أسامة شلش
أسامة شلش


يوميات الاخبار

كنز اسمه المصريون

أسامة شلش

الأحد، 06 فبراير 2022 - 07:27 م

ما أحلى ذلك الكنز الذى اسمه المصريون إنهم يصنعون المعجزات ويحققون المستحيل

الفرحة حلوة، والله عليك يا مصر، الله على ولادك، ولاد الصعب قاهرى المستحيلات ليحققوا الانتصارات، تحية لكل مصرى يرسم الفرحة على الشفاه، وما احلى تلك الفرحة التى عشناها مع منتخبنا القومى لكرة القدم وهو يحقق الفوز من مباراة لأخرى فى البطولة الافريقية متحديا كل الظروف ومؤكدا روعة الكنز اللى اسمه المصريين كما كانت تتغنى ياسمين الخيام. تابعت المباريات من بدايتها امام نيجيريا حيث كانت الخسارة المفاجئة، ثم ما تحقق بعد ذلك من انتصارات على غينيا والسودان ثم كوت ديفوار ثم المغرب حتى الكاميرون التى اوصلنا الفوز عليها للنهائى، اجلس امام التليفزيون احمل علم مصر الكبير ومع مجريات اللعب اتفاعل وانا اردد الاناشيد الحماسية وادعو الله ان ينصر مصر بلدى وفى كل مرة بعد الانتصار اردد ما يتمناه المصريون «الثامنة يا رجالة» وبمجرد وصولنا للنهائى تداعت الذكريات امام عينى سرحت وامام عينى امنية ان يحمل محمد صلاح كأس البطولة التى عن جدارة نستحقها.
انا عشت فرحة الانتصار عامى ٢٠٠٨و٢٠١٠ بعد ان فاز فريقنا القومى على الكاميرون فى الاولى فى البطولة التى كانت بغانا 0/1 بهدف تريكة، وفى الثانية كان الفوز ايضا خارج الديار على غانا فى انجولا فى النهائى بهدف جدو، ذهبت لتغطية عودة المنتخب فى المرتين بحكم عملى مديرا لمكتب الاخبار بالمطار، افترشت الجماهير طريق المطار منذ اللحظة التى اطلق فيها حكما المباراتين صافرة النهاية انتظارا لعودة المنتخب قضوا الليل انتظارا للوصول رغم برودة الجو، حالة من البهجة والفرح وهم يرفعون اعلام مصر ولم تنقطع هتافاتهم ولا اصوات المزامير والطبول، وزعنا انفسنا للتغطية: البعض مع الجماهير، والبعض الآخر فى المطار لإجراء الحوارات مع البعثة واللاعبين، لحظة رائعة، فاللاعبون أدلوا بتصاريح بعد المباراتين فى ارض الملعب ولكن لحظات استقبال الجمهور المصرى لهم لها «طعمها» الخاص حاجة ثانية خالص.. لم يكن هناك موضع لقدم حول المطار، الجماهير اغلقت كل الطرق واعتلت الاسوار والسيارات التى جعل منها اصحابها استديوهات لإذاعة الاناشيد الوطنية والحماسية، الأعلام فى يد كل فرد واللافتات تحمل اسماء النوادى والمحافظات من الاسكندرية حتى اسوان.
تصل الطائرة وعلى سلمها بمجرد فتح الباب يرفع الكابتن الكأس وتدوى الهتافات باسم مصر ثم كانت الفرحة داخل الصالة يطوق الورد اعناق اللاعبين ويستقبلهم كبار المسئولين وسط عدسات المصورين واجهزة الاعلام المصرية والعالمية داخل صالة كبار الزوار، ثم جاء الخروج الذى تم بصعوبة بالغة لاحتشاد الجماهير على اسوار الصالة، داخل الاتوبيس تجمع اللاعبون وببطء شديد بدأ فى التحرك لوسط البلد بعد ان وضع الكأس فى مقدمة الاتوبيس.
فى المرة الثانية قدمت الطائرة من انجولا وتم الإعداد لوصولها فى الصباح للصالة الرئاسية حيث سيستقبلهم الرئيس حسنى مبارك خارج اسوار الصالة تجمع الآلاف فى مشهد رائع سدوا الطرق ورفعوا الاعلام وهم يرددون الاناشيد، الفرحة تعلو الوجوه صورة رائعة لتكريم من رفعوا اسم مصر، المشهد تداعى امام عينى بعد الفوز على الكاميرون وتمنيت ان اعاود الذهاب ان شاء الله للمطار لاستقبال الفريق القومى، وليس غريبا على المصريين ان يرددوا بكل قوة «الثامنة يا رجالة» بكل الثقة والدعم بعزيمتنا وإرادتنا ولا مانع ان نحلم بالثامنة والتاسعة والعاشرة.
تحيا مصر والموهوبين
مرحبا واهلا بفصول تحيا مصر التى اعلن عن تشكيلها بالتعاون بين مؤسسة تحيا مصر ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى لاكتشاف المواهب.
طبعا هى فرصة لاكتشاف «الجواهر» من الموهوبين وما اكثرها فى بلادنا، فقط هى تحتاج الى التنقيب عنها بعين فاحص خبير، «لآلئ» فى كل انحاء مصر فى كل المحافظات وحين نجدها او نجدهم نكون حققنا انجازا نهديه لمصر.
الحكاية هى ذلك البروتوكول الذى وقعته مؤسسة «حياة كريمة» تلك المؤسسة الفاعلة التى تمد يدها لتشارك فى كل المشروعات القومية والإنسانية تقدم الدعم والمساعدة بسخاء فى كل المبادرات التى تستهدف خدمة الناس خاصة الفقراء، استوقفنى ما تم إعلانه عن التعاون بين المؤسسة ووزارة التربية والتعليم للكشف عن المواهب، ما اعلنته آية عمر رئيس مجلس امناء المبادرة بعد توقيع بروتوكول التعاون المشترك من ان الهدف من البروتوكول هو وضع وتنفيذ برنامج يعمل على اكتشاف ورعاية وتبنى المواهب بالقرى والنجوع والمحافظات التى تصل اليها تحيا مصر، ووفقا للبروتوكول ستقوم المبادرة بتقديم الدعم المادى للطلاب فى كافة المراحل التعليمية من خلال الموارد المتاحة لمؤسسة تحيا مصر من خلال خطة طموح تستهدف اكتشاف ورعاية الموهوبين داخل المدارس فى القرى التى تصل اليها المبادرة، ويتم تحديد الموهوبين من خلال قاعدة بيانات دقيقة توفرها الوزارة لهؤلاء الطلاب المحتاجين للدعم، كما يشمل ذلك إعداد الكوادر التى ستتولى الإشراف على فصول حياة كريمة التى سيتم تخصيصها لرعاية المواهب المكتشفة.
الفصول قطعا فرصة ذهبية خاصة أنها لا تتركز على منطقة دون اخرى بل ستغطى كل منطقة فى مصر بحثا عن اصحاب المواهب بين طلاب مصر كلهم، البحث عن المواهب ليس بالشيء السهل هى مهمة شاقة النجاح فيها يحتاج لعين فاحصة كالجواهرجى تنتقى وبدون مجاملة فى كل المجالات.
السكة الحديد
فى صيف ١٩٧٩ كنت فى زيارة لسويسرا ودعانى صديق لزيارته فى ضاحية لوزان التى تبعد عن جنيف بساعة زمن.
ركبت القطار الفاخر الذى قطع الطريق بين السهول والوديان رائعة الجمال، وسط هذا الجو وداخل القطار الرائع الشكل فى نظافته وشياكته ودقة مواعيده وخدمته الممتازة عدت بذاكرتى لقطار المناشى الذى يربط بلدنا كوم حمادة بالقاهرة وتمنيت ان يكون فى بلدى مثل هذا القطار، وتمر السنون وخلالها رأيت بعينى تدهور حال السكة الحديد فى بلدى حتى اطلق عليها البعض السكة الحضيض، سنوات عديدة مرت تسوء من سيئ لأسوأ وتعددت كوارثها حتى اعطى الرئيس السيسى اشارة اصلاحها جذريا بخطط كثيرة تضمن اداء الخدمة بصورة مميزة. خلال العام الماضى ما حدث فى قطاع السكة الحديد شيء مذهل، التطوير والإحلال والتجديد شمل كل شيء فى الهيئة القطارات والجرارات والمزلقانات والطرق والإشارات حتى القضبان، ما يحدث كان حلما بعد سنوات من الإهمال يبهرك فى الامر ما اعلنه وزير النقل الفريق المهندس كامل الوزير من انه لن يجرى على قضبان السكة الحديد بنهاية شهر ديسمبر الماضى الا القطارات الجديدة عربات وجرارات او العربات التى تم تجديدها بالورش المصرية وما سيتم استكماله لتنتقل سكة حديد مصر للعالمية.. الامر على ارض الواقع يؤكد أن الدولة لا تدخر جهدا فى سبيل راحة المواطن وخدمته، تخيلوا بالورقة والقلم هناك ٩٠٠ رحلة قطار يوميا.
اخر ما اطلقته السكة الحديد هو توفير خدمة القطار المكيف على قطارات الدرجة الثالثة لطول المسافة خاصة على خط الصعيد، وما يجرى التخطيط له هو بحث التحصيل النقدى المسبق مع عدد من الشركات المتخصصة للحصول على تذاكر السفر من خلال ماكينات الدفع الالكترونى لتيسير استخراجها والقضاء على الطوابير.
ولكن هناك من الامور البعيدة عن التطور والمعدات والاجهزة تتمثل فى السلوكيات من الجماهير ومن بعض العاملين انفسهم، فقد احزننى ما اعلنه الوزير من ان هناك اعتداءات تتم من بعض الصبية بقذف القطارات خاصة على خط الصعيد بالطوب مما يؤدى الى كسر الزجاج وتعريض القطارات والركاب للخطر، وهو امر يحتاج لوقفة حازمة، ولا يقول احد ان الامر فردى او صبيانى ولكنه متعلق ونابع من بيئة غير سوية، كذلك ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعى من صور على انتشار الباعة الجائلين على القطار الروسى المتجة لسوهاج، العيب هنا يرجع الى إهمال الرقابة من قبل مشرفى المحطات الذين يسمحون بتسرب هؤلاء للقطارات ويسيئون للهيئة، اما شكوى الناس من معاملة بعض المفتشين والكمسارية بعنف مع الركاب فهو امر يحتاج لعلاج.
ذكريات الغرفة ٩٣٢
اسعدنى جدا خبر الوصول الى عقار للعلاج او وقف تداعيات كورونا ومشتقاتها واسعدنى اكثر تصريح الدكتور عوض تاج الدين من ان الكورونا ستنحسر قريبا فى اعداد المصابين او الوفيات رغم ان حال الواقع يقول غير ذلك.
تجربة الكورونا صعبة للغاية وعلى رأى المثل اسأل مجرب، تجربة قاسية لمن خاضها مجبرا وكتبت له السلامة والشفاء ومأساة التجربة هو معايشتها وآثارها بعد الشفاء.
عشت اياما صعبة داخل الغرفة ٩٣٢ بالمستشفى، دخلت وانا شبه لا أستطيع ان أتنفس وصعوبة فى التنفس والكحة وكتمة الصدر، خضعت للعشرات من الأشعات والتحليلات والمسحات التى كانت تصدمنى بإيجابياتها الدائمة.
لم ار على مدى ١٨ يوما كاملة فى غرفتى بالدور التاسع الا وجوه الدكاترة والممرضين من خلف الاقنعة ولم اشاهد الا الإبر وخراطيم المحاليل والمشاوير بين الغرفة وغرف الاشعة.
الحياة داخل الغرفة المغلقة برغم انها كانت تشاهد النيل فى مشهد جميل الا انها كانت اشبه بالسجن، شعورك بأنك فى حجرة مخصصة لعلاج ذلك المرض اللعين، وعلى سرير سبقك اليه آخرون منهم من شفى ومنهم من رحل عن الدنيا.
شيء قاتل بجانب انك فى عنبر عزل فى دور كامل به عشرات المرضى بالكورونا ارتبط بالسرير بخراطيم الاكسجين وبتعليمات مشددة اياك تخلعها حتى فى ذهابك للحمام. مرت الايام صعبة حتى جاء الدكتور حسام حسنى ليقول لى يمكنك استكمال العلاج فى البيت بلا إهمال!
بصراحة ما أراه فى الشارع شيء محزن فلا التزام ولا امان للمرض والناس ودن من طين وأخرى من عجين واللى يغيظ لما واحد من غير كمامة يقولك خليها على الله!!

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة