إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

عشق مهنته فأحببناه

إيمان راشد

الأحد، 20 فبراير 2022 - 08:01 م

اسمحوا لى اليوم أن أنعى واحدا من أعز وأحب الناس إلى قلبى.. أستاذى ومعلمى جلال دويدار الذى وافته المنية منذ ايام ذلك الإنسان الذى كان مكتبه يجاور مكتب الاستاذ المرحوم عبد السلام داوود ابى الروحى الذى كنت اتدرب على يديه فنون الصحافة منذ كنت فى السنة الاولى الجامعية ورغم وفاة هذا العظيم الا ان جلال دويدار ظل يعاملنى كابنة له يشيد بى ويعنفنى احيانا ولكن فى النهاية كان سندا لى ولجيلى ولعدة اجيال.. كان لا يقبل اهانة صحفى او التقليل من شأنه فهو مهنى ومعلم  محترم احب مهنته واحترمها فأجبر الجميع على ذلك واذكر له فى ذلك واقعتين على سبيل المثال وليس الحصر... كنت قد حصلت على خبر بالافراج عن الفنان سعيد صالح فى قضية مخدرات فى ذات اليوم رغم قرار حبسه اربعة ايام  وعرضته عليه فنظر الى متسائلا متأكدة من مصدرك فقلت نعم فقرر نشره بالصفحة الأولى...

وهاج وماج مصدر قضائى كبير بأن هذا لا يصح وانه لابد من استبدالى بزميل آخر لتغطية هذا التخصص والا فانه سيمنع عنا الأخبار وهنا غضب الاستاذ جلال وارتفع صوته بأنه هو رئيس التحرير الذى يختار من يمثل الجريدة فى اى موقع واستمرارى واضاف الأخبار لا تعاقب نحن الذين سنحجب اسمك عن النشر واذا كان الخبر غير صحيح فلترسل لى تكذيبا وسأعاقبها... وفى اليوم التالى كانت صور سعيد صالح وهو مخلى سبيله على مكتبه منذ الصباح فقرر لى مبلغا من المال مكافأة لى..


علمنا كيف تكون للصحافة الكلمة العليا طالما تحرت الحقيقة... علمنا ان نرفع رأسنا فنحن صحفيون فى جريدة الاخبار نحصل على راتبنا منها ولا ولاية لاى شخص علينا مهما كان موقعه طالما نكتب الحقيقة حتى ان الكثير اطلقوا علينا فى هذا الوقت جريدة قومية معارضة...


كنت احب فيه حياتى الصحفية اعشق ذكريات حملات قمت بها فى عصره.. ولآخر وقت كان يشيد بعملى ويمدح مقالاتى ويشجعنى... باختصار مات جزء كبير من حياتى وذكرياتى.
رحم الله استاذى وقدوتى ومعلمى جلال دويدار وغفر له واسكنه فسيح جناته وألهمنا وأسرته الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة