صورة للقصر
صورة للقصر


كنوز وأسرار قصر الضباشية بواحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد 

عبير عبدالمطلب- خالد عز الدين

الثلاثاء، 22 فبراير 2022 - 10:45 ص

تحتوى منطقة قصر الضباشية الأثرية التى تقع في واحة الخارجة على أسرار وكنوزً تعود للقرن الأول الميلادي، تظهر وتجسد الحياة اليومية في العصرين الروماني اليوناني، حيث تعتبر مركزًا دينيًا تاريخًا عند القدماء الذين سكنوا المنطقة. 

ويقع قصر الضباشية شمال واحة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، وسميت بهذا الأسم وهو أسم حديث نسبة لإحدى العائلات التي كانت تعيش في واحة الخارجة حتى الآن وهي عائلة "ضباشة".

 ويذكر لنا الدكتور محمد عبد التواب سنوسي، أن ضباشية الواحات ينتمون إلى العزبان، وهم طائفة مملوكية كانت تتولى حماية الدولية وكانوا يسمون بالعزبان لأنهم لا يتزوجون ويتفرغون لحماية الدولة.

ويعود تاريخ قصر الضباشية إلى العصر اليوناني الروماني، وهناك بعض الدراسات والأبحاث تشير إلى أنها تعود لعصور أقدم من ذلك وهناك بعض المقابر تعود للعصر البطلمي والقرن الأول قبل الميلاد.

بدأ العمل في المنطقة بشكل شخصي في بعثة أثرية عام 1993 لإكتشاف مكونات هذه المنطقة، التى تحتوى على جبانة تاريخية تضم 67 مقبرة أثرية، كما أن المنطقة كانت مسكونة بسكان الواحات قديمًا حتى عام 1950، والبعثة الأثرية نجحت عام 1996 في إكتشاف مقبرة تحمل رقم 22 من المقابر الموجود في منطقة الضباشية، وعثرت على مومياء داخل تابوت خشبي وحالة المومياء ممتازة وجيدة كما أن التابوت يحمل نقوشًا وألوانًا زاهية وكتابات من كتاب الموتى والطريق للعام الآخر وفكرة البعث والثواب والعقاب والموت عند المصري القديم، كما احتوت المقبرة تماثيل وأدوات معيشة صاحب المقبرة والذي كان أحد الأثرياء في المنطقة، كما وجد تمثال هو الأول من نوعه يمثل " ماكيت" أو تجسيد للمتوفى وأمامه مجسم لمقبرته يحرسها الإله حورس في الجوانب الأربعة للمجسم، بالإضافة إلى كميات من الحلي والأساور التي كانت تستخدمها النساء في هذا العصر وزوجة المتوفي.

اقرأ ايضا:ورش فنون تشكيلية وحكى ومناقشات بالوادى الجديد

وتعد المحتويات والكنوز والقطع الأثرية التي عثرت عليها وزارة الآثار بمنطقة الضباشية شمال واحة الخارجة، ذو أهمية غير مسبوقة، حيث على إثرها أقامت معرضًا لأول مرة متخصصًا في آثار المنطقة بمقر متحف الآثار بمدينة الخارجة، بعدما تم تجهيزه بمعدات عرض وصناديق عرض خاصة يمكن أن توضح الكنوز والقطع الأثرية التي عثرت عليها الوزارة بالمنطقة، وهى عبارة عن كميات من الحلي والأساور وأدوات الزينة التي كانت تستخدم في ذلك الوقت وجرى عرضها في أماكن عرض خاصة، حيث تعود معظم هذه المصوغات والأساور لزوجة الثري "نو سوا" صاحب المومياء في المقبرة رقم 22 بمنطقة الضباشية، إضافة إلى تمثال لزوجة المتوفي وهو تمثال نادر يجسدها وهي تجلس القرفصاء تدعوا الآلهة وتطلب منهم الرحمة، إضافة إلى وجود تماثيل ومجسمات على شكل وجوه بشرية تجسد سكان المنطقة وأصدقاء المتوفى وزوجته، ويضم المعرض أيضا ً قطع أثرية على أشكال مخروطية مختلفة كانت تمثل معيار أو مكيال معين للحبوب وغيرها يستخدمها المصري القديم كوحدات وزن أو حجم.

بجانب عرض محتويات المقبرة وهي المومياء والتابوت الخشبي والتمثال النادر والفريد من نوعه الذي عُثر عليه في المقبرة حيث تعتبر هى أول "مومياء" داخل تابوت خشبي كاملة على مستوى الواحات عثر عليها خبراء الآثار في واحة الخارجة الوادى الجديد، وتوجد المومياء بحالتها كاملة ملفوفة داخل لفائف من الكتان، وعليها كتابات عن تاريخ صاحب المقبرة إضافة إلى وجود نقوش زاهية الألوان للإلهة الفرعونية على جسم التابوت منقوشة بألوان متنوعة وجميلة ويوجد على التابوت كتابات وكلمات من كتاب "الموتى" بالإضافة إلى حكايات عن العالم الآخر والثواب والعقاب والبعث عند عقيدة المصري القديم، وعرضت المومياء أمام الجماهير والزائرين للمتحف، ليكون بذلك إضافة قوية للمتاحف الإقليمية والتي سيعرض من خلالها لأول مرة تابوت ومومياء متكاملة، حيث أن عرض مثل التوابيت والمومياوات تختص فيها المتاحف العامة الكبيرة.

ويضم المعرض أيضا ً التمثال الفريد هو للمتوفى على شكل الإله "بتاح سوكر أوزير" من العصر اليوناني الروماني وهو يجسد الملك المتوفى وفي وضع مشابه للإله "أوزوريس"، وهو تمثال بارتفاع 55 سنتيمتر وأمامه مجسم لمقبرته وعليها 4 صقور في كل من الأركان الأربعة، على هيئة الإله حورس لحماية المقبرة كما كان في معتقدات المصري القديم، ويوجد بجوار التمثال خرطوشة أو صندوق يحتوي على قلب المتوفى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة