أحمد هاشم
أحمد هاشم


آخر كلام

آخر فرسان صاحبة الجلالة

أحمد هاشم

الجمعة، 28 يناير 2022 - 05:59 م

ما زلت مصدوما بوفاة الكاتب الصحفى الكبير ياسر رزق، فهو الحبيب والإنسان والمعلم والمثل الأعلى فى الصحافة، هو رمز جيله «والألفة» فى الصحافة، وهو آخر رموزها الكبار، بل آخر فرسان صاحبة الجلالة الصحافة، والنجم اللامع الذى لم يخفت بريقه، رغم أنه ترك منصب رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» منذ نحو عامين، لأنه من الشخصبات التى تضيف للمناصب، وليس ممن تصنعهم الكراسى، لم يخفت بريقه رغم أن المهنة نفسها فقدت الكثير من بريقها ورونقها، وتراجعت بسبب عدم مواكبتها العصر، بل كان مقاله الأسبوعى فى جريدته ومعشوقته «الأخبار» التى عمل بها لأكثر من 30 عاما درسا لنا نتلقاه كل أحد، لننهل من فنونه فى الكتابة الصحفية الرشيقة، والعبارات البديعة، والتى تصل للهدف بطريقة سلسة جذابة، ولكى نتعلم أيضا كيف نعبر بالكتابة عن حبنا للوطن، فقد كان الأستاذ معجونا بحب الوطن.

اختلفت كثيرا فى العلن مع أستاذى الكاتب الكبير ومثلى الأعلى فى الصحافة وقت أن كان رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة التى أعمل بها، لكنه لم يستخدم يوما سلطته فى التضييق على أو عقابى، بل كان يناقشنى بكل ذوق واحترام، وكانت هذه سمته التى لا تفارقه، وعندما نتقابل بعدها كان ودودا كعادته، متواضعا مع كل من يتعامل معه.

وعندما ترك المنصب اقتربت منه أكثر، فقد كنت دائما أحمل له احتراما كبيرا ومحبة كبيرة، بسبب مهنيته وانسانيته، وتقديره للصحفيين المجيدين، ودفاعه عن الصحافة والصحفيين باستمرار، ورأفته بالبسطاء ومساعدته لهم، والأهم من ذلك أنه كان رمز الصحافة عامة و»أخبار اليوم» بصفة خاصة، وكنت أتشرف أمام المسئولين والمصادر الصحفية بأننى أعمل فى مؤسسة يترأسها الكبير ياسر رزق، فالجميع كان يعرفه، ويكن له التقدير والاحترام الممزوج بالاعجاب.


رحل الأستاذ بجسده، لكن سيظل باقيا بيننا، وفى قلوبنا وعقولنا، بمهنيته وعبقريته الصحفية وإنسانيته وتواضعه ووطنيته، سيظل الأستاذ والحبيب والمثل الأعلى والقدوة، ويكفى انه رغم ظروفه الصحية الصعبة أصر أن يدلى بشهادته التاريخية عن أخطر مرحلة مرت بتاريخ مصر المعاصر ، والتى تضمنها كتابه «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص» وكأنه كان يأبى أن يتركنا قبل أن يدلى بها، لتكون وثيقة للأجيال القادمة، وكأنه كان يريد أن يعلمنا  الدرس الأخير، وهو أن نضحى بأنفسنا من أجل الوطن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة