نساء فى قرية «ميت خافات» أثناء إعداد الخبز
نساء فى قرية «ميت خافات» أثناء إعداد الخبز


العيش في مصرl المنايفة يفضلون «المرحرح والبتاوى والملتوت»

آخر ساعة

السبت، 26 فبراير 2022 - 01:17 م

المنوفية: محمد الشامى

يشهد الريف بمحافظة المنوفية منذ قديم الأزل أنواعاً عديدة من الخبز، حيث يختلف رغيف العيش الفلاحى بحسب طبيعة البيئة المحيطة أو نمط الاستهلاك المعتاد فى القرى والعزب والنجوع، وبالتبعية تختلف طريقة إعداد أنواع الخبز وفق الموروث الشعبى أو العادات والتقاليد المرتبطة بصنع الخبز حتى يخرج منتجاً غذائياً يحظى بأهمية كبيرة لدى المزارعين وأسرهم.

فى قرية اميت خاقاتب التابعة لمركز شبين الكوم، لا يزال الفرن البلدى حاضراً بقوة فى مجالات عديدة أبرزها إعداد اعيش القمحب، الذى يحظى بشعبية كبيرة، ولا يزال هذا النوع يشهد إقبالاً من الأسر والعائلات التى تقوم بخبزه فى الفرن بإهداء بعض منه للأهل والجيران.

ولإعداد عيش القمح طقوس هامة، كما تقول هناء عبدالخالق (ربة منزل)، حيث يتجمع أهل البيت لإعداد الدقيق وتحويله إلى عجين، ثم تأتى مرحلة التقطيع والمناولة لوضع العجين فى الفرن حتى يستوى ويخرج لوضعه فى مشنات مخصصة لتجميع عيش القمح واستخدامه بعد ذلك فى تناول الطعام، وغالباً ما يجرى تسخينه عند إعادة استخدامه لاستعادة مذاقه المميز. 

أما ابتسام فرج (موظفة) فتشير إلى أن الخبز عموماً تقام عليه أغلب الأكلات المصرية، فلا تخلو السُفرة المصرية باختلاف الطبقات من سلة الخبز وتتنوع طرق تحضيره بحسب الموقع الجغرافى، فمثلاً نجد العيش الشمسى ويعتمد فى إعداده على خطوات أولية تشمل تحضير كيلو من الدقيق، ثم نخله وخلطه مع ربع ملعقة ملح وتضاف إلى الخليط ملعقة كبيرة من الخميرة حتى يتحول الخليط إلى عجينة متماسكة ويُترك العيش ليخمر من الليل وحتى الصباح، ثم ننثر الردة على الصوانى المسطحة لفرد أقراص العيش لكى لا تلتصق، وبعدها ننثر قليلاً من الدقيق على كل قرص ونمسحها بقطعة قماش جافة حتى تتساوى الأقراص مع بعضها البعض، ثم نضعها فى الشمس حتى تخمر، ويكون الوجه جافاً ويقلب على الوجه الثاني، ثم نضع أقراص العيش فى الظل، ونبدأ بخبز الأرغفة التى ستفوح رائحتها الشهية فور وضعها فى الفرن.

فى القرية ذاتها، ينتشر نوع آخر من الخبز يُعرف باسم االعيش الملتوتب، الذى يجرى إعداده للاستخدام فى المناسبات السعيدة، لذا يطلق عليه الأهالى أيضاً اعيش الأفراحب، وتقول إسراء الكرداسى (مُعلمة): إن إعداد هذا الخبز يتم بنفس طريقة العيش المرحرح، إلا أن كمية الدقيق المستخدمة تكون كلها من النوع الأبيض، ويغلف بالسمن البلدي، بدلاً من الردة وتترك عجينته لتخمر وتفرد بعد ذلك وتخبز فى فرن متوسط الحرارة.

ويقول محمد الجندى (شيف)، إن هناك نوعاً يسود فى القرى بمراكز أشمون وتلا وقويسنا، وهو الخبز االملدنب، ويُعد من أشهر أنواع الخبز فى القرى، فهو عبارة عن الخبز البلدى العادى لكنه يخبز بحجم أكبر ويصنع من دقيق القمح والخميرة والملح، ويتم خبزه وتجفيفه، وينصح به أطباء الريجيم، لأنه يحتوى على سعرات حرارية قليلة كما يساعد فى تحسين وظائف المعدة.

وهناك أيضاً العيش االبتاوىب، أو كما يسميه البعض اكورن فلكس الغلابةب، يتكون من ذرة مطحونة ويتم عجنه مع الماء والخميرة ورشة ملح، وهناك من يضعون فيه السمن واللبن الرائب ويأكله البعض مع الحليب، ومن هنا جاءت تسميته بـاكورن فليكس الغلابةب.

أما االملتوتب فهو الخبز الفاخر الأكثر تداولا بالمدن، ويرتبط بالمناسبات السعيدة والأفراح، ويتكوَّن من الدقيق الأبيض والخمير والسمن البلدى ويترك للتخمير لبضع ساعات، ثم يُخبز ويُقدَّم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة