الزعيم مصطفى كامل
الزعيم مصطفى كامل


كنوز| في ذكرى رحيله.. هل كان مصطفى كامل ضد تحرير المرأة ؟!

عاطف النمر

الأربعاء، 16 فبراير 2022 - 06:13 م

 عندما نحيى الذكرى 114 لرحيل الزعيم الوطنى مصطفى كامل الذى رحل عن الدنيا فى العاشر من فبراير عام 1908، يقفز أمامنا السؤال المحير: لماذا هاجم الزعيم الليبرالى مصطفى كامل كتاب قاسم أمين «تحرير المرأة» وسخر جريدة اللواء التى تتحدث بلسان الحزب الوطنى للنيل منه، فهل كان مصطفى كامل ضد السفور، وهل كان عدوا لتحرير المرأة كما ورد فى الكثير من الكتابات التاريخية؟. 


 فى البداية نشير إلى المقال الذى نشره مصطفى كامل فى جريدة «اللواء» بتاريخ 31 يناير1901 الذى يعارض فيه قاسم أمين فى دعوته إلى «السفور» فقال: «أقول بكل صراحة غير خائف فى الحق لومة لائم، إنى زرت أوربا المرات العديدة ودرست أحوال المرأة الغربية فى كل طبقات الهيئة الاجتماعية دراسة دقيقة خالية من الغرض والأهواء فرأيت أن الحرية المطلقة أفسدت على المرأة علومها وآدابها ومحت كثيراً من الأخلاق الفاضلة. 


 إن بلاد أمريكا التى أخذها قاسم بك أمين قاعدة لحكمه وقياسه تخالف بلادنا مخالفة تامة فى الأخلاق والعوائد. ذلك فضلا عن أن بعض أنصار رفع الحجاب يقولون إن حرية النساء بما فيها من المضار حتى الزنا خير من الحجاب المصحوب بالفضيلة القهرية، وهو ما لا أراه أبدا، فإنه خير لرجل يشعر أن يموت ويدفن من أن يرى من أهله أو من بيته امرأة تزنى ولو كانت بهجة العلم وحليته، وعندى أن حرية المرأة لا تكون فى مأمن من كل خطر وضرر إلا إذا اجتمعت شروط ثلاثة: كمال وأدب عند النساء، وتعليم وتهذيب عند الرجال، وحكومة شديدة الشكيمة فى المحافظة على الآداب العامة، ومحال أن تجتمع هذه الشروط الأن فى مصر. 


 ويوضح الكاتب الكبير صلاح عيسى فى مقال بعنوان «الخيط الرفيع بين الحداثة والتقدم» أنه دهش من الحملة العنيفة التى شنتها جريدة «اللواء» ضد كتاب قاسم أمين الذى كان يطالب بالحد الأدنى لحقوق المرأة فى التعليم الابتدائى والخروج للعمل فى حالة الضرورة، فكيف يتهم قاسم أمين بالمروق من الدين؟!


 ويقول صلاح عيسى إن المدهش فى الأمر أن مصطفى كامل درس فى المدارس المدنية ومدرسة الحقوق الفرنسية، ويكاد يكون أول مفكر ليبرالى يطالب بحكومة ديمقراطية، فكان بديهيا أن يدافع عن تحرير المرأة، لكن المثير للغرابة هو موقف مصطفى كامل من قضية زواج الشيخ على يوسف من السيدة صفية السادات، كان الشيخ يصدر جريدة «المؤيد» اليومية ويرأس حزب الإصلاح.

وخطب ابنة السيد عبد الخالق السادات نقيب الأشراف، ولما رفض الأب عقد القران تزوجها من دون علمه، فأقام ضدهما دعوى طالب فيها بالتفريق، وقالت عريضة الدعوى إنه يعمل فى مهنة من أحقر المهن التى تنشر عورات الناس وتسبهم وهى مهنة «الجورنالجية»، ومع أن مصطفى كامل نفسه كان ينتمى إلى أسرة متوسطة وكان هو الآخر «جورنالجيا» فقد ساند السيد السادات ضد الشيخ على يوسف.

وعندما صدر الحكم بالتفريق تلقفه مصطفى كامل الحكم بشماتة بالغة، وفسر المؤرخ محمد شفيق غربال الأمر حين قال إن مصطفى كامل كان يركز على أن لمصر عدوا واحدا، هو الاحتلال، ومقصدا واحدا هو الجلاء، لذلك ركز همه فى هذا الخطر الرئيسى، ولهذا نفض يده من كتاب قاسم أمين، حتى لا ينفض الناس عن دعوته، وهذا ما يفسره موقفه من قضية زواج الشيخ على يوسف.

وينتهى الكاتب صلاح عيسى إلى أن مصطفى كامل لم يكن ضد تحرير المرأة، أو من الذين يفرقون بين الناس على أساس أحسابهم وأنسابهم، ولكنه كان يريد توحيد الناس فى مقاومة العدو الرئيسى، بدلا من الخلاف حول تحرير المرأة الذى لن يؤدى إلى استقلال مصر. 

إقرأ أيضاً|كنوز |«الأخبار» تضىء الشمعة 154 لميلاد الزعيم الخالد محمد فريد

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة