يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

مستقبل وطن ونشأت الديهى

يوسف القعيد

الخميس، 24 فبراير 2022 - 07:07 م

عندما زرت مؤسسة "المدار" للإعلام لعمل صحفى، عُدتُ ومعى نسخة من كتاب قديم لبلدياتى الصديق نشأت الديهى.

عنوانه: مستقبل وطن المشاكل والحلول كما يراها النخبة. ورقم إيداعه يعود لسنة 2009، أى أنه سبق تأسيس حزب مستقبل وطن بسنوات. وليس فى هذا ما يُضير الطرفين، لا صاحب الكتاب ولا أصحاب الحزب.. وكتاب نشأت الديهى حوارات مع النخبة المصرية وقتها.

منهم من لا يزالون بيننا. ومنهم من رحلوا عنا.

وعندما نُدرك أن الكتاب منشور 2009، وهذا معناه أن الحوارات أُجريت فى السنوات السابقة عليها. فكل هذا جرى قبل يناير 2011، وما جرى فيه من تغييرات كبرى. بعضها خطوات للأمام وأخرى ربما كانت للخلف..

ولكن ليس هذا موضوعى بقدر ما هو الحالة النفسية التى أثارها الكتاب لدىَّ. ويكفى أن أقول أنها حوارات مع نخبة المجتمع المصرى فى ذلك الزمان البعيد. وميزة الكتاب أن غلافيه الأمامى والخلفى يحملان صوراً لمن جرت حوارات معهم.

وسأركز على الطرفين معاً.

فمن الراحلين الأستاذ هيكل، الذى احتفلنا مؤخراً بافتتاح متحفه بمكتبة الإسكندرية.

والصديق أسامة أنور عكاشة، عبقرى الدراما التليفزيونية. وفتحية العسال، صاحبة المسرحيات والدراما.

والدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق. والدكتور رفعت السعيد. والفنان الجميل نور الشريف. ومنصور حسن. وسعد الدين الشاذلى.

والشاعر فاروق جويدة.

والروائى والكاتب المسرحى محمد سلماوى. والشاعر أحمد فؤاد نجم. وسلامة أحمد سلامة. وحافظ أبو سعدة.

ووائل الإبراشى.

رحلت أجسام بعضهم، ولكن أفكارهم ما زالت تنير لنا الطريق. الكتاب 416 صفحة من القطع الكبير.

ولذلك من المستحيل تلخيص ما جاء فيه.

ولا يبقى سوى بعض الإشارات..

ولأن الكتاب مكتوب ومنشور قبل 2011، فهو يشير إلى المأزق المصرى كما لو كان بلا أمل أو محاولة للخروج على الواقع.

ولكنها رؤية بقدر تشاؤمها إلا أنها كانت واقعية فى تصويرها للأيام التى عشناها ولم نكن نتصور أن هناك مخرجا منها.

لأن طوفان 30 يونيو 2013 لم يكن قد حدث بعد..

صحيح أن الإرهاصات تجدها فيما يقال. ليس بين السطور، ولكن فى العناوين. فالتاريخ لا يقفز قفزات مفاجئة مرة واحدة دون مقدمات.

فالمقدمات تكون موجودة هنا وهناك. ولو بين السطور أو فى العناوين فقط.


يبدأ المؤلف كتابه بالتعبير عن اختفاء الابتسامة المصرية الشهيرة على أنغام قسوة الواقع ومراراته.

والتشاؤم عندما أصبح شعوراً رسمياً فى الوطن.

وعندما يكون التفاؤل سلعة نادرة يصعب تداولها داخل المجتمع.

ولا يفكر أحد فى وطن يسير بلا جدول أعمال وبلا أجندة وبدون أولويات.

كل هذا كان سائداً فى ذلك الزمان البعيد..

يعترف المؤلف أن فكرة كتابه تقوم على أساس البنيان المتكامل بعيداً عن التشدد والتحزب.

محاولة لِطَرق الأبواب من أجل الوصول لصورة مثالية لوطننا الحبيب.

محاولة لطرح أسئلة ما قبل الثورة الكبرى كما كانت موجودة فى الواقع.

أما الإجابات فلا بد أن يكون لديك الوقت لتقرأ هذا المجلد الثمين الذى يقدم لنا صورة تذكارية سبقت التحول الكبير الذى شهدته مصر فى 2013.


هل أقترح على الصديق نشأت الديهى إصدار طبعة جديدة من الكتاب المهم؟.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة