احمد ابو الغيط
احمد ابو الغيط


أبو الغيط يدعو إلى تعزيز التعاون البرلماني العربي لتلبية تطلعات الشعوب

نادر غازي- أحمد أبوهارون

الخميس، 17 فبراير 2022 - 01:19 م

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط البرلمانات العربية الى ضرورة العمل باستمرار على تعزيز التنسيق والتعاون فيما بين لمواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن القومي العربي بمختلف أبعاده والعمل على تحقيق تطلعات الشعوب العربية.

جاء ذلك في كلمته امام اعمال المؤتمر ال(32) للاتحاد البرلماني العربي الذي انطلقت اعماله الخميس  بالقاهرة.

وقال أبو الغيط، إن عالمنا العربي لازال ، يمر بمرحلة تاريخية صعبة حيث تتسع رقعة التهديدات الجيوسياسية.. وتزداد حدة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها مجتمعاتنا وحكوماتنا.
وأضاف أنه لا زال العالم العربي يواجه أطماعاً إقليمية خطيرة وسياسات توسعية وهجومية تنتهجها بعض القوى في الإقليم بغرض بسط الهيمنة والنفوذ.. وقبل ذلك كله وبعده، تظل القضية الفلسطينية هماً عربياً نحمله جميعاً ونضطلع بمسئوليته.

ونبه ابو الغيط الى أن السلام والاستقرار والأمن لن يتحقق في هذه المنطقة من العالم، سوى بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت الى ما يمر به هذا الصراع الطويل من تغيرات مهمة تستحق الوقوف عندها.. فلم يعد الحديث عن عنصرية الاحتلال وانتهاجه سياسة التطهير العرقي اتهاماً غريباً على الأسماع في العالم.. بل صارت هناك منظمات دولية، ومؤسسات أهلية، ودول وحكومات.. تُعبر بوضوح عن رأيها في الاحتلال الإسرائيلي باعتباره تجسيداً لعنصرية مقيتة مضى عليها الزمن.. وحالة شاذة من ممارسة التطهير العرقي الذي تجاوزه العالم، ورفضته الحضارة الإنسانية. والحقيقة أن النضال من أجل القضية الفلسطينية.. ومن أجل الحق الفلسطيني.. صار يدور على جبهاتٍ مختلفة، وبوسائل متعددة.

وقال إن الشعب الفلسطيني بصموده على أرضه، وتمسكه بحقوقه، وفضحه لممارسات الاحتلال العنصرية يمنحنا أسلحة مهمة في معركتنا من أجل كسب الرأي العام العالمي لصالح قضيتنا العادلة.. باعتبارها قضية سياسية وإنسانية على حدٍ سواء.. وعلينا أن نطور من أدواتنا وأساليبنا في مخاطبة المجتمع المدني عبر العالم.. وعلى نحوٍ يفضح الواقع اليومي للفلسطينيين تحت الاحتلال.. وهو واقع مؤلم لكل أصحاب الضمير، ومخزٍ لكل من يعتبرون عصرنا هو عصر حقوق الإنسان.

واوضح أن للبرلمانات العربية، وما تمارسه من مهامٍ دبلوماسية مختلفة دوراً أساسياً في هذه المعركة .. فرسالتنا لا ينبغي أن تصل للحكومات وحدها، وإنما للشعوب وممثلي الشعوب.. ويتعين أن تكون هذه الرسالة مؤثرة ونافذة.. وأن تستند في تفاصيلها على المعلومات الصحيحة، والمتابعة الدقيقة لما يجري على الأرض الفلسطينية المحتلة... ويتعين كذلك أن تكون رسالتنا موحدة ومتسقة، وبحيث تُحدِث الأثر المطلوب، بالتراكم ومواصلة العمل مع البرلمانات في مختلف دول العالم، وبخاصة في عواصم التأثير والقرار الدولي.

واضاف ابو الغيط ان التهديد الأكبر الذي يواجه منطقتنا لازال يتمثل فيما تعرضت له بعض الدول العربية من أزمات طاحنة مزقت نسيجها الوطني، وعصفت بمؤسساتها واستقرارها السياسي فالجراح ما زالت مفتوحة ونازفة في سوريا وليبيا واليمن... وما زالت التسوية السياسية للأزمات في هذه الدول تواجه تحديات صعبة، خاصة مع كثافة التدخلات الدولية والإقليمية فيها.. وغني عن البيان أن هذه الصراعات الممتدة تؤثر على الكيان العربي بأكمله.. وتُلقي بظلالها على الاستقرار الإقليمي بما تفرزه من مُشكلات أمنية وإنسانية، واضطرابات اقتصادية واجتماعية.

ولفت الى إن استمرار الأزمات يُمثل بيئة مثالية لاستفحال مخاطر الإرهاب والتطرف، فضلاً عن انتشار الميلشيات والجماعات المسلحة.. وقد رأينا ما أقدمت عليه ميلشيا الحوثي مؤخراً من استهداف جبان لأهداف مدنية في الإمارات العربية المتحدة بالصواريخ والمسيرات.. وإننا ندين، بأشد العبارات، هذه الأعمال الإرهابية سواء في مواجهة الإمارات أو المملكة العربية السعودية.. ونؤكد أن هذه الميلشيا، ومن يقف وراءها ويمدها بالسلاح والتأييد السياسي، إنما تُمثل تهديداً خطيراً على الأمن الإقليمي، بل وعلى سلامة الممرات البحرية، بحكم الموقع الاستراتيجي الذي تحتله اليمن على البحر الأحمر.

أما فيما يتعلق بالإرهاب.. فأكد ابو الغيط أن الحرب عليه تُمثل جهداً متواصلاً وعملاً متراكماً.. لا ينبغي أن يتوانى أو يتراجع طالما ظلت هذه الآفة الخطيرة كامنة في بعض العقول للأسف.. ومن المهم أن تظل البرلمانات العربية في طليعة الجهد الذي تباشره دولنا وحكوماتنا من أجل التحذير من خطر هذه الظاهرة الإجرامية على تماسك المجتمعات واستقرارها، وعلى جهود التنمية واستمرارها... فصوتكم هو في النهاية صوت الشعوب العربية التي ترفض أغلبيتها الكاسحة ممارسة العنف باسم الدين، وتتبرأ من قتل الإنسان أو تخريب العمران.

وخاطب البرلمانات العربية إن شعوبنا العربية تعوّل عليكم في تعزيز التعاون البرلماني باعتباره محوراً جوهرياً في التضامن العربي... كما تتطلع إلى رؤية عمل ممثلي البرلمانات العربية على مستوى طموحاتها في تبني قضايا المواطن العربي.

اقرأ أيضا: انطلاق فعاليات اليوم الثالث من مؤتمر الأسبوع العربي للتنمية المستدامة

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة