هناء عبد الفتاح
هناء عبد الفتاح


اشتروا منى

طوبى لأبطال الصقيع

الأخبار

السبت، 22 يناير 2022 - 05:27 م

شدة موجة الصقيع كل شتاء يتعامل معها ثلاثة أنواع من البشر وما بينهما، النوع الأول، دعمهم محمود درويش فى قوله «من لا يملك الحب يخشى الشتاء» هؤلاء يحرصون دوماً على إثبات وإظهار كونهم يملكون الحب فلا تراهم يشتكون أبداً من الصقيع مهما كلفهم الأمر، مهما ضربت أسنانهم فى بعضها، مهما وصلت بهم درجة الارتعاش، مهما عانوا فى محاولات تدفئة أطرافهم قبل النوم، لو ماتوا من البرد أصلاً لا يمكن أبداً تراهم يقولون فى حق الشتاء إلا كل خير، وإلا سيجدون أنفهسم متهمين من محيطهم بعدم امتلاك الحب حسبما أكد الدرويش العظيم وهذه تهمة الموت أهون منها وفقاً لقناعتهم.


النوع الثانى من المتعاملين مع الصقيع نوع يعانى كثيراً وتقسو عليهم  شدة البرودة حتى سقف القسوة، فلا مكان لقول محمود درويش فى عقولهم، المسألة بالنسبة لهم تتخطى اعتبارات الحب والكره وتقف عند القدرة على الاستمرار والحياة أصلاً وسط درجة حرارة تصل لصفر مئوية وأقل، هؤلاء هم العيون التى تبيت تحرس فى سبيل الله، هم حرس الحدود وحرس الداخل الذين لا نعرف أين يقفون تحديداً لكننا نعرف معنى أن يقضوا ليلهم واقفين فى العراء والثلوج تتساقط حولهم.


النوع الثالث من المتعاملين مع الصقيع هو النوع الذى يحتاجنا ويحتاج رفق قلوبنا، هو أى شخص تراه فى الشارع بلا مأوى، هو الشخص الذى لو لم تستطع مساعدته فواجبك أن تطلب وزارة التضامن الاجتماعى وتبلغها بحالته ومكانه وتنتظر معه تتابع حتى يأتى فريق التدخل السريع للوزارة ويستلمه، وبالمناسبة هى خدمة غاية فى الرقى والاحترام والجودة تقدمها وزارة التضامن لكل من بلا مأوى وأراهم أبطال الصقيع حرفياً، فطوبى لهم.


أما النوع الأخير المتعامل مع الصقيع الذى صنفته فى بداية سطورى «بما بينهما» فهو نوع عدو الأجواء الرومانسية وعدو فرحة الكتابة على الزجاج المشبر ومتعة المشى تحت المطر، هو نوع يريد الصيف بشوايته وتلزيقه، فتراهم كلما ارتعشوا أو فشلوا فى تدفئة أنفسهم يقطمونا نحن الشتويين بانتقاد حبنا لمناخنا المفضل، ويبدو أن هذا الخلاف الأزلى بيننا سيظل مستمراً، الكرة الآن عندنا وفى ملعبنا وهى فرصتنا لنريهم كيف نستمتع وكيف نحن نملك الحب وهما لا..

وفقا لدرويش مش أنا يعنى.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة