صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أزواج لكن «غرباء»

جودت عيد

الخميس، 10 فبراير 2022 - 05:23 م

حضرت الفتاة الجميلة إلى محكمة الأسرة بمصر الجديدة بصحبة أبيها ومحاميها لتكشف سبب طلبها الخلع من زوجها بعد ٤سنوات زواج .
لم تنتظر كثيرا أمام القاعة، مع انطلاق موعد الحادية عشرة صباحا انعقدت الجلسة.. بعدها بدقائق نادى القاضى على الزوجة وطلب منها شرح أسباب دعواها.

قالت «سيدى القاضى كل ما أريد أن أقوله إننى أعيش وزوجى غرباء تحت سقف واحد ، لا يربطنا مع بعض سوى موعد الطعام ووقت العلاقة الزوجية ، غير ذلك هو يعيش فى عالمه الخاص وأنا اخترت مجبرة أن أعيش فى عالمى كذلك.

لا أنكر أن الحب بيننا قبل الزواج كان حديث الجميع ، شاب ذو تعليم عال ومثقف ومن أسرة ميسورة ،وفتاة جميلة وذات خلق ومن أسرة ميسورة أيضا ، التقينا معا بترتيب العائلة ، وعشنا قصة حب جميلة تكللت أخيرا بالزواج.

لكن الأمور لم تسر كما تمنيت.. تخلل الفتور علاقتنا ، لم نرزق بأطفال رغم زواجنا منذ 4 سنوات ،وهذا الأمر لا يقلقنى لأن الله هو الذى يهب الأبناء وهو الذى يجعل من يشاء عقيما ، كما أن تقارير الأطباء أكدت أنه لا مانع لحدوث الحمل.

اقرأ أيضاً | احتفالاً بعيد الحب.. أحمد داود وعلا رشدي ضيفا إذاعة "نجوم أف.إم" غدا

رغم ذلك فإن حياتى مع زوجى تباعدت كثيرا سيدى القاضى، أصبح بيننا حاجز صنعته التكنولوجيا بأساليبها المختلفة ، فهو يقضى معظم يومه فى العمل ثم يعود ليلقى ببصره على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف، حتى ساعات متأخرة من الليل ، بعدها ينام ويستيقظ فى العاشرة صباحا ليذهب كعادته للعمل وهكذا طوال أيام الأسبوع .

حاولت كثيرا الحديث معه، طلبت منه أن يشاركنى حياتى ولا يتركنى كقطعة ديكور فى المنزل، لكنه كان يكتفى بالإيماء برأسه بالموافقة، ثم يعود لعادته، حتى اقتنعت إنه لا حل معه ،واننى يجب مجبرة أن أعيش حياتى الخاصة إلى أن يرزقنى الله بطفل يعوضنى عن جحود زوجى.
مرت الأيام ونحن على هذه الحالة، اتخذت من الهاتف صديقا وبدأت أقضى معظم وقتى فى البيت للحديث مع أصحابى ومتابعة كل ماهو جديد على السوشيال ميديا.. حتى بعدت المسافات بيننا، وأصبحنا غرباء لا نلتقى إلا عند الطعام.

اكتشفت منذ أيام سيدى القاضى رسالة غامضة أرسلها زوجى إلى صديقة له.. أخبرها خلالها إنه غير سعيد بالزواج بى ، وأنه ليس الشخص الذى يتحمل المسئولية ،وأن حياة العزوبية أصبحت تراوده من جديد.
لم تقف الرسالة عند ذلك فقط، بل إن زوجى حمد الله على عدم رزقه بطفل حتى الآن ،واعتبرها اشارة إلى عدم استكمال حياته الزوجية والعودة إلى العزوبية دون أن يتم تقييده بأحد

لا أنكر سيدى القاضى إن هذه الرسالة كانت منذ عامين ، ويشاء القدر أن اقرأها اليوم ، وأعرف حقيقة هذا الصمت الرهيب والجحود الذى يعاملنى به زوجى منذ زواجنا حتى الآن .
لم أتحمل كثيرا ،واجهته بهذه الرسالة ، أكد صحتها وإنه كتبها فى وقت كان الضغط عليه كثيرا ،واليوم هو سعيد معى ولا يفكر فى الانفصال والعودة للعزوبية كما كان يحلم « .
حقيقة لم أصدق زوجى ، طلبت منه الطلاق لكنه كعادته لم يجب ، تركت البيت وذهبت إلى منزل أبى ، مكثت أشهر هناك ولم يكلف نفسه بالاتصال بى ، او الرد على طلبى بالطلاق.

لم يحاول سيدى القاضى التقرب مني، بل انه تجاهلنى تماما، حتى فوجئت برسالة منه إلى هاتفي، يخبرنى انه لن يطلقني، وإذا أردت الطلاق على التنازل عن كل حقوقي.

اخبرته اننى لست فى حاجة إلى حقوق، لكن لقب رجل مخلوع يليق بك.. لذلك حضرت هنا طالبة خلع هذا الزوج الذى لم يشعرنى فى يوم من الأيام أننى زوجة.
انتهى القاضى من سماع الزوجة وبعد مداولة القضية أكثر من جلسة.. أصدر حكمه بخلع الزوج.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة