محمود الورداني
محمود الورداني


كتابة

محمود الورداني يكتب.. هل يدخل الصحفيون الجنة ؟!

بوابة أخبار اليوم

السبت، 26 فبراير 2022 - 02:23 ص

  صدور كتاب جديد لأستاذي محمد العزبي حدث لايستحق مجرد التحية، بل يستحق الاحتفال أيضا. أمدّ الله في عُمر الأستاذ بألف لام التعريف، ومتّعه بالصحة، فهو من مواليد 1931 ، وأمضى في خدمة صاحبة الجلالة قرابة سبعة عقود متواصلة.درس أولا في طب قصر العيني، والتحق برفقة صديق عمره الراحل حمدي قنديل كصحفي تحت التمرين في مجلة آخر ساعة، وفي الوقت نفسه التحق بكلية الآداب قسم صحافة وتخرج فيها. 
وخلال العقود السبعة تنقل بين عدد كبير من الصحف، من مجلة التحرير إلى الجمهورية، كما عمل رئيسا لتحرير جريدة الأجبشيان جازيت، وتشرفت أغلب الجوائز الصحفية بالذهاب إليه. وظل لسنوات وسنوات صاحب أكثر العواميد اليومية رشاقة واستقامة ونظافة، سواء في الجمهورية، أو في المصري اليوم بعد انتهاء خدمته في الجمهورية، عندما دعاه وألح في دعوته زميلنا الراحل ياسر رزق خلال الفترة التي تولى فيها المصري اليوم، وأخيرا دعاه وألح في دعوته الزملاء في الأخبار ليكتب يومياته..
  مازال أستاذنا العزبي وقد احتفل محبوه بعيد ميلاده التسعين يواصل مهمته المقدسة: صحفي لايشق له غُبار وجورنالجي كبير ، وأحد أسطوات المهنة، مازال يُصدر كتبه، وقد أتيح لي أن أقرأ كتابين له، الأول كناسة الصحف، والثاني" الصحافة والحكم، أما الثالث والذي صدر أخيرا عن دار ريشة للنشر والتوزيع فهو" هل يدخل الصحفيون الجنة؟!"، واختار أن يضم بين صفحاته عدد كبير من عواميده الصحفية في أكثر من صحيفة خلال السنوات من 2012- 2019 .
  بالطبع ليست هذه العواميد هي كل ماكتب، بل اختار من بينها مايمكن أن يشكّل ثلاث مجموعات متصلة ومنفصلة في الوقت نفسه، لذلك سيلاحظ القارئ أنه لم يلتزم بتواريخ نشرها، بل التزم بوحدة الموضوع.
  ففي المجموعة الأولى مثلا" صاحبة الجلالة سابقا" اختار ماكتبه حول انحسار التوزيع وتهاوي الصحف ، وله كل الحق أن يتشاءم من المستقبل المحفوف بالمخاطر، لكنه يخفف تعبير التشاؤم قائلا إنه ليس متشائما بل "حزين".. ويكتب:" لاأدافع عن مهنتي، فأنا أول من يوجه له اللوم، ولاأكابر تبريرا لبعض مايكتب أو يقال، كما أنني لا أباهي بأيام زمان، فلكل عصر أوان".
  المحموعتان التاليتان هما حكايتي مع عيون بهية، وعيون مصرية. وفيهما، مثلما في المجموعة الأولى لايلتزم بموضوع أو حكاية محددة أوأحد الهموم التي نعاني منها. يملك أستاذنا جميعا تلك الخبرة الطويلة التي تجعله على هذا النحو من الرشاقة والطلاقة واندفاع الشباب بل وجموحه، ولغته السلسلة تقوده ويقودها، فيكتب عن المعيش والحالي وعن الزملاء والعاملين في البلاط ومسح البلاط أيضا. 
  وربما كان ماكتبه حول أيام السجن في ستينيات القرن الماضي من أمتع ماكتب، وشأنه شأن كثير من الصحفيين كان من الضروري أن يتعرّض لتلك التجربة، ولايهتم هم على الإطلاق بالكلام حول البراءة أو التورط، بل يهتم بالتجربة نفسها. ففي سجن القلعة جرى تعذيب أكثر المعتقلين من اليساريين لكن ماناله الراحل الكبير صلاح عيسى فاق الجميع وفاق القدرة على الاحتمال.
  يحكي أيضا عن زملاء تلك الحبسة مثل الأبنودي الذي كان معه في الزنزانة نفسها، وسيد حجاب الذي اعتاد أن يتمشى معه في الطُرقة الطويلة بين العنابر يستعان كل صباح من إذاعة القاهرة الكبرىعبر ميكروفون سجن طُرة لأغنية ياما زقزق القمري على ورق الليمون التي كتبها سيد حجاب!!
  وأخيرا .. كل كتاب وانت طيب ودمت لنا ياعم محمد.. كتّر خيرك

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة