مراتي قوية ومفترية
مراتي قوية ومفترية


حياتي أصبحت جحيم بسبب تعليمات زوجتي داخل البيت

صرخة زوج أمام مكتب تسوية المنازعات: "مراتي قوية ومفترية"

أخبار الحوادث

السبت، 19 فبراير 2022 - 04:28 م

هبة عبد الرحمن
 

..الرجل والمرأة لكل منهما أدوار مختلفة مكملة للآخر داخل إطار العلاقة الزوجية، ذلك الرباط الذى قدسه وعظمه الله لما فيه من حماية للبشرية والمجتمع، فالاستقرار الاسرى لبنة لاستقرار المجتمع من خلال عاداته وتقاليده واحترام الزوجة لزوجها وتقديره وتقديس الحياة الزوجية، وتحمل الرجل مسئولية البيت فهو ربان سفينة الحياة والمسئول عنها، لكن بين الحين والآخر تظهر نماذج غريبة لزوجات يردن الخروج عن تقاليد المجتمع وعاداته، ويحاولن أخذ دور رجل البيت، ونجد عددًا من الأزواج يشتكون أمام محاكم الأسرة بأن زوجاتهم تعدين عليهم بالسب أو بألفاظ نابية أو إهانة رجولته وكرامته حتى أمام الآخرين.


السطور التالية تحمل تفاصيل عدد من القضايا من هذا النوع شهدتها محاكم الأسرة، بجانب تحليل الطب النفسي والعلاقات الأسرية، لمثل هذه القضايا.

وقفت الزوجة امام محكمة اسرة الجيزة تطلب الطلاق للضرر من زوجها الاربعينى، وطالبت بعدد آخر من الدعاوى من نفقة بأنواعها ومؤخر صداق وكل حقوقها، ليفاجأ اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية بالزوج يحضر لجلسة الصلح وهموم الدنيا يحملها على عاتقيه ويقول بأسى بالغ: كان زواجنا تقليديًا وخدعتنى بصمتها وهدوئها ايام الخطوبة، وبعد الزواج اكتشفت أنها زوجة عصبية بشكل بالغ لسانها سليط وحادة الطباع، تعدت علي اكثر من مرة بالسباب ووصل الأمر إلى تعديها على امى وشقيقتى، مما جعلت اسرتى تمتنع عن زيارتي بسبب قسوتها وجبروتها¡ ابعدت كل الاهل والاصدقاء عنا، حاولت التغيير من طباعها خاصة وأن لدينا اطفال، لكن سئمت حياتى معها بسبب عصبيتها وصوتها العالى وسبابها الدائم لى حتى امام ابنائى، حتى والدها عجز عن تغييرها، مما اضطرني الى رفع يدي عليها الأمر الذي اتى بها الى هنا وطلبها الطلاق، أمام إهانتها المستمرة لي تعديت عليها مرة واحدة بالضرب، والآن ترفض أن تسامحني.


زوجتي مغرورة

وبأسى بالغ وقف الزوج «ر.ع» 39سنة موظف بإحدى الشركات الخاصة امام اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة اسرة مدينة نصر فى جلسة صلح بعد أن تقدمت ضده زوجته بدعوى خلع وقال: خدعتنى برقتها وجمالها ايام الخطوبة، احببتها وانتظرت حياة هادئة بيننا، هي تعمل فى احدى الشركات الكبرى، وبعد زواجنا بفترة قليلة حصلت زوجتى على ترقية فى عملها، وزادت من مسئولياتها ورغم تحملى لها ووقوفى بجانبها من اجل نجاحها، قابلت ذلك بجفاء وتكبر وغرور، واصبحت تتعمد التقليل من شأنى والتهكم على خاصة أمام أسرتينا، وعندما اطلب منها عدم التحدث معى بتلك الطريقة امام الناس كانت تدخل فى نوبة من العصبية التى لا تحتمل، حتى ينتهى الحال بمعركة كلامية بيننا هدفها التقليل من شأنى وإحساسى الدائم بأنى اقل منها فى الوظيفة والمرتبة الاجتماعية، سئمت الحياة معها، بدأت اتغيب لأوقات طويلة خارج البيت ولا أعود إلا على النوم، وذلك لعدم رغبتى فى تطليقها وخراب البيت من اجل الابناء، فاتهمتني بالخيانة، إلى أن فوجئت بها تطلب الخلع.


وامام محكمة اسرة الزنانيرى حضر الزوج «م.ا» 48 سنة والاسى على وجهه يرد على دعوى الطلاق التى تقدمت بها زوجته «ن» وقال مدافعًا عن نفسه: زوجتى للاسف شخصيتها صعبة وعنيدة، ومن اول يوم زواج وهي تضع قواعد لكل شيء فى حياتى، حتى ساعات نومى كانت تتحكم بها، حتى اكتشفت انها لا تريد سوى السيطرة على كل امور حياتي رغم رفضى لأسلوب حياتها، وفى آخر مشكلة بيننا واجهتها بكل عيوبها ووقفت فى وجهها وكان جزائى انها طردتنى من منزل الزوجية وخيرتنى إما أن اطلقها فى هدوء أو سوف تتقدم بدعوى امام المحكمة، اعتقدت أنها تهددنى فحسب لكن فوجئت بإنذار بدعوى قضائية ضدى، وانا لا اعرف ماذا افعل خاصة انى اعيش فى بيت امي القديم ولا اشعر براحة بعيدا عن بيتى واولادى.


قسوة الزوج

ماذا يقول الطب النفسي في الزوجة المتسلطة؟، تقول الدكتورة ايمان عبد الله استشارى الطب النفسي والعلاقات الاسرية فى هذا الصدد: هناك نوعان من الزوجات اصحاب الشخصية القوية، الاول ايجابى والثانى سلبي وهو خليط من السيطرة والتحكم وإلغاء لشخصية الزوج، وأول اسبابها تعود للزوج نفسه إما أن شخصيته مهزوزة وضعيفة امام رغباتها وطلباتها فلم يتعود أن يرفض لها طلبًا، أو أن يكون ذو شخصية سلبية بمعنى أن دوره ينحصر في الماديات فقط، ويلقي على عاتق زوجته كل المسئولية من تربية الابناء ودراستهم ومسئولية البيت بجانب خروجها للعمل فى بعض الحالات، فنجد انها أخذت دورين فى المنزل، دور الاب والام معا مما يجعل لديها صفات ذكورية خشنه، أو كما ارى فى معظم الحالات بأن الزوجة لاقت قسوة كبيرة من قبل الزوج حتى جاء وقت وانفجر الكبت بداخلها وبدأت ترد الإساءة بالإساءة.

وللاسرة والبيئة المحيطة بالزوجة أثر بالغ فى تربيتها؛ حين ترى نموذج من النساء فى حياتها يتعاملن مع أزواجهن بقوة، أو انها شخصية تعتقد فى ذاتها انها لابد أن تكون الآمر الناهى، فترى نفسها الاقوى والأذكى، وهذه الحالة تجعلها تستشهد بقوة شخصيات شاهدتها فى الدراما أو وسائل التواصل الاجتماعى والتى تدعو إلى القوة والسيطرة وهى ليست باستناره ولكن بأسلوب سلبى، كما إنها تتقمص وتقتبس سلوكيات غربية لا تتماشى مع مجتمعنا وعاداتنا.


والزوجة صاحبة الشخصية السلبية تدخل فى صدام دائم مع الزوج واهله حتى تصل إلى مرحلة انها تتحكم فى كل شيء حتى تجعل الزوج خاضعًا لها باستسلام تام، وهذه الصورة للزوجة القاسية الصعبة يرفضها المجتمع الشرقى، فلابد من الاخذ فى الاعتبار أن هناك نشء يختزن بداخله كل هذه السلوكيات من الابوين، فتكبر البنت وفي يقينها أن الرجال لابد وأن يعاملوا هكذا مثلما رأت أمها تعامل أبوها.

والحل كما تراه د.إيمان عبد الله؛ اولا أن تكون فترة الخطوبة هي بمثابة كشف لشخصية كل طرف، لابد وأن يدرك الأزواج أن الحياة الزوجية مشاركة، لا مغالبة طرف على آخر، ثالثا يجب على الزوج احتواء زوجته فأحيانًا جفاء المعاملة من الزوجة يأتي كرد فعل لقسوته تجاهها، ولابد من الاهتمام بما تقدمه الدراما من نماذج، لان هناك ازدواجية فى التفكير بين عاداتنا الشرقية والانبهار بالغرب، فالحياة الزوجية ثقافة وعدم الثقافة بأمور الزواج وحقوق كلا الزوجين يجعل هناك نماذج لا يقبل بها المجتمع كتعدى الزوجة على زوجها بالسب أو الضرب، لذلك يجب الالتحاق بدورات تدريبية قبل الزواج لتوعية الطرفين بمعنى الزواج من خلال العلم والثقافة الدينية لدور كل واحد منهما، لأن الدين يرفض هذا السلوك طالما أن الزوج غير مقصر فى واجباته فلا يحق لها أن تمارس القوة والسلوك السلبى على استقرار اسرتها.


نشوز

ويقول ياسر الدمرداش المحامى المتخصص في قضايا الأسرة: معروف إن القوامة للرجل، وبالطبع هو أمر غريب أن تكون الزوجة شخصيتها عنيفة وقاسية، وهناك بعض الازواج الذين يعانون من قسوة زوجاتهم، وليس من حل سوى أن يهجرها مؤقتًا حتى تعود لرشدها، وإن تمادت فى الإساءة إلى زوجها فيمكنه أن يطلقها، لكن لا يوجد قانون أو دعوى بعينها يمكن للزوج الذى تعامله الزوجة بهذا الشكل أن يتقدم بها، على عكس مثلا الزوجة التى يضربها زوجها أو يعاملها بقسوة فلها أن تتقدم بدعوى طلاق للضرر. 


ويتابع ياسر الدمرداش قائلا؛ وإذا كنا نتحدث عن دعوى النشوز، فالناشز لها معانى عدة منها استعلاء الزوجة على زوجها او خروجها من بيت الزوجية بدون اذنه أو عدم تلبية دعوته لها، وإذا وجد الزوج من زوجته ضرر من هذا النوع فيمكنه أن يتقدم بتلك الخطوات؛ اولا يقوم الزوج برفع دعوى طاعة لإثبات أن الاساءة من عند الزوجة وخروجها عن طاعته، ويشترط فى هذه الدعوى انها تعلن اعلانًا يقينيًا أي إعلانها بشخصها، وبعد مرور 30 يوما، إما تتقدم الزوجة باعتراض على الطاعة وتطلب الطلاق للشقاق وهنا يحاول الزوج إثبات أن الشقاق والضرر كان من طرف الزوجة، أو لا تتقدم بالاعتراض على الطاعة خلال الـ30يومًا، مما يترتب عليه أن يسقط كل حقوقها الشرعية من نفقة ونفقة متعه وعدة ومؤخر صداق، وذلك إذا ما اثبت للقاضي أن الضرر أصابه كزوج وليس الزوجة وأنها هى المتسببة فى الخلافات، هنا يحكم القاضي بالطلاق مع حرمان الزوجة من حقوقها، وعمومًا قضايا النشوز نسبتها قليلة جدا امام محاكم الأسرة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة