رحلة نابليون لتغير مجرى التاريخ الأوروبي
رحلة نابليون لتغير مجرى التاريخ الأوروبي


طريق الـ325 كيلومتر.. رحلة «نابليون» لتغيير مجرى التاريخ الأوروبي

هناء حمدي

السبت، 22 يناير 2022 - 03:24 م

من لا يعرف "نابليون بونابرت" إمبراطور فرنسا والقائد الذي حرك التاريخ الأوروبي وجعل من توسعاته ومعاركه قائد لا يهزم أرعب أوروبا وملوكها خوفا من سيطرته على بلدانهم فتوسعاته تشير إلى ذلك ومعاركه تنبأ عن نصر قريب ليصبح هدف أوروبا الأول السيطرة عليه ووقف تطلعاته ليبدأ معها منحنى تاريخي لأوروبا بدأ بنفي ورغبة في الاستقرار وانتهى بهروب وطريق معجزة أصبح أحد أهم الطرق السياحية في فرنسا فما أفضل من الجمع بين ظواهر طبيعية فريدة ومناطق تاريخية تحمل روايات في طريق خطى نابليون للسيطرة مرة أخرى على عرش فرنسا.

ففي أوائل عام 1815 لم تكن الأمور جيدة بالنسبة لنابليون حيث قررت الدول الأوروبية إعلان نهايته بتقدم الجيوش نحو فرنسا للقبض عليه ورغم قدرته على الانتصار في العديد من الوقائع إلا أن تمسكه برأيه وخطته سهلت عمل الحلفاء ضده فتمكن الجيش الأوروبي بقيادته الإنجليزية من الدخول إلى فرنسا والسيطرة على باريس ونفي نابليون وعدد من رجاله الأوفياء إلى جزيرة إلبا الواقعة على البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الشواطئ الإيطالية ليقضي بها ما يقارب العام بحسب موقع " bbc".

اقرأ ايضا

بأمر ملكي.. منع «أمير بريطانيا» من دخول «الحمام»

ومع تضائل موارده المالية ورغبة أوروبا في إبعاده الوشيك إلى جزيرة نائية في وسط المحيط الأطلنطي لإنهاء أمره لم ينتظر نابليون قدره وقرر المواجهة ليهرب من الجزيرة في احد القوارب ليصل إلى فرنسا وتحديدا في "جولف جوان" مع رجاله المخلصين ليبدأ معها السير نحو باريس بين مسارات وعرة وتضاريس جبال الألب لتجنب الاعتقال ليصل إلى باريس وفي أقل من أسبوعين ونصف تمكن من قطع 325 كيلومتر لإعادة عرش فرنسا مرة أخرى وتحقيق الانتصار.

ليتذكر التاريخ طريق عودة نابليون كواحد من أهم طرق التاريخ والتي أحدثت تغيير في التاريخ الأوروبي ليتحول هذا الطريق الذي يبلغ طوله 325 كيلومتر إلى طريق سياحي يجذب مئات الزوار من جميع أنحاء العالم الراغبين في متابعة خطى الإمبراطور وتتبع رحلة غيرت مجرى التاريخ الأوروبي إلى الأبد.

وبحسب موقع "francebucketlist " فإن طريق نابليون السياحي والذي تم افتتاحه عام 1932 يتضمن الكثير من مسارات الطرق المميزة بعلامة النسر الإمبراطوري حيث يعبر الطريق وسط 42 قرية ومدينة لتمر في رحلتك بين طل المظاهر الطبيعية الفريدة من مناظر خلابة لحدائق طبيعية ووديان عميقة وقمم جبيلة صافية ومدن نابضة بالحياة وأخرى هادئة لتشعر بنفسك وفي خلال 8 ساعات يحتاجها الطريق وكأنك في أحضان الطبيعة.

يبدأ طريق الرحلة من بلدة "جولف جوان فاليري" الساحلية ومنها إلى مدينة "كان" ليتوقفوا في بلدة "موان سارتو" قبل مغادرتهم إلى مدينة "جراس" ليقيموا معسكرا على "هضبة نابليون" ومنها استأنف نابليون مسيرته على طول جبال الالب الوعرة ليتوقف ثانية في "سانت فالييه" ومنها إلى أودية "سياني" المنحدرة ليتوقف للمرة الثالثة في "سيرانون" حيث أمضى ليلته قبل أن يستأنف الطريق مرة أخرى في الصباح.

ليصل إلى "كاستيلان" صباحا بعد أن مر بطريق وعر من المنحدرات المغطاة بالثلوج ومنها إلى "باريم" ثم سلك طريق "ماليجاي" ليتوقف في "شاتو" ومنها إلى "جاب" لينظر دخول " سيسترون" والتأكد من أنها غير خاضع للحراسة وبعد دخولها عبر " سان بونيه " ومنها توجه إلى " الفيلق".

ليأتي الجزء الأكثر حماسة عندما واجه الجيش الملكي في " لافري" وتمكن من الانتصار مع رجاله ليتقدم خطوة إلى الأمام باتجاه " جرونوبل" ومنها إلى باريس ليعلن عودته إلى عرش فرنسا مرة أخرى في انتصار جديد يضاف إلى سلسلة انتصاراته التاريخية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة