آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

مبدع بدرجة مقاتل!

آمال عثمان

الجمعة، 11 فبراير 2022 - 07:57 م

يعمل فى هدوء وصمت، ويتحمل المسئولية دون ضجيج، يجمع بين التواضع والبساطة، والجدية والإنجاز، ويعطى دون أن ينتظر كلمة شكر، ولِمَ لا، أليست هى معشوقته التى أحبها منذ طفولته، ولم يكن يعرف وقتها أن مستقبله ونجاحه مرتبط بها، وأنها ستظل عشقه الأكبر طوال سنوات عمره التى أبدع فيها صور أفلام، صنعت اسم مدير التصوير الكبير محمود عبد السميع، أول مصور سينمائى يحمل كاميرا ويذهب إلى الجبهة فى حرب الاستنزاف، ليوثق المعارك التى تدور هناك، ويسجل حياة الجنود داخل «الدوشم» تحت الأرض على الإضاءة الطبيعية، لذا حينما شاهد الناقد الراحل سمير فريد فيلمه «مدفع 8» قال عنه: المصور الذى صور فيلمه على عود الكبريت!


ولم يتوقف عطاء محمود عبد السميع للسينما على تصوير روائع السينما التى أبدعتها كاميرته، وإنما هذا العاشق المتيم بالفن السابع أسس مع مجموعة من كبار النقاد والسينمائيين جمعية الفيلم، التى لعبت دوراً كبيراً فى نشر الثقافة السينمائية، وتشجيع المبدعين فى مختلف التخصصات السينمائية، من خلال مهرجانها الذى يعد أحد أقدم وأهم المهرجانات المصرية، واستمر المهرجان الذى يرأسه محمود عبد السميع على مدار 48 عاماً دون توقف، منذ تأسيسه عام 1975، بينما تم تأجيله مرتين، الأولى بسبب ثورة 25 يناير، والعام الماضى بسبب جائحة كورونا، وأقيمت الدورتان معاً، وهذا العام أضيف بند ينص على مشاركة الأفلام التى عرضت على المنصات الرقمية التى ظهرت كوسيط جديد، كما استحدثت جائزة أفضل فيلم عربى عرض فى دار العرض المصرية.


وقد سعدت بمشاركتى هذا العام فى لجنة التحكيم التى رأسها السيناريست الكبير بشير الديك، وضمن كوكبة رائعة من السينمائيين والنقاد من مختلف الأجيال والتخصصات، لمنح جوائز أفلام العامين السابقين، واستطيع القول بكل أريحية إن مستوى الإنتاج السينمائى العام الماضى عكس المستوى التقنى المتميز الذى وصلت إليه صناعة السينما فى مصر، فى الوقت الذى عبّر عن أزمة حقيقية على مستوى الموضوعات والأفكار السينمائية، التى لا تتناسب مع النقلة النوعية المبهرة على مستوى الصورة السينمائية، حيث كشف عن قليل من الفكر، وكثير من الإبهار!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة