محمد فاروق يكتب
محمد فاروق يكتب


محمد فاروق يكتب: تعددت الأسباب والموت واحد

محمد فاروق

الجمعة، 21 يناير 2022 - 07:42 م

إن الموت أصعب ما يواجهه الإنسان  فنحن لا نتخيل الحياة بدون أحبائنا، «العمر لحظة» إن الموت علينا حق لذلك يجب أن نكون دائماً على استعداد لمواجهته واستقباله، «تعددت الأسباب والموت واحد»، مقولة قائلها الشاعر ابن نباته السعدى الذى يعتبر من أبرز الشعراء فى العصر القديم، يعتبر «الجيش الأبيض» على مدى العصور له منزلة خاصة لأنه يتعلق بحياة الإنسان ومحاولة إنقاذه من الهلاك والألم والقلق بسبب المرض، وحدث تقدم كبير على مدى السنوات الأخيرة، خصوصًا استخدام التكنولوجيا والأنماط البيولوجية فى العلاج فضلًا عن تقدم وسائل البحث والتفتيش فى جسم الإنسان عن نوعيات جديدة من الأمراض.



تشكل مسألة الأخطاء الطبية هاجساً يؤرق البشر، سواء امتناع الطبيب عن علاج المريض أو التشخيص والعلاج والرعاية اللاحقة، هذا الأمر يؤدي بعض الشيء إلى فقدان الثقة بالكادر الطبي والمستشفيات، ويجعل المريض عبارة عن حقل للتجارب، أخطاء يتم ارتكابها في المجال الطبي، نتيجة انعدام الخبرة أو الكفاءة من قبل الطبيب الممارس، أو نتيجة ممارسة عملية أو طريقة حديثة وتجريبية في العلاج، أو نتيجة طبيعة العلاج المعقد، تصل نسبة حالات الوفاة نتيجة خطأ طبي إلى معدلات عالية سنويا في معظم أنحاء العالم ومنها الدول المتقدمة، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يقدر حالات الموت الناتجة من أخطاء طبية إلى ما يقارب 98,000 حالة وفاة سنويا .


نشعر بالمرض ونلجأ للطبيب وكلنا أذان صاغية لسماع توجيهاته وتنفيذها، وتحديد روشتة وشراء الدواء للاستشفاء فعند أخذ جرعة الدواء نشعر بمضاعفات كبيره لنذهب لطبيب أخر، وهنا نعيش المفاجأة بأن جرعة العلاج هى السبب الرئيسى فى المضاعفات فيكتب الأخر روشتة جديدة ونسرع فى شراءها لنعيش كابوس جديد من المضاعفات ونذهب لطبيب أكبر وكلمة واحدة على لسانهم "من الدكتور اللى كتب روشتة العلاج دى"، وكأننا حقل تجارب لديهم، الخطأ الأول كبوة.. والثانى هفوة .. أما الثالث فيعتبر جهلاً .. صنع خطاءً أدى إلى موت عزيز لديك ..


يعود ذلك إلى أن كثيرا من أعراض الأمراض تتشابه فيما بينها، خاصة إذا ما تم التأكد من أن الطبيب استعان بجميع الوسائل العلمية الممكنة والمتاحة لديه، ولكن مع ذلك يُسأل الطبيب عن خطأ التشخيص إذا ما تبين جهله بالقواعد والأصول العلمية الثابتة، لذلك فإن كل خطأ في التشخيص كالجهل الواضح أو الإهمال الجسيم أو مخالفة الأصول العلمية الثابتة، مهما كانت درجتها، يترتب عليه مسؤولية الطبيب ومساءلته ، هناك واجب إنساني وأدبي على الطبيب تجاه المريض والمجتمع الذي يعيش فيه، تفرضه عليه أصول وقواعد مهنته.


مسؤولية الطبيب لا تقف عند حد التشخيص أو كتابة الدواء المطلوب أو التدخل الجراحي، بل تمتد إلى الرعاية اللاحقة، خاصة إذا ما كانت حالة المريض حرجة وتستلزم متابعة الطبيب بعد خروجه من المستشفى، لكي يتفادى ما يمكن أن يحدث من مضاعفات، وعلى الطبيب أن يتأكد بنفسه من أن كل إجراءات العناية اللازمة قد تمت بشكل صحيح، خاصة إذا ما كانت العملية الجراحية التي تعرض لها المريض خطيرة وحساسة.


ما زال الراحل وائل الإبراشي يثير الجدل حتى بعد وفاته متأثراً بإصابته بفيروس كورونا مطلع الأسبوع الماضى، حيث انتشرت الأحاديث حول سبب وفاته وما إذا كان قد تعرض لخطأ طبي أودى بحياته أم هناك شبهة جنائية تستوجب التحقيق الرسمي في ملابسات الوفاة، وسرعان مع قررت نقابة الأطباء فتح التحقيق بعد حالة الجدل التي أثارتها الواقعة خلال الأيام الماضية، وبيان مدى تسبب خطأ طبي ارتكبه الطبيب الذي أشرف على علاجه أثناء العزل المنزلي من عدمه، إلا أن النقابة تستنكر وترفض أن تكون إحدى وسائل تفريغ شحنات الغضب والحزن هي التعدي والهجوم على أطباء مصر، مؤكدة في الوقت نفسه دعمها الكامل للأطباء والفريق الطبي نحو أداء واجبهم المهني والوطني، والذي قدم في سبيله الأطباء فقط نحو 660 شهيداً حتى الآن، استشهدوا على إثر إصابتهم بفيروس كورونا الذين تفانوا في متابعة المرضى المصابين به من الشعب المصري.

وقال بيان للنيابة العامة إن أرملة الإبراشي شكت في عريضة مقدمة للنيابة طبيبًا بالتسبب في وفاته، بعد أن "أعطاه أقراصًا غير متداولة مدعيًا فاعليتها في علاج فيروس كورونا، وأقنعه بتناولها وعلاجه بالمنزل، وأنه كان يدخن بشراهة في غرفة نوم المتوفي خلال ملازمته".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة