سليمان عبد العظيم
سليمان عبد العظيم


يوميات الاخبار

ليتنى أكلت السمك مع فاتن حمامة!

الأخبار

السبت، 29 يناير 2022 - 08:02 م

سليمان عبد العظيم

«مدام فاتن حمامة والدكتور محمد عبد الوهاب هايتغدوا معانا سمك.. بعد ما تخلص حوارك ها نروح فيلتهم اللى جنبى وأعرفك عليهم»!

هكذا قال لى السيد منصور حسن وزير الإعلام والثقافة وشئون رئاسة الجمهورية فى زمن الرئيس السادات عندما سافرت إليه فى احد منتجعات العين السخنة الشهيرة لإجراء حوار شامل حول قراره الذى فاجأ به الجميع بالترشح فى أول انتخابات لرئاسة الجمهورية أجريت بعد أحداث 25 يناير 2011.
بمجرد أن انتهيت من الحوار نهض السيد منصور من مقعده وطلب منى الإنتقال معه لتناول الغداء فى فيلا حماه الدكتور عبد الوهاب وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة..لكننى اعتذرت بأن وقتى ضيق للغاية وأننى سأعود فورا إلى دار الهلال لتفريغ الشريط وتجهيز الحوار..
لم أكشف للسيد منصور السبب الحقيقى وراء اعتذارى.. كنت أستشعر الضيق وربما الغضب الذى حتما سينتاب صديقى الأنتيم إبراهيم بشير كبير مصورى دار الهلال إذا ما تناول غداءه مع أخينا محمد حسن قائد السيارة وحدهما..
بعد أن لاحظ السياسى القدير قلقى و ترددى وقرأ بسرعة ما كان يجول بخاطرى قال : « إيه يا سليمان..بشير والسواق أنا عامل حسابهم على الغداء..أنا مش سألتك يا سليمان مين هيكون جاى معاك.. هما ها ياكلوا مع طباخ الفيلا سمك وجمبرى زينا بالضبط « !..
أعترف أن السيد منصور حسن، الذى بدأت علاقتى به عام 1989، أعطانى فرصة ذهبية كى أتعرف على السيدة فاتن حمامة واقترب منها وأجلس أتناول معها الغداء..لكننى لم أنتهز هذه الفرصة التى لو أتيحت لأى صحفى آخر ما تركها تفلت منه أبدا ً!..
بالذمة حد عاقل يلاقى نفسه فجأة قدام فاتن حمامة..ويطير هذه الفرصة من بين إيديه !؟.
دخول العائلة المقدسة مصر..عيد قومي!
أعجبنى أن يحتفى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمناسبة مرور عشرة أعوام على إنشاء «بيت العائلة»..
أعجبنى أيضاً أن يكون هذا الاحتفال تحت عنوان «بيت العائلة المصرية محبة وتعاون..معاً نبنى مصر» الذى اختاره د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء عنواناً لكلمته التى ألقاها نيابة عنه المستشار عمر مروان وزير العدل..
أعجبنى كذلك أن يؤكد شيخ الأزهر أن بيت العائلة المصرية كان ثمرة لتفاهم عميق مدروس بين الأزهر والكنيسة.. مشيدا بدور قداسة البابا شنودة الثالث الذى شارك فى تأسيس بيت العائلة المصرية فى عام ..2011
أعجبنى أن يحضر هذه الاحتفالية بقاعة مؤتمرات الأزهر المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق فضلاً عن السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية..
أعجبنى أن أرى فى القاعة عدداً من السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية وعلماء الإسلام وقيادات الكنائس المصرية ونواب كثيرون من مجلسى النواب والشيوخ.
خرجت من هذه الإحتفالية الرائعة المهيبة وأنا أتمنى أن تتحقق أمنية كثير من أبناء وطننا الغالى بأن تصدر الدولة قرارأ بأن يكون أول يونيو من كل عام عيداً قوميا يحتفل به كل المصريين.. إن اليوم الذى دخلت فيه العائلة المقدسة السيدة مريم وطفلها السيد المسيح مصر هربا من الاضطهاد الرومانى يستحق وبجدارة أن يكون عيداً قوميا..
إن رحلة العائلة المقدسة حينما تدخل الأجندة السياحية المصرية سوف تجذب السائحين من كل بلاد الدنيا للتمتع الروحانى بمشاهدة الأماكن والمحطات التى توقفت فيها رحلة السيدة مريم العذراء وطفلها عيسى عليه السلام التى استمرت ثلاثة أعوام ونصف العام..
أمامى دراسة صاحبها السيد منير غبور رجل السياحة الأشهر الذى يتوقع أن تجلب رحلة العائلة المقدسة 5000 مليون دولار على الأقل..
الكل يعرف أن منير غبور هو رجل السياحة الأكثر حماسا لبدء الرحلات السياحية لزيارة محطات توقف العائلة المقدسة فى مصر.. اتمنى أن تتحقق أمنية منير غبور هذا الخبير السياحى الوطنى البارز وأن توافق الدولة على مطلبه القديم المتجدد بأن يكون أول شهر يونيو عيداً قوميا مثل باقى الأعياد المصرية..
ليس لدى أى شك فى أن وجود الدكتور خالد العنانى على رأس وزارة السياحة والآثار يجعلنى أثق بأنه سوف يحقق حلم غبور وأحلام الكثيرين والكثيرين من إخواننا شركائنا فى الوطن.. العيد القومى لبدء رحلة دخول العائلة المقدسة البلاد واحتمائها بمصر من الرومان لا يجب أن يتأخر أكثر من ذلك !
عزاء أبويا..وأم قوطة !
بصيت من الشباك لقيت الحاج عبد الله الفخرانى بينده: يا إدريس.. يا سليمان ..أيوه يا عم عبد الله تأمرنى..ممكن تنزل دقيقة واحدة عاوزك..حاضر .. تحت البيت قال : «دلوقت إنت بعد ما دفعت رسوم قاعة دار المناسبات بالجامع ومشيت جالى الحاج أبو معروف عاوز يحجز القاعة لأن زوجته الست أم قوطة توفيت إلى رحمة الله.. أستأذنك يا ابنى يكون العزاء مشتركا للحاج عبد العظيم والست أم قوطة..إيه رأيك» ؟..
قلت : وماله..موافق طبعاً..معروف وأخواته صحابى وحبايبى..الله يرحمك يا أم قوطة.. لما طلعت فوق أخواتى البنات سألونى: الحاج عبد الله كان عاوز إيه ؟! ..حكيت لهم كل اللى حصل..قالوا كلهم إحنا موافقين..إنزل قول له..رديت عليهم: أنا رديت عليه و هو عرف خلاص إننا موافقون..
وأنا واقف أخد العزاء تذكرت ما قاله لى بالأمس الجراح العظيم الدكتور إبراهيم بدران : «بكره الصبح الحاج عبد العظيم ها أكتب له خروج من المستشفى ( مستشفى بدران).. وإن شاء الله ها يخف يا بنى بس أنا ها أركب له خرطوم بحيث يأكل به..إوعى يا بنى حد يشيل الخرطوم ده..وخلال 48 ساعة أبوك ها يكون زى الفل»..!
أتارى الدكتور بدران كان عارف كويس قوى بخبراته وتجاربه الطويلة مع المرضى أن أبويا الحاج خلاص..ولذا كتب له خروج من المستشفى عشان يموت على فرشته..وسط عياله !!
ناس كتير جت العزاء اللى كان فى جامع مساكن زينهم.. وكتير منهم لاحظ أن هناك ناس غرباء عنى واقفين جنبى بياخدوا العزاء..عزاؤهم فى والدتهم الحاجة أم قوطة..ولما سألونى حكيت لهم اللى حصل..فقالوا برافو عليك انك وافقت يكون العزاء مشتركا..
الكلام ده كان يوم 17 مايو 1986.. مش ناسى كل اللى جم يعزوني..كل زملائى الصحفيين وأصدقائى لما عرفوا حضروا.. الأساتذة : يوسف القعيد ويوسف فكرى وعبد التواب عبد الحى وفوميل لبيب وعبد النور خليل والبرنس حسين والدكتور عبد الرحمن نور الدين..وكل جيل شباب مجلة المصور وعلى رأسهم ربيع أبو الخير وسلامة مجاهد ونجوان عبد اللطيف وغالى محمد ومحمد الحنفى وبدوى شاهين وعبد الرحمن البدرى ود. ضاحى النجار..وعفواً وددت كتابة أسماء كل من حضروا..ولكن المساحة لا تسمح!..
جاء لتأدية واجب العزاء فى أبويا الحاج عبد العظيم كل من توقعت حضوره ..كلهم جاءوا إلا واحدا.توقعت أن يحضر بدرى قبل أول ربع قرآن ويقف إلى جانبى ليأخذ معى واجب العزاء..
وعلمت بعد عدة أيام أنه ذهب لتقديم واجب عزاء فى والد أحد زملائى بالأهرام..
ألف رحمة ونور عليك يا حاج عبد العظيم.. ألف رحمة ونور عليك يا أستاذ مكرم !..بس خلاص!!
 فى وداع ياسر رزق
عرفت الراحل الكبير لأول مرة فى حديقة نقابتنا العريقة..كان والده النقابى العريق عمنا فتحى رزق حريصًا كل الحرص على اصطحاب ياسر ابنه الأكبر إلى مقر النقابة حتى من قبل ما يدخل كلية الإعلام..ياسر عرف سكته للنقابة وجريدة الأخبار بدرى بدري.. من صغره حب الصحافة وأحبته مهنة البحث عن المتاعب..
أحكى لكم قصة ما زالت سرًا لم يعرفها إلا كام واحد..لما مات عمنا فتحى سنة 1987 أمر النقيب واللورد الكبير إبراهيم نافع بسفر اتوبيسات الأهرام إلى الإسماعيلية تحمل جميع محبى عم فتحى لتشييع جنازته.. هناك قال اللورد الصغير إبراهيم حجازي: ياسر.. لما تخلص تجنيدك تيجى على طول الأهرام..الأستاذ إبراهيم نافع عاوز يعينك فى الأهرام .
لم يرد ياسر.. وأول ما خلص ياسر الجيش جرى تعيينه فى الأخبار بعد أن ظل يتدرب فيها لفترة طويلة.
فى عام 1994 سافرنا كمحررين عسكريين ياسر رزق وأسامة هيكل (الوفد) وحسين فتح الله (الأهرام) والعبد لله ( المصور ) إلى البوسنة والهرسك فى زيارة صحفية لكتيبة الصاعقة المصرية العاملة ضمن قوات حفظ السلام الدولية فى سراييڤو .. بعد العشاء سألت ياسر وكان أسامة هيكل ثالثنا: انت ليه ما رحتش الأهرام
.. ليه رفضت عرض الأستاذ إبراهيم نافع ؟!.. فرد ياسر: أنا دخلت الأخبار لما كنت بألبس شورت وكان كل الناس فى الأخبار عارفنى كويس قوى و بيحبونى .. رغم الإغراء الكبير قوى لعرض الأستاذ إبراهيم نافع لكن الأخبار كانت فى دمى .. كان مستحيل أروح الأهرام..
طول عمرك أصيل وابن أصيل يا صديقي..
أه لو عرفت يا ياسر جنازتك كان شكلها إيه..آه لو عرفت عدد من صلوا على جثمانك فى مسجد المشير طنطاوى ومن حضروا مراسم الدفن قد ايه .. أه لو عرفت اتكتب مقالات فى الأخبار و غير الأخبار لرثائك قد إيه .. فعلًا حب الناس رزق.. وانت بكل صراحة يا ياسر كنت «رزق».. ألف رحمة ونور عليك يا حبيبى !

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة