محمد الشماع
محمد الشماع


قريبا من السياسة

أساتذة الجامعات وحياة كريمة

الأخبار

الخميس، 03 فبراير 2022 - 07:00 م

هل يعقل أن يكون معاش أستاذ جامعى فى مصر أقل من الحد الأدنى للأجور الذى حددته الدولة فى بداية شغل أى وظيفة، بل وأصغر وظيفة، هل هذا معقول أن ينخفض دخل أستاذ الجامعة الذى أفنى حياته فى البحث العلمى وإعداد وتقديم أجيال من قادة الحاضر والمستقبل، كيف نتصور أن دخل الأستاذ الجامعى قبل خروجه على المعاش يكون قد وصل إلى أكثر من عشرة آلاف جنيه راتبا شهريا، ثم ينخفض إلى معاش شهرى يتراوح بين ١٦٠٠ إلى ١٧٠٠ جنيه، فى حين أن الحد الأدنى للأجور ٢٧٠٠ جنيه لأى شاب فى بداية حياته الوظيفية.

المعاش لا يكفى الأستاذ سد ضرورات الحياة ومتطلبات المعيشة من احتياجات العلاج والدواء والغذاء واستهلاك الكهرباء والغاز والتليفونات وإيجار السكن أو قيمة المواصلات إذا كانت لديه سيارة أو يستقل المواصلات العامة.. لو فرضنا أن الاستاذ يملك وحدة سكنية فهى تحتاج مصاريف صيانة للمصاعد واستهلاك الكهرباء والمياه ومرتب حارس العقار.

وبلاش بند الملابس أو شراء الكتب أو النت وبلاش مصاريف باقى أفراد الأسرة الزوجة ولو كان هناك ابن أو اثنان لم يتخرجا أو ما زالا يدرسان لاستكمال تعليمهما.. كيف يكون الموقف حينئذ؟!

الكارثة انه اذا توفى أستاذ الجامعة وهو فى منتصف العمر ولم يكمل المدة اللازمة للحصول على المعاش، بالطبع ستكون المشكلة أكثر تعقيدا وليست سهلة مع وجود احتياجات لباقى أفراد الأسرة إذا حاول الأستاذ الجامعى البحث عن وظيفة فالمشكلة ليست سهلة لتحقيق دخل إضافى يساعد فى حل جزء من المشكلة الصعبة.

وقد تكون الحالة الصحية للأستاذ لا تساعده على القيام بأعمال وظيفية جديدة تمثل عبئا بدنيا ونفسيا! القضية ليست بهذه البساطة وتحتاج إلى تفكير ودراسة عن طريق المجلس الأعلى للجامعات بإنشاء صندوق خاص للمعاشات يساعد الأساتذة الأفاضل الذين قدموا حياتهم راضين لصالح وطنهم، وان تكون هذه الصناديق بالجامعات والكليات والمراكز التابعة لها، أو عن طريق صندوق شامل لكل الجامعات المصرية ويضم أيضا جميع الأساتذة بالجامعات الخاصة والحكومية، ويكون باشتراكات من هؤلاء الأساتذة ورسوم على الخدمات التى تقدمها الكليات والجامعات المختلفة والمنح التى تقدم للصندوق لكى يضمن هؤلاء العلماء حياة كريمة بعد رحلة عطاء طويلة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة