محمد عدوى
محمد عدوى


كيفك إنت ؟

النادر « ياسر »

أخبار النجوم

الجمعة، 04 فبراير 2022 - 03:55 م

1

قليلون‭ ‬من‭ ‬يسكنون‭ ‬القلب،‭ ‬نادرون‭ ‬من‭ ‬يسكنون‭ ‬الروح،‭ ‬والنادر‭ ‬‮«‬ياسر‮»‬‭ ‬كان‭ ‬يسكن‭ ‬القلب‭ ‬والروح‭.. ‬‮«‬كان‮»‬‭ ‬كلمة‭ ‬ثقيلة‭ ‬على‭ ‬الروح‭ ‬والقلب‭ ‬لكنها‭ ‬إرادة‭ ‬الله،‭ ‬لكنها‭ ‬الحقيقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬الهروب‭ ‬منها‭.. ‬لعنة‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬‮«‬كان‮»‬‭ ‬ولروحك‭ ‬السلام‭. ‬

2

يقولون‭ ‬دائمًا‭ ‬إن‭ ‬اللاعب‭ ‬الماهر‭ ‬يعتزل‭ ‬فى‭ ‬أوج‭ ‬عطائه،‭ ‬ياسر‭ ‬رزق‭ ‬رحل‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬القمة،‭ ‬رحل‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬آخر‭ ‬ورقة‭ ‬وقلم‭ ‬وشهادة‭ ‬قدمها‭ ‬للتاريخ،‭ ‬رحل‭ ‬تاركا‭ ‬إرثا‭ ‬من‭ ‬المحبة‭ ‬والمهنية‭ ‬تفيض‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فيضا‭ ‬وتملأ‭ ‬الدنيا‭ ‬حراكاً،‭ ‬حتى‭ ‬موته‭ ‬كان‭ ‬درسا،‭ ‬هو‭ ‬المعلم‭ ‬والملهم،‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يسكن‭ ‬فى‭ ‬علياء‭ ‬يوما‭ ‬حتى‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب،‭ ‬المهنى‭ ‬الحقيقى،‭ ‬المتفانى،‭ ‬الحر‭.. ‬الصفات‭ ‬النبيلة‭ ‬التى‭ ‬اجتمعت‭ ‬فى‭ ‬شخصه‭ ‬وكان‭ ‬يحملها‭ ‬قلمه‭.‬

3

أحاديثنا‭ ‬جميعا‭ ‬وذكريات‭ ‬محبيه‭ ‬ومريديه‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬إنسانية،‭ ‬الرجل‭ ‬الذى‭ ‬اجتمع‭ ‬أهله‭ ‬فى‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬على‭ ‬محبته،‭ ‬كان‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬عبقرية‭ ‬المهنة‭ ‬ورمزا‭ ‬لنقائها‭ ‬وحلاوتها‭. ‬

4

يتحدث‭ ‬زميلى‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬النادر‭ ‬‮«‬ياسر‮»‬‭ ‬معه‭ ‬عندما‭ ‬مرضت‭ ‬والدته،‭ ‬وكيف‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬مهمة‭ ‬عمل‭ ‬خارج‭ ‬القاهرة‭ ‬كان‭ ‬منزعجا‭ ‬لأنه‭ ‬علم‭ ‬أن‭ ‬زميلا‭ ‬فى‭ ‬محنة،‭ ‬وعرف‭ ‬هو‭ ‬مصادفة،‭ ‬يتحدث‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬مكالمة‭ ‬فى‭ ‬نص‭ ‬الليل‭ ‬من‭ ‬‮«‬الأستاذ‮»‬‭ ‬ليهنئه‭ ‬على‭ ‬حوارا‭ ‬أجراه،‭ ‬يصف‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬ياسر‭ ‬سرا‭ ‬مع‭ ‬أسرة‭ ‬لجأ‭ ‬له‭ ‬زميل‭ ‬ليحل‭ ‬مشكلتها‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يصدق،‭  ‬نتحدث‭ ‬جميعا‭ ‬عن‭ ‬أفعال‭ ‬ملائكة‭ ‬كانت‭ ‬تسكن‭ ‬الأرض‭.. ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬النادر‭ ‬‮«‬ياسر‮»‬‭. ‬

5

أعرفه‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬كان‭ ‬يمنعنى‭ ‬حيائى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أتصل‭ ‬به‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬موضع‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬لأشكو‭.. ‬كنت‭ ‬أخشي‭ ‬أن‭ ‬يفسر‭ ‬الأمر‭ ‬تفسيرا‭ ‬خاطئا،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬يحاوطنى‭ ‬بالمحبة،‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬الأزمات‭ ‬ويبادر‭ ‬بحلها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أدرى‭ ‬أو‭ ‬أعرف‭ ‬وقتها‭. ‬

6

كان‭ ‬يستمع‭ ‬للجميع،‭ ‬ينصت‭ ‬ويدون‭ ‬ويأخذ‭ ‬الحديث‭ ‬الذى‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬مجرد‭ ‬حديث‭ ‬إلى‭ ‬منحى‭ ‬آخر‭.. ‬كان‭ ‬ينفذ‭ ‬ويبادر‭ ‬ويسعى‭ ‬ويقاتل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أحلام‭ ‬لشباب‭ ‬صغار،‭ ‬ربما‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬لما‭ ‬لامه‭ ‬أحد‭.. ‬لكنه‭ ‬دائما‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬رؤية‭ ‬مختلفة‭ ‬وحلم‭ ‬مختلف‭ ‬وهدف‭ ‬مختلف‭.. ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬يضع‭ ‬مصر‭ ‬وأخبار‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬عينه،‭ ‬كان‭ ‬نقابيا‭ ‬فذا،‭ ‬وصحفيا‭ ‬ملهما،‭ ‬ورئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مختلف‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬محبا‭ .‬

7

هذا‭ ‬العنوان‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬محله‭ ‬يا‭ ‬عدوى،‭ ‬الغلاف‭ ‬كويس‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬محتاج‭ ‬صورة‭ ‬مختلفة،‭ ‬‮«‬الملف‭ ‬دا‭ ‬هايل‭ ‬قول‭ ‬للولاد‭ ‬برافو‮»‬،‭ ‬إنت‭ ‬اتأخرت‭ ‬ليه‭ ‬فى‭ ‬الموضوع‭ ‬الفلانى‭ ‬كان‭ ‬لازم‭ ‬ينزل‭ ‬العدد‭ ‬اللى‭ ‬فات،‭ ‬أنا‭ ‬مبسوط‭ ‬منكم،‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬محادثات‭ ‬أسبوعية،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬عدد‭ ‬تقريبا‭ ‬كان‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬النجوم‮»‬،‭ ‬الأستاذ‭ ‬الذى‭ ‬يبادر‭ ‬ويتصل‭ ‬ويشيد‭ ‬وينتقد،‭ ‬كنت‭ ‬أشعر‭ ‬بالخجل،‭ ‬مجرد‭ ‬متابعة‭ ‬النادر‭ ‬رزق‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬نفعله‭ ‬شرف‭. ‬

8

لروحك‭ ‬السلام‭ ‬ولنا‭ ‬الاشتياق،‭ ‬لنقائك‭ ‬وتفانيك‭ ‬العبرة‭ ‬ولنا‭ ‬الذكرى‭.. ‬طبت‭ ‬حيًا‭ ‬وميتا،‭ ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬كبيرًا‭ ‬وسوف‭ ‬نظل‭ ‬من‭ ‬مريديك‭. ‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة