كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الحصاد!

كرم جبر

الأربعاء، 02 مارس 2022 - 09:13 م

تنهض مصر ويعلو شأنها، كلما مدت يدها لمن هم تحت خط الجهل، فالفقر ليس البطالة والعشوائيات والعوز والاحتياج، لكنه أيضاً الجهل الذى يسيطر على العقول، والخرافات التى أصبحت اللغة السائدة، فى الكتب والشرائط الصفراء والمواقع الإليكترونية، وفى لبن البقرة المبروكة التى تشفى من الأمراض المستعصية.


 التنمية الثقافية أصعب بكثير جداً من التنمية الاقتصادية، وشق الطرق وإنشاء المصانع وبناء المساكن، أسهل بكثير جداً، من تأسيس عقول سليمة تصون العلم والتقدم والحضارة والمدنية.. وتقدم الدول رهن ببناء الإنسان وتعظيم قيمته وتنمية ثقافته.


 لن أتفلسف مثل علماء النفس وأقول إن السبب هو فشل الدفاعات النفسية التى تولد عند الإنسان الانتحار العقلى..

ولن أقول إنه الاغتراب الناجم عن الجهل.. ولن أفعل مثل النخبة وأقول إن الجهل هو الحصاد للأنظمة الديكتاتورية التى حكمت مصر، ولكن أقول فتشوا عن سمات الشخصية المصرية الأصيلة.
■■■


الأمة تحتاج علماء منفتحين على المتغيرات التى يشهدها العالم، ولديهم الجرأة والشجاعة للتصدى للأفكار الرجعية المتشددة، التى تسيء للإسلام والمسلمين، علماء لا يخشون فى الحق لومة لائم، ويضعون نصب أعينهم مصلحة الأمة وإعلاء شأن الدين.


المعنيون بالأمر إما خائفون أو معارضون، خائفون من المتشددين، وغير قادرين على مواجهتهم، أو معارضون للتجديد، وراضون عن التجميد، ويتعاملون مع هذه القضية المهمة والخطيرة، بطريقة ذر الرماد فى العيون.


■■■


تسعون عاماً من الإرهاب هى حصيلة عمل الجماعة الإرهابية مع كل الأنظمة التى حكمت مصر، قبل ثورة 23 يوليو وبعدها، وفى عصور كل الرؤساء الذين حكموا حتى الآن، وكانت الطامة الكبرى عام حكمهم بعد 2011.


تحالفوا مع الملك فاروق قبل الثورة وقبله فؤاد، ثم انقلبوا عليهما، واغتالوا القاضى الجليل الخازندار، وحاولوا اغتيال النحاس باشا، وأحرقوا القاهرة.


كانوا أصدقاء جمال عبد الناصر والثورة بعد 23 يوليو 1952، ولما أرادوا أن يسيطروا على مجلس قيادة الثورة ويحكموا البلاد، تخلص منهم عبد الناصر فى حملتين كبيرتين 1958 و 1964.


■■■


من أجمل الحكايات الواسعة الانتشار فى فيس بوك، سيدة عجوز فى إحدى دور المسنين، تقول لابنها: الدار تحتاج إلى مراوح لأن الجو نار فى الصيف، ودفايات لأن الصقيع يفتت العظم فى الشتاء، وثلاجة لأن الطعام يفسد.


وتستمر الأم فى طلباتها لابنها الذى يبدو ثرياً: نحتاج بطاطين وأكواب، وياريت قطع موكيت على الأرض.


وتستطرد: خلاص يا ابنى أنا أيامى قربت، وكلها أيام.


سألها الابن: ولماذا تحتاجين كل هذه الأشياء؟


ردت: لأن قلب الأم يخاف عليك من البرد والحر والجوع، حين يأتى بك أبناؤك إلى هذه الدار، وأنت لا حول لك ولا قوة.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة