زينب عفيفي
زينب عفيفي


بيني وبينك

بلاد الطاّخ طاخ

أخبار اليوم

الجمعة، 21 يناير 2022 - 07:47 م

بقلم: زينب عفيفي

ساعتان من المتعة، قضيتها مع الكاتبة العراقية المدهشة إنعام كيجه جي، دون أن ألتفت للوقت خوفا أن يفوتنى حرف أو جملة فى الاثنتى عشرة قصة التى تضمنتها مجموعاتها القصصية الجديدة «بلاد الطّاخ طاخ»، التى حكتها بأسلوب ساحر جذاب ولغة عربية بديعة، ووعى عمق يثير الدهشة والإعجاب.

القصص قصيرة مكثفة، شديدة التأثير بالواقع الذى نعيشه فى المنطقة العربية، انطلقت منه الكاتبة من باريس والقاهرة وبغداد، وأخذتنا فى الطريق إلى ميلان لزيارة متحف العميان، لفت بنا عوالم بكل جمال الحكى الممزوج بالواقع مع الخيال مكلل برؤيتها الحساسة كصحفية نابغة تتابع مصائر أبطالها؛ وحيواتهم وسعيهم المرير لأجل حياة أفضل تناهض مختلف أشكال الاستبعاد والاضطهاد والتهميش والخوف المتأصل. بداية من «مرآة كرداسة «إلى «عهود وحدود» عابرة بنا إلى «صورة المرحوم»، «عارية الوزيرية»، «مرارة»، «بلاد الطّاخ طاخ،» إلى «الخوافات» التى لمستنى كامرأة تنتابها نفس المخاوف السبع لبطلات القصة، والتوق إلى هجر تلك المخاوف التى مرت بهن، إلى قصة «مسدس من ذهب»، الذى اعتقد البعض أنه يحمى من البطش وينسى إنه أداة قتل، وقصة عمياء ميلان، التى أدهشتنى بعالم العميان عندما تستيقظ كل الحواس فيما ماعدا حاسة البصر.

تتوالى القصص، حتى توقفت أمام قصة «المترجم رجب» الذى ينسى نفسه ليسقط مقتولا بغروره، و»الكاميرا الأولمبس» وحكاية الحلم والذكريات، إلى أن تصل بنا الكاتبة لنهاية المجموعة بالقصة البديعة « عهود وحدود»، حيث لخصت الوجع العراقي، فى سطورها الأخيرة:» أخذتنى السنين عشرات المرات إلى المطارات وإلى الحدود، وعادت بى منها فى كل مرة أعاهد نفسى أنها الأخيرة، مواطنة خائفة كذوب تنقض عهودها».
 بهذه البلاغة تعكس الكاتبة إحساسا خافيا بداخل كل من يحمل عشقا لوطنه، وتضطره الظروف إلى تركه ليبقى حلمه هو «حضن الوطن».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة