جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

بين «الغزو» والعقوبات القوة وحدها تتكلم!

جلال عارف

الأربعاء، 02 مارس 2022 - 09:15 م

"قد يحقق بوتين مكاسب فى ساحة المعركة، لكنه سيدفع ثمنا باهظا على المدى الطويل"..

هكذا تحدث الرئيس الأمريكى "بايدن" بالأمس عن الحرب فى أوكرانيا، وعلى كل من يتصور أننا أمام معركة سريعة أو "غزو" ينهى الأزمة، أن يودع أوهامه.

فالحرب فى بدايتها، وأوكرانيا ليست إلا ساحة الجولة الأولى، والضحية الأساسية لها!


والواضح مما يجرى حتى الآن..

أن كل طرف كان يعد أوراقه جيدا للمواجهة بصرف النظر عن صحة تقديراته أو خطئها. روسيا خططت لعملية عسكرية سريعة تعرف أن نتائجها محسومة لصالحها، وتريد أن تحصرها ـ على قدر الإمكان ـ على تدمير البنية العسكرية، لتستطيع بعد ذلك ترتيب الأوضاع من خلال حكم حليف ودون حاجة ـ وفقا لهذا التصور ـ للبقاء كقوة احتلال لفترة طويلة!


 فى المقابل.. كان واضحا أن الرد بالعقوبات أكبر بكثير مما تصورته موسكو واستعدت له.

وأن مخطط العقوبات كان جاهزا رغم الخلافات بين الحلفاء الغربيين التى كان بوتين يراهن عليها.

ما تم إعلانه من عقوبات اقتصادية خلال الأسبوع الأول بعد الغزو خطير فى تأثيره على الاقتصاد الروسى.

رصيد الاحتياطى النقدى الكبير "٦٠٠ مليار دولار" لن يصمد كثيرا. والتوجه نحو الشرق الآسيوى "وخاصة الصين" له حدوده وله أيضا محاذيره!!

والرهان على أن العقوبات الاقتصادية لن تظهر آثارها الحقيقية إلا بعد فترة، يقابله ـ على الجانب الآخر ـ تأكيد على استعداد أمريكا والحلفاء لمعركة تطول لسنوات لإلحاق أكبر الضرر بالاقتصاد الروسى.


 العقوبات القاسية تتوسع يوما بعد يوم. وقد امتدت لتشمل الميدان الرياضى مع توصية اللجنة الأوليمبية بعد يومين من الاجتياح الروسى لكل الاتحادات بمقاطعة روسيا وبيلا روسيا لتسارع "الفيفا" بحرمان روسيا من كأس العالم، وتليها باقى الاتحادات الدولية بإجراءات مقاطعة مماثلة.

ولا مجال بالطبع لتلقى إجابات عن أسئلة من نوع: ولماذا لم تكن هذه القرارات حاضرة عند غزو العراق؟

ولماذا لا تتخذ إجراءات مماثلة ضد عدوان إسرائيل المستمر..

وهل سنرى ـ بعد ذلك ـ اتحادات دولية رياضية تعاقب لاعبا رفض المشاركة ضد إسرائيل أو رفع علم فلسطين؟!


 إنها القوة تتحدث وحدها، القوة من جانب روسيا تجتاح أوكرانيا. والقوة من جانب أمريكا والحلفاء تفرض العقوبات.

مازلنا فى بداية حرب ستطول وستترك آثارها على العالم كله. القوة تتحدث، ولكن على كل طرف أن يدرك حدود قوته وأن يقف عندها.

العقل يقول ذلك، واستنفار القوة النووية لدى الطرفين يؤكده!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة