محمد عدوى
كيفك إنت ؟
الأشباح تجرحها الإضاءة
الأربعاء، 26 يناير 2022 - 11:09 ص
ماذا فعلت منى زكى لتخرج من جنة المحبين والصورة الذهنية التى يحبها عليها جمهور السوشيال ميديا؟، ماذا حدث للفتاة التى كان دائما ما يراها الناس قريبة منهم، بنت الجيران كما كان يراها كثيرون، العفوية السمراء البسيطة الطيبة، تمردت على هذه الصورة النمطية، والحقيقة أن قرار منى يحترم، وهو ليس وليد الصدفة، وليس حديث العهد، سبق وأن تمردت فى مسلسل أفراح القبة، ومن قبله فى “إحكي يا شهرزاد”، ومؤخرا فى لعبة نيوتن وأصحاب ولا أعز، الفيلم الذى جعلها فى مرمى النيران.
منى التى بدأت حياتها السينمائية فى ظل ظروف إنتاجية محددة ، كانت ترفع شعار ما يسمى السينما النظيفة، كانت كغيرها جزء من هذه الأعمال التى كرست لمفهوم لا علاقة له بالفن أصلا، حاولت المشاركة فى أعمال مختلفة عن السائد، لكن الناس ظلوا يحبونها، وهى شقية ورقيقة وطيبة وأحيانا مستكينة.
هذا الصراع بين ما يريده الفنان وما يريده الناس ، ربما هو أكثر ضغوط الحياة صعوبة، منى كانت تستجيب لما يطلبه الجمهور، احترمت رغباتهم، وحافظت على صورتها التى رسموها لها، لكن بعضهم رفض أن يبادلها نفس المشاعر برفضهم لرغبتها فى التغيير والاختلاف، منى أصبحت هدفا سهلا للقيل والقال والافتراء، تناسى البعض أنها فنانة، وأن الفن من حقه أن يجسد كل شيء تناسوا أن الدور غير من يمثله.
هاجت الدنيا، استجواب لوزيرة الثقافة، ولا نعلم ما هو دور وزيرة الثقافة أو الوزارة نفسها فى فيلم تدور أحداثه بالكامل فى بلد مختلف وبأبطال ليسوا تحت طائلة ومسئولية الوزارة والدولة، اللهم مشاركة منى.. بلاغ للنائب العام بوقف عرض الفيلم.. الذى تم عرضه أصلا، ويعرض على منصة يصعب التحكم فيما تعرضه.. مطالبات بمنع بث هذه المنصة أصلا.. مطالبات لأحمد حلمى بتطليق منى زكى حفاظا على قيم المجتمع.. نعم وصل الأمر لبعض من مهاويس السوشيال ميديا لمهاجمة حلمى، ونعته بأقذع الألفاظ وأبشعها لمجرد أنه زوج لمممثلة قامت بأداء دور لم يعجب البعض!!.
ليس هذا فحسب.. على التوازى دخل أنصار التيارات الدينية المتشددة والذين لديهم تار سابق مع منى - التى خرجت ذات مرة مستنكرة بعض من آرائهم بعد عرض مسلسلها لعبة نيوتن، وهى تلك التصريحات الخاصة بما يسمى بالاغتصاب الزوجى – على الخط وهاجوا وماجوا وطالبوا بمحاكمة كل الذين عملوا فى الفيلم من المصريين بدعوة تحريضهم على نشر الفسوق فى المجتمع!.
لسنا فى حاجة للدفاع عن منى أو غيرها، هى تملك من الشجاعة ما يمكنها من ذلك لكننا دائما مع محاربة الفن بالفن.. لكن يبدو ان الأشباح تجرحها الإضاءة فعلا
الفيلم يعرض على منصة مشفرة وليست متاحة للجميع.. وبالتالى وبعد أن ثار الجميع عليه لا تشاهده الغ اشتراكك إن كنت مشتركا فى هذه المنصة، أو فند الفيلم دون التجريح فى أبطاله، وقيمه كيفما تشاء فنيا أو حتى أخلاقيا كيفما تشاء لكن لا تذبح ممثلة حاولت أن تقدم شيئا مختلفا ربما أنا شخصيا غير موافق عليه، الحل الأمثل والأكثر تحضرا هو أن تنتج أنت الأفلام التى تحبها، لماذا لا ينتج “حزب النور” أفلاما تتوافق مع قيم المجتمع التى قال فى بيان رسمى إن فيلم منى زكى يخالفها، ؟ أنا شخصيا سوف أحتفى بإنتاج حزب النور لو حدث.
منى زكي، فى النهاية سيدة مصرية، فنانة كان لها صولات وجولات عند الناس، أحبوها وقدمت أعمالا أسعدتهم، وهى زوجة وأم لأسرة مصرية وزوجها فنان مهم دائما ما أسعدنا، اشتراكها فى فيلم لا يتماشى مع آرائك لا يعنى بالضرورة أنها تسعى فى الأرض فسادا.. الفن ليس دائما وفق الأهواء، واختلاف الناس على ما يقدم هو سحره الدائم.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة