مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصرى

حاجتك أشد ممن تتصدق عليه

أخبار اليوم

الجمعة، 04 فبراير 2022 - 06:30 م

قال الله تعالى: «منها أربعة حرم» «التوبة: 36»، وهى: «رجب، ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم»..

ومع قدوم الأشهر الحرم، وبحلول شهر رجب تفيض الروحانيات تملأ وسائل التواصل الاجتماعى.. استوقفنى رسالتان وصلتا من الدكتور شريف دسوقى أستاذ الهندسة المعمارية بكلية الهندسة جامعة الزفازيق، حثًا على عمل الخير احتفاءً بالشهر الكريم: 


الرسالة الأولى: 


من الخليفة عمر بن عبدالعزيز إلى الحسن البصرى، قائلًا له: اجمع لى بإيجاز بين أمرى الدنيا والآخرة.. فكتب الحسن البصرى: «إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والموت متوسط، ونحن فى أضغاث أحلام..

من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن نظر فى العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضل، ومن حلم غنم، ومن خاف سلم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، ومن علم عمل..

فإذا زللت فارجع، وإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فأمسك». 


الرسالة الثانية: 


فى قول للإمام على بن ابى طالب عليه السلام: «لن يقاسمك الوجع صديق، ولن يتحمل عنك اﻷلم حبيب، ولن يسهر بدلًا منك قريب، اعتن بنفسك، واحمها، ودللها وﻻ تعطى اﻷحداث فوق ما تستحق..

تأكد حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك، لا تبحث عن قيمتك فى أعين الناس، ابحث عنها فى ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام، وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك..

لا تحمل هم الدنيا فإنها لله، ولا تحمل همَّ الرزق فإنه من الله، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله، فقط احمل همًا واحدًا كيف ترضى الله، لأنك لو أرضيت الله رضى عنك وأرضاك وكفاك وأغناك..

ﻻ‌ ﺗﻴﺄس ﻣﻦ ﺣﻴﺎة أﺑﻜﺖ ﻗﻠﺒﻚ، وﻗﻞ ﻳﺎ اﻟﻠﻪ ﻋﻮﺿنى ﺧﻴﺮًا فى اﻟﺪﻧﻴﺎ والآ‌ﺧﺮة، ﻓﺎﻟﺤﺰن ﻳﺮﺣﻞ ﺑﺴﺠﺪة، واﻟﻔﺮح ﻳﺄتى ﺑﺪﻋﻮة.. لن ينسَ الله خيراً قدمته، وهمًا فرّجته، وعينًا كادت أن تبكى فأسعدتها.. عش حياتك على مبدأ: كن مُحسنًا حتى إن لم تلق إحسانًا، ليس لأجلهم بل لأن الله يحب المُحسن..

ارخى يدك بالصدقة تُرخى حبال المصائب من على عاتقك.. واعلم أن حاجتك إلى الصدقة أشد من حاجة من تتصدق عليه».
«انتهت الرسالتان».


ببلاغة الكلام وفصاحته فى الرسالتين، لخصتا الحياة الدنيا، وحملتا دعوة صادقة تصحح مسار تفكيرنا فى مؤداها، وكل عام ومصرنا الحبيبة بخير.. والله غالب على أمره، وتحيا مصر.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة