحب مدرسة صحفية متفردة بالغة الرقى مهنياً وأخلاقياً عنوانها الرئيسى هو المثالية التى ينشدها طوال تاريخه فى بلاط صاحبة الجلالة.

أدب الأطفال
فى ظل التطورات السريعة فى التكنولوجيا الحديثة، أصبحت قضية التكنولوجيا ووسائطها الشغل الشاغل للمبدعين فى أدب الطفل ، حيث نشاهد أطفالنا يستخدمونها فى المتعة أو التواصل أو اللعب أو التعليم، وقد شغلت القضية كثيرًا من الكتاب والمبدعين فى أدب الطفل، ومن هؤلاء الكاتب والناقد الأدبى مصطفى غنايم، الذى اهتم بهذه القضية فى كثير من أعماله الأدبية الموجهة للطفل، بداية من قصته «عم أمين والمصباح السحرى» الصادرة عن مركز ثقافة الطفل»، مرورًا بقصة «الصداقة العجيبة» الصادرة عن هيئة الكتاب، وقصته التى صدرت حديثًا عن المركز القومى لثقافة الطفل «آسر يتحدى غروره»، وانتهاءً بعمله المنشور بدار منارة العلم بدبى ,والمدرج تحت مظلة مبادرة الشيخة بدور القاسمى (1001 عنوان) وهو كتاب «سالى والتابلت».. ففى قصة عم أمين والمصباح السحرى كانت الفكرة الرئيسية تتمحور حول كون التكنولوجيا هى ذلك المصباح السحرى للعصر الحديث، فلم يعد هناك الجنى الذى كان يظهر لعلاء الدين ويلبى مطالبه فى تراثنا القصصى القديم ، وأن لها دورها الفاعل فى حل المشكلات وإيجاد الحلول الناجعة، ودارت أحداثها حول فريق من شباب المهندسين الواعدين الذين صمموا تطبيقًا إلكترونيًا أطلقوا عليه «عم أمين» بمثابة خريطة إلكترونية ترشد زوار معرض القاهرة الدولى للكتاب عن أماكن الناشرين وقاعات الندوات..  فى حين برزت القضية ذاتها فى قصته الصداقة العجيبة التى جعلت الطفل يستعين بالبحث على «جوجل» ليضيف معلومة لأخته البطلة المأزومة، مما خفف من وطأة الأزمة، وأمدها بمعلومات مهمة، وعلى نحو مغاير برزت الألعاب الإلكترونية فى قصته «آسر يتحدى غروره» فى حبكة العمل الفنية ليقترب من عالم الطفل المعيش لبث فكرة العمل، وهى التنافس الشريف، والتخلى عن الاستهتار والغرور.

وتجلت الظاهرة فى أوج حضورها فى قصة» سالى والتابلت»، والتى دارت حبكتها حول حوار تخيلى أجراه غنايم بين «لاب توب»، و«تابلت» كانت بمثابة مناظرة بينهما حول إيجابيات التكنولوجيا وسلبياتها، يستخلص منها الطفل بطريقة غير وعظية أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وأنه يمكنها أن تلعب أدوارَا مهمة فى الإنجاز والتفوق جنبًا إلى جنب مع خطرها الشديد على الطفل حينما يدمنها من ناحية ، وحين يسىء استخدامها من ناحية أخرى.

أسطورة النفط
الصديق الكاتب السعودى المتميز الدكتور عيد الجهنى يشارك فى معرض الكتاب الدولي بالقاهرة هذا الشهر بعدة كتب قيمة، أحدثها كتابه باللغة الإنجليزية « النفط الأسطورة والملحمة وقود نيران الحرب الكونية الثالثة» ولأنه خبير فى الطاقة والنفط منذ اكتشافه عام 1859 وتسعيره عام 1860، له العديد من المؤلفات فإنه يجزم أن منظمة الأوبك التي بلغت السن التقاعدى ولم تقبله لتبقى راسخة القدمين قادرة على إدارة السوق الدولية ومعها المتحالفون معها. ومن ثم سيتغيّر إعلان ناقوس الخطر، ويبقى النفط يصول ويجول ، وأحد أهم الأدلة القوية باجتماع الحلف الأخير الذي أبقى على سياسة الإنتاج دون تغيير.

الأرض الخضراء
بمناسبة معرض الكتاب أعجبنى الكتيب «75 صفحة» الصادر مؤخراً للزميل العزيز الكاتب أحمد غراب بعنوان «يوميات الأرض الخضراء» وقد ركز فيه على ذكرياته فى الحياة والدراسة والعمل، وقدم أهم الشخصيات فى حياته بأسلوب سهل ممتع، لا ينقصه سوى الترابط، وحسن استخدام الصور ، أتمنى له التوفيق فى مؤلفاته القادمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة