الجمعة، 18 فبراير 2022 - 07:12 م

بداية لابد ان نتفق أن الأفلام السينمائية فى أى مكان فى العالم لا تمثل الدول التى تنتج فيها هذه الافلام، بل أن أى فيلم يمثل صُناعه من مخرجين ومؤلفين وممثلين ومنتجين كأفراد أو شركات، ولا يمثل الدولة التى ينتمى إليها هؤلاء الصُناع، فأى عمل سينمائى عبارة عن افكار ورؤى وقناعات لصُناعه وبالتالى ما يطرحه هذا العمل من أفكار، لا يمكن اعتباره يمثل الدولة التى ينتمى اليها هذا الصانع أللهم إلا اذا تصدت هذه الدولة - أى دولة - وقامت بتوجيه وانتاج افلام من خلال مؤسسات رسمية لطرح أفكار معينة تريد الترويج لها فى هذه الحالة يصبح العمل الدرامى يمثل الدولة المنتجة له، أقول هذا بمناسبة حالة الجدل التى اثارها فيلم «بشتقلك ساعات» والذى عرض فى مهرجان برلين السينمائى فى دورته الأخيرة التى اختتمت قبل أيام، فهذا الفيلم انتاج مشترك بين عدد من الفنانين الذين يحملون الجنسية المصرية واللبنانية والالمانية، وليس انتاج مصر ولبنان وألمانيا، فهو سيناريو واخراج «محمد شوقى حسن» مصرى يعيش فى المانيا منذ سنوات وبطولة سليم مراد، ونديم بحسون، ودنيا مسعود، وأحمد الجندي، وحسن ديب، وأحمد عوض الله، وريتشارد جبريال جرش، وشارك فى إنتاجه محمد شوقى حسن، وماكسيميليان هاسلبرجر، وهشام مارولد، وكريم مارولد، وبالتازار بوسمان، والفيلم يعبر عنهم كأشخاص لا يعبر عن بلدانهم الذين يحملون جنسيتها، ويتناول الفيلم أوضاع المثليين فى الوطن العربى من خلال قصة حب تجمع بين رجلين، والفيلم لم يصور فى مصر وبالتالى السيناريو لم يعرض على الرقابة على المصنفات الفنية، ولا توجد علاقة من قريب أو بعيد بين الفيلم والدولة المصرية، إلا أن أحد صُناعه يحمل الجنسية المصرية، وبالتالى لا تمتلك وزارة الثقافة المصرية ولا الرقابة على المصنفات الفنية سلطة المنع أو العرض للفيلم لانه انتاج خارج حدود الوطن، واعتقد أنه لن تسمح وزارة الثقافة بمصر ولا الرقابة على المصنفات الفنية بعرض الفيلم داخل مصر لانه يخالف كل القوانين والاعراف والتقاليد والاديان.

فى النهاية فيلم «بشتقلك ساعات» فيلم لا يمثل مصر ولا السينما المصرية، بل يمثل صاحبه الذى يعيش فى المانيا وإن كان يحمل الجنسية المصرية.