السبت، 05 فبراير 2022 - 07:31 م

«نقف عليها لنهدأ وقت الخلاف» هذا هو تعريف الأرض المشتركة أو المساحة التي نحتاجها في علاقتنا مع من حولنا، في علاقتك بابنائك وشريك حياتك ووالديك وأصدقائك حافظ جيدا علي هذا المكان المسحور الذى يجمعكم وقت الخلاف، ابدع في تصميمه وقم بملئه بالتفاصيل غير القابلة للنسيان…
في الحياة خلقنا الله مختلفين لكل منا طباع وشخصية مختلفة لنكمل بعضنا البعض، وبالطبع تزيد اختلافاتنا فى بعض الأوقات وقد تصل لأزمات، والحل لتظل اختلافاتنا مجرد خلافات وليست عواصف هو الحفاظ على نقاط الالتقاء والأرض المشتركة التي نحتمي بها حتى تمر العاصفة وتصبح في قيد النسيان.
ويبقى السؤال لماذا استطاعت أرض مشتركة حماية قاطنيها من الأزمة بينما فشلت الأخرى؟ وهنا الإجابة أن المشكلة تكمن في أصحاب هذه الأرض، فبينما ينجح البعض في زراعة هذه الأرض والاهتمام بها وبناء جدار عازل قوى ضد العواصف، يفشل آخرون لتصبح أسيرة الإهمال حتى إذا جاءت العاصفة ولجأوا لها تقتلعهم رياحها وتصبح قصتهم في قيد النسيان.
قد تظن أن العمل على وجود أرض مشتركة في كل العلاقات التي تجمعك بمن حولك صعب ولكن الحقيقة أن هذا أمر خاطئ تماما، ففي علاقتك بأبنائك بالتأكيد تجمعكم هواية أو رياضة أو حتى القيام ببعض المغامرات البسيطة ودورك هو التعرف على مواطن القوة في علاقتكم هذه والعمل على توطيدها والحرص علي أن يصبح ما يجمعكم منطقة الراحة الخاصة بكم، وإذا ما اختلفت معهم في أحد الأمور وزادت حدة الخلاف توجه لهذه المنطقة على الفور واقضوا بعض الوقت في ممارسة الأمور  التي تحبوها جميعا مهما كانت بسيطة، فقط أترك خلافاتكم جانبا إذا أصبحت خارج السيطرة وأعطي عجلة القيادة للأرض المشتركة لتجمعكم وتقضي على أي سحابة عابرة.
وهنا يتساءل البعض قائلا ابني يحب الألعاب القتالية وابنتي تعشق متابعة مشاهير السوشيال ميديا ما ضرر في أن أبدي حبي لما يهتمون به ويصبح أرضنا المشتركة، لا أظن أن هذا الأمر يجدي نفعا فالخارج من القلب يدخل القلب بسهولة عكس التظاهر بحب شىء لإرضائهم لن يخلق منطقة راحة لكم جميعا بأي شكل من الأشكال، وتذكر أنه كلما بذلت مجهودا في البحث عن نقاط الالتقاء مع من حولك والبناء عليها لتصبح أرضا كلما أصبحت أقوى.