فرفش كده
فرفش كده


فرفش كده | أبو أسعد الفلكي

الأخبار

الخميس، 20 يناير 2022 - 08:32 م

كتب: سمير المنزلاوي

أمى تأخرت أربع سنوات عن الإنجاب، كان هذا عيبا خطيرا يمس كيانها كأنثى.

على الحنفية العمومية حدثت مناوشات بينها وبين سيدات من الجيران، كانت المعايرة بعدم الخلف، على أبواب الألسنة، وصل التنمر الى أن قالت لها احداهن:
- يا دكر
أمى قامت الفجر وسافرت الى بلد بعيد، تستشير خبير الطوالع، «أبو أسعد».
وصف لها لبوسة تصنعها بنفسها من الصوف وبها فص ثوم، ونبهها بحسم:
- بعد يومين، لو ما شمتيش ريحة التوم فى بقك، يبقى مفيش أمل
وهكذا تفرغت للشم، وساعدتها عماتى وخالاتى، وفى هدأة الليل كان أبى يتولى تلك المسئولية.

عندما انطلقت الرائحة إلى الأنوف بوضوح، جلجلت الزغاريد، وان كان البعض قد مصمص الشفاه، وتهكم على هذا الطقس الثومى.
لم تمض شهور طويلة، حتى حملتنى أمى، ولذا أحب الثوم حبا شديدا: فى الباذنجان والملوخية والبامية، وأحيانا أبتلعه وأظل أتشمم فمى، لم تكابد أمى ويلات الحمل، لكنها تدللت وتوحمت على فسيخ وأم الخلول وجندوفلى ولحم عصافير.
ولدت - والعهدة على ستى زمزم - داخل برنس رقيق شفاف، وقالت ستى:
- هيبقى أسعد خلق الله
يبدو أن الأمر جاء على العكس تماما حتى الآن، ذهب أبى فخورا إلى صيدناوى بدسوق وطلب طقما لطفل ابن يومين، وبحس الفكاهة المزروع فى المصريين، قال له البائع:
-خد له فردة شراب

اقرأ أيضاً | فرفش كده | 5 كيلو استفندى

المهم بدأت أبكى ليلا ونهارا، مما سبب قلقا وحزنا وازعاجا، وبعد أن مرت أمى على خالتى خديجة، ففحصت أذنى وأنفى وسرتى، وهزت رأسها.

بما يعنى أننى سليم، تذكرت «أبو أسعد» وجهزت له زيارة من الحمام والفراخ والفطير المشلتت، وحملتنى وسافرت إليه، كان جالسا تحت نخلة فى فناء واسع، عندما رآنى وعرف اسمى، ابتسم لنجاح اللبوسة، وقال:
- بتعيط ليه يا سمير؟
رقانى بالعهود السليمانية، ومن ساعتها لزمت الصمت.
يقول أبى انها لدى عودتها من الزيارة، انخرطت فى البكاء، فلما سألها عن السبب، همست له وهى تنظر نحو الباب:
- قال لى الواد ده هيطلع قلبه طيب، لكن يا عينى ملوش بخت.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة