فلاديمير زيلينسكي
فلاديمير زيلينسكي


وسط الصراع مع روسيا.. ما هي «مذكرة بودابست» التي هدد رئيس أوكرانيا بالانسحاب منها؟

أحمد نزيه

الإثنين، 21 فبراير 2022 - 05:26 م

هدد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بحلحلة، بلاده من التزاماتها تجاه مذكرة بودابست، الموقعة قبل أقل من ثلاثة عقود، والتفكير بجدية في جعل البلاد تمتلك الأسلحة النووية.

وأعلن "زيلينسكي" أمس عن رغبته بالشروع في المشاورات ضمن إطار مذكرة بودابست، وذلك حال لم تجتمع قمة الدول المشاركة في الاتفاقية أو لم تقدم لكييف الضمانات الأمنية، مشيرًا إلى أن بلاده ستعتبر الوثيقة "باطلة".

يأتي ذلك في وقتٍ تعيش فيه أوكرانيا على صفيح ساخنٍ جراء التهديدات المزعومة حول هجومٍ روسيٍ محتملٍ في الفترة المقبلة.

ما هي مذكرة بودابست؟

ومذكرة بودابست هي معاهدة دولية للضمانات الأمنية وُقعت في 5 ديسمبر 1994 في بودابست بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وتتعلق مذكرة بودابست بنزع السلاح النووي الأوكراني مع الضمانات الأمنية لاستقلال أوكرانيا. فوفقًا للمعاهدة، تتنازل أوكرانيا عن ترسانتها النووية لروسيا، فيما تتعهد روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة باحترام استقلال أوكرانيا وسيادتها على أراضيها.

ووفقًا للمعاهدة، تلتزم البلدان الثلاثة أيضًا بحماية أوكرانيا من العدوان الخارجي وعدم توجيه عدوان عليها، وعدم وضع ضغوط اقتصادية على أوكرانيا للتأثير في سياساتها، إلى جانب عدم استخدام أي أسلحة نووية ضد أوكرانيا.

ومقابل الحصول على هذه الضمانات تنازلت أوكرانيا عن مسألة امتلاك الأسلحة النووية، بيد أنه مع تنامي الخطر الروسي بدأت أوكرانيا تبحث في دفاترها القديمة، لتمتلك من أوراق تساوم عليها في مواجهة الغزو الروسي المحتمل.

وعلى الأرض، يحتدم الوضع في دونباس، بعد تبادل السلطات الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، المعلنتين من جانب واحد، اتهامات بخرق اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.

وتدفع سلطات كييف، منذ فترة، بقوات إضافية ومعدات عسكرية ثقيلة، إلى خط التماس الفاصل بين قواتها المسلحة، والقوات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، ما يرفع من حدة التوتر القائم في منطقة "دونباس"، جنوب شرق أوكرانيا.

أوضاع متوترة واتهامات متبادلة

وتدهور الوضع في دونباس خلال الأيام الماضية، وأبلغت جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك المعلنتان من جانب واحد، عن تعرضهما للقصف مكثف من قبل القوات الأوكرانية، فيما نفت كييف تلك المزاعم، وقال الضابط المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام لوكالة "رويترز" البريطانية، "على الرغم من حقيقة أن مواقعنا تعرضت لإطلاق نار بأسلحة محظورة، منها مدفعية عيار 122 ملليمترًا، فإن القوات الأوكرانية لم تفتح النار ردًا على ذلك".

ومع ذلك، فقد تعهد الرئيس الأوكراني ، في الوقت ذاته، بأن بلاده "ستدافع عن نفسها" في مواجهة أي "غزو روسي"، حسب قوله.

ومن جهتها، ترفض روسيا، بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

وأعربت البعثة الروسية لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن استغرابها وأسفها لموقف قيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من التطورات في دونباس.

وقالت البعثة، في بيان عبر حسابها على موقع "تويتر": "فوجئنا برد فعل رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا زبيغنيو راو وممثله الخاص لشؤون أوكرانيا ميكو كينونين والأمين العام للمنظمة هيلغا شميد على الموقف في شرق أوكرانيا".

ويبني الغرب اتهاماته لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا تقول إنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت تقوم واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، تتهم موسكو الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ تصر روسيا على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.

اقرأ أيضًا: لافروف: روسيا مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية لكنها تتخذ موقف من توسع «الناتو» 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة