ألمظ
ألمظ


«ألمظ».. دعاها الخديوي للغناء فـ«رتلت القرآن» داخل القصر

أيمن نسيم

الإثنين، 14 فبراير 2022 - 04:00 م

في درب سعادة بمنطقة باب الخلق بالقاهرة ولدت الشيخة سكينة؛ حيث كان والدها يهتم بتربية الإناث تربية دينية وأخلاقية فأحضر شيخا يعلمهن القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، واكتشفت منذ حداثة سنها صوتها الجميل وخفة الروح وسرعة البديهة فدرست تجويد القرآن، وكانت تجوده بصوت نال الإعجاب الكبير من سكان الحي.

لكن فجأة توفي والدها وأصبحت يتيمة ولا مورد للأسرة فنصحت بأن تعمل مع عمال البناء تغني لهم وهم يعملون، وذاع صيتها فاحترفت الغناء والتحقت بفرقة أشهر المطربات في ذلك الوقت وهي «ساكنة بك».

وكانت ساكنة مطربة قديرة تغني في بيوت الكبراء والأمراء، بل والمطربة الخاصة للخديوي إسماعيل الذي منحها وشاحا ولقب «بك»، وبالفعل بدأت سكينة تغني في الفرقة فقامت أستاذتها ساكنة التي دبت الغيرة في قلبها بمحاربتها لمنعها من الظهور معها.

هنا قررت سكينة أن تكوّن تختا خاصا بها وبدأت تنافس ساكنة بك، وذاعت شهرتها وذات يوم استمع إليها الخديوى إسماعيل فهام بصوتها وطلب الاستماع إليها في سراياه بعابدين، فقال لها: صوتك ليس عاديا ولكنه ألماظ ثم سألها عن اسمها.. فقالت سكينة.. فقال لها أنت من اليوم اسمك «ألمظ» من الألماظ «الألماس».

اختفت شهرة ساكنة وأصبحت ألمظ هي مطربة مصر الأولى ومعها عبده الحامولي «المطرب الأول»، وكان كبار القوم يستعينون بالحامولي وألمظ في أفراحهم واشتهرت هي بالدور الخالد «روحي وروحك في امتزاج»، واشتهر عبده الحامولي بدور «الله يصون دولة حسنك».

تزوجها عبده الحامولي ومنعها من الغناء، وخلال فترة المنع أراد الخديوي أن يستمع إليها في القصر بعد أن فشل في أن يجد صوتا نسائيا يعوض غيابها، فطلب من الحامولي أن تغني له فدعاها إلى قصره وبدلا من أن تغني رتلت بعض آيات القرآن الكريم، فعلق الخديوي قائلا للحامولي: «ربنا يبارك لك فيها».

ظلت ألمظ حبيسة المنزل تقرأ القرآن إلى أن اختارها الله إلى جواره وهي شابة سنة 1897 وأمر الخديوي أن تمر جنازتها أمام القصر ليلقى عليها نظرة الوداع، وقد رثاها الحامولي بعد وفاتها لشدة حبه لها.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة