دينا توفيق
دينا توفيق


إنسانية اللحظة

آخر ساعة

الثلاثاء، 01 مارس 2022 - 11:26 ص

أزمة‭ ‬وانكسار‭.. ‬ألم‭ ‬وحيرة‭.. ‬شتات‭ ‬وضياع‭.. ‬عيون‭ ‬لامعة‭ ‬تحاول‭ ‬الصمود‭ ‬والتماسك‭.. ‬تأبى‭ ‬الانهيار‭ ‬فى‭ ‬أصعب‭ ‬اللحظات‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬علينا‭ ‬نحن‭ ‬البشر‭.. ‬وأخرى‭ ‬تنهمر‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬المجهول،‭ ‬ومعها‭ ‬صوت‭ ‬يئن‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الوجع‭.. ‬مشاهد‭ ‬تتكرر‭ ‬مع‭ ‬الصعاب‭ ‬التى‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬وصراعات،‭ ‬أوبئة‭ ‬وكوارث‭ ‬طبيعية،‭ ‬محن‭ ‬ألمت‭ ‬بأفراد‭ ‬مقربين‭ ‬أو‭ ‬غرباء‭.. ‬المشاهد‭ ‬واحدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الألم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬واحدا؛‭ ‬نجلس‭ ‬ونتابع،‭ ‬نتأثر‭ ‬ونحزن‭ ‬ولكن‭ ‬للحظات‭.. ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬الألم‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬لصاحبه‭ ‬فقط‭.. ‬وإن‭ ‬واساهُ‭ ‬أحد‭ ‬سيكون‭ ‬للحظات‭ ‬ويمضي؛‭ ‬كما‭ ‬تمر‭ ‬عقارب‭ ‬الساعة‭.. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬وقت‭ ‬للإنسانية،‭ ‬والإحساس‭ ‬بالآخرين،‭ ‬الذى‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬صخب‭ ‬الحياة‭ ‬وضجيجها‭ ‬وسرعتها،‭ ‬قلص‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭.‬

مر‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬أزمات‭ ‬عدة‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬مؤخرًا‭ ‬مع‭ ‬محاولة‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬دوى‭ ‬المدافع‭.. ‬بدأ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬السخرية‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭ ‬سياسيًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكوميكس،‭ ‬أو‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬عليه،‭ ‬هل‭ ‬سيتأثر‭ ‬بها،‭ ‬أسعار‭ ‬القمح‭ ‬والغاز‭ ‬والسلع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأخرى‭.. ‬الكثيرون‭ ‬اهتموا‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مادى‭ ‬زائل‭ ‬وأغفلوا‭ ‬الإنسانية‭ ‬الباقية‭.. ‬الإحساس‭ ‬أن‭ ‬قويا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصد‭ ‬أى‭ ‬معتدٍ،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬عامل‭ ‬سياسى‭ ‬يؤخذ‭ ‬فى‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬يتصارعون،‭ ‬يختلفون‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬الشعوب‭ ‬الثمن‭.. ‬الوضع‭ ‬الإنسانى‭ ‬فى‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لا‭ ‬ينفصل‭ ‬عما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭ ‬وفلسطين،‭ ‬وركض‭ ‬الخائف‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬ملاذات‭ ‬آمنة‭ ‬تاركًا‭ ‬وطنه‭.. ‬الإنسانية،‭ ‬تنقذ‭ ‬الأرواح‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬نعرفها‭.. ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬سحر‭ ‬لتغيير‭ ‬العالم،‭ ‬فنحن‭ ‬نحمل‭ ‬القوة‭ ‬داخل‭ ‬أنفسنا‭ ‬حتى‭ ‬يستعيد‭ ‬كل‭ ‬بنى‭ ‬آدم‭ ‬إنسانيته‭.‬

Email‭: ‬[email protected]

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة