رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

إصلاح منظومة الدراسات الإعلامية

رفعت فياض

الجمعة، 25 فبراير 2022 - 06:25 م

منذ أن شرفت بعضوية لجنة الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات على مدى الدورتين السابقتين وحتى الآن، فقد اضطلعت هذه اللجنة طوال هذه الفترة بمهمة تطوير الدراسات الإعلامية فى جميع جوانبها وقامت بدراسة واقع أقسام الإعلام التربوى بكليات التربية النوعية ومخرجات هذه الأقسام وتأثيرها فى مسيرة الدراسات الإعلامية بعد حدوث تداخل خطير بين الإعلام المتخصص المختص بتدريسه كليات ومعاهد الإعلام المختلفة، وبين الإعلام التربوى المختص بتدريسه كليات التربية النوعية وله فلسفة خاصة به ليس لها علاقة بالإعلام المتخصص.

وقامت اللجنة بطرح موضوع أقسام الإعلام التربوى بكليات التربية النوعية على المشاركين فى المؤتمرات العلمية الثلاثة التى نظمتها بحضور وزير التعليم العالى وأوصت هذه المؤتمرات الثلاثة بتشكيل لجنة موسعة لدراسة واقع ومستقبل أقسام الإعلام التربوى بكليات التربية النوعية وكانت برئاسة د.هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة وكان لى شرف عضويتها.

وقد طرحت وقتها على هذه اللجنة باعتبارى معاصراً لإنشاء كليات التربية النوعية الفلسفة التى تبناها وقتها د.أحمد فتحى سرور وزير التعليم فى ذلك الوقت من أجل إنشائها بهدف توفير مدرس نوعى متخصص فى الصحافة المدرسية والإذاعة المدرسية وفى مسرحة المناهج واستخدام تكنولوجيا التعليم، والتربية الإعلامية، والتربية الفنية، والتربية الموسيقية، ولذلك تم الربط فى المناهج الدراسية بين بعض المقررات الإعلامية والجوانب التربوية مما يعنى الاختلاف الكامل بين الدراسات الإعلامية كصحافة وإذاعة وتليفزيون وبين دراسات الإعلام التربوى ولذلك لا يجوز معادلة درجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه فى الإعلام التربوى أو ما يناظرها ( دراسات الطفولة، الإعلام البيئى، معهد الدراسات الآسيوية ) بذات الدرجات التى تمنحها الأقسام والمعاهد والكليات المختصة بالدراسات الإعلامية ( صحافة وإذاعة وتليفزيون) الخاضعة للجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات.

ناقشنا كل هذا بعد أن وجدنا أن معظم أقسام الإعلام التربوى تقوم بتدريس تخصصات صحافة وإذاعة وتليفزيون وعلاقات عامة، كما أن معظم من يقوم بالتدريس غير متخصصين فى ذلك بل أنشأ بعض من هذه الكليات استديوهات إذاعية وتليفزيونية مثلها مثلما هو الحال بكليات الإعلام وبدأوا يقومون بتدريس مقررات خاصة بالخبر الصحفى والتحقيق والأحاديث والحملات الصحفية وكأنها  ليست من الأساس  كليات إعلام تربوى.

ولهذا طالبنا بضرورة إسناد الإشراف العلمى على لوائح الماجستير والدكتوراه بهذه الكليات إلى لجان القطاع المختصة بالتخصص الأساسى لها ( قطاع التربية النوعية، دراسات الطفولة، البيئة وغيرها.)  على أن تلتزم هذه المؤسسات التعليمية بفلسفة إنشائها لتجنب التداخل فى الاختصاصات العلمية. كما طالبنا بضرورة إعادة النظر فى مناهج أقسام الإعلام المشار إليها وتخصصاتها الراهنة بكليات التربية النوعية بما يعيدها إلى الفلسفة التى كانت وراء إنشائها منذ البداية منعاً للتداخل فى التخصصات، وأن تحال البحوث العلمية المقدمة من أعضاء هيئة التدريس بأقسام الإعلام التربوى وما يناظرها من أقسام غير مختصة بالدراسات الإعلامية الأساسية للترقية إلى درجتى أستاذ وأستاذ مساعد إلى اللجان العلمية الدائمة المختصة بمجالاتها العلمية الأساسية ولا تقدم للجنة العلمية الدائمة لترقية الاساتذة والأساتذة المساعدين فى تخصص الإعلام.

وقد رفعنا كل ذلك للمجلس الأعلى للجامعات لاتخاذ القرارات الإصلاحية فى هذا الشأن حتى لا تكون التخصصات الإعلامية فى مصر سمك لبن تمر هندى .. اللهم بلغنا اللهم فاشهد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة